يا ثورةً قام بها الإمامُ
لتَسْقُطَ الأحقادُ والأوهامُ
دماءُ شعبٍ قد اريقت سَفَهاً
اذ سامها في بغيها الحكّامُ
فثارَ شعبٌ في بلادِ الشرقِ إذ
تنَبَّهَت بفضله الأقوامُ
ايرانُ هذي كلُّها ضياءٌ
حيثُ تَرائىٰ نورُهُ الاسلامُ
وأينعَتْ في أرضِها مزرعةٌ
ينبتُ فيها الخيرُ والإكرامُ
وثورةٌ أزالتِ الشرَّ وقدْ
تحقّقَتْ بلِطْفِها الاحلامُ
وشاهُ ايرانَ الطريدُ انتقمتْ
من ظلمه الأحرارُ والأيتامُ
وذا الخمينيُّ العظيمُ قد بَدا
في يدهِ ترفرفُ الاعلامُ
امامُ حقّْ ثائرٍ قدِ انْبَرى
بِفضلِه قد حُطِّمتْ اصنامُ
أيامُ فسقِ البَهلويِّ قد غَدتْ
ماضٍ وذا قد سادَها السلامُ
بعد ظُلاماتٍ أذاقَ مُرَّها
شعباً كريماً طبعُهُ الوِئامُ
فمرحباً بشعبِ ايرانَ الذي
أهدى الشعوبَ قدوةً تُرامُ
وفي العراقِ انتفضتْ اجيالُهُ
والبعثُ فيه حفنةٌ أقزامُ
والصدرُ باقرُ الخيرِ وقد
أفتى بفتوىً بعدها القيامُ
مضى شهيداً في طريقٍ، دمُهُ
يغلي ونورُ الفكرِ لا يُضامُ
وبعدَ عشرينَ خلتْ وأربعٍ
من السنينَ قد هَوى صدامُ
وبعد ان عاثَ فساداً وطغى
خُزِٓيْ وقد ماجتْ به الايامُ
من حفرةٍ قد أخرجوه مُرْغَما
أشعَثَ مُغْبَرّاً تُرِي الأفلامُ
حيثُ اختفىٰ فيها شريدَ شَعْبِهِ
ثم تلاهُ السجنُ والإعدامُ
يا وَيلَهُ من مجرمٍ طاغيةٍ
عاوَنَهُ من قومه أزلامُ
وكان وعدُ الله صادقاً جرى
في سُنّةٍ فاز بها الكرامُ
واليومَ يسري في عراقي صَخَبٌ
يلوحُ من ورائه الحِمامُ
عصابةُ البعثِ البغيضِ كَشَّرَتْ
أنيابَها في رَكْبِها الظُلّامُ
تريدُ ان تعودَ أمَّتي ألى
قعرِ الحضيض كلُّها نيامُ
لكنَّ ذاكَ مستحيل وَقْعُهُ
فلنْ يعود في المدى الظلامُ
ذاقتْ جماهيرُ العراقِ لذةً
ما بعدها من لذَّةٍ حرامُ
نهجَ الحسينِ سيرةً خالدةً
تنبي بأنّ الحُرَّ لا يسامُ
ولنْ يكونَ بعد هذي قصةٌ
فالأمرُ قَدْ وافَتْ به الأقلامُ