علي لم يكن شخصية ذات بعد واحد إنه متعدد الأبعاد عابر للقارات والأزمنة. علي حارت فيه عقول الفلاسفة والكتاب والأدباء والشعراء والباحثين .
علي ظاهرة لم ولن تتكرر حق مطلق عدل كامل حياة إلهية نور لايخبو وشمس لن تغيب.
ولم يستطع أي إنسان أن يغطي شخصية علي التي تعتبر فريدة بامتياز.
كل لحظة من لحظات حياة علي دروس راقية وعبر كاملة، إنه مرآة عاكسة للحق والحقيقة قمة النبل والحكمة والصدق والطهر والنقاء. رحمة مثلما كان ابن عمه رحمة للعالمين.
لم يكن علي رئيس قبيلة أو زعيما لحزب أو فرقة أو مذهب لم يكن علي محصورا بجهة أو فئة ولن يكون كذلك.
انه تراث الإنسانية الثر. الإنسان الذي جمع الأضداد في كيان بشري جسد رحمة الله على أرضه، علي لم ولن تفهمه البشرية إلى آخر لحظة من حياتها ولن يستطيع الزمان والمكان أن يجودا بمثله ابدا.
ان عليا نفس محمد وهما ابوا هذه الأمة كما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
التساؤل الذي يفرض نفسه هنا ما صلتنا بعلي؟ هل أننا نسير في نهجه هل أننا شيعته هل أننا محبوه هل أننا معجبون بشخصيته لتكون لنا قدوة ومثالا وانموذجا حيا.
حقا ما صلتنا بعلي هل أنه رئيس حزب ام زعيم قوم ام رئيس دولة تعمل من أجل مواطنيها بصدق وإخلاص وتفان وتضحية وتخدم رعاياها.
هل أن عليا ملك لطائفة أو مذهب أو دين كلا والف كلا. أن عليا قرآن يمشي على الارض رحمة شاملة حب وحرب عدل وإنصاف شفقة ومودة وحنان جل همه الإنسان حرية الإنسان وروحه التي هي اهم شي ء في وجوده.
كان رحمة إلهية عندما أوصى الحسنين بأن يعاملا قاتله بن ملجم برفق ومحبة. الكثير منا يدعي حبه لعلي واتباع نهجه وأنه من شيعته ومحبيه لكن هل نحن نتمتع بصفات علوية تؤهلنا أن نفخر بأننا نسير على نهجه القويم.
علي ايها الأحبة قدوة في كل مجالات الحياة في السياسة والاقتصاد والإدارة والقضاء والمعاملات والاخلاق والتدين.
لنعيد على أنفسنا السؤال الكبير ما صلتنا بعلي؟
ونبحث عن إجابة شافية من أنفسنا التي تعشقه على الفطرة الإنسانية تنظر له على أنه المثال الجدير بأن يقتدي به كل انسان.
علي ايها الأحبة شرعة الله في أرضه قانون السماء والأرض دافع عن قيم السماء وشعوب الأرض ودعا إلى حقوق الإنسان والحيوان والبيئة دافع عن الكرامة والسيادة والعزة لشعوب الأرض حارب الظلم والظالمين كافح من أجل الفقراء والمعوزين.
مقولته خالدة لو كان الفقر رجلا لقتلته. سن قوانين حقوق الإنسان وخارطة الأمم المتحدة بقوله الناس صنفان اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
كثيرا ما أسال نفسي نفسي نفس السؤال. ما صلتنا بعلي ؟
ما اجمل الحروف الثلاثة التي مثلت غاية الغايات إنها كلمة علي وما ادراك ما علي.
فما صلتنا بعلي ؟
بقلم / محمد علي ابو هارون