ولفت "رئيسي"، في تصريحه خلال استقبال وزير خارجية فنلندا "بيكا هافيسو" اليوم الاثنين، لفت بأن العلاقات بين طهران وهلسنكي تواصلت بنحو مميز على مر السنوات بعد انتصار الثورة الاسلامية؛ محذرا من ان "علاقات فنلندا مع الدول الاخرى ينبغي أن لا تتأثر بإملاءات الآخرين".
وفيما أشار الى نهج الحكومة الايرانية بشأن توسيع العلاقات مع الجيران، صرح رئيس الجمهورية: نحن نريد بناء علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة وسنواصل المضي بهذا الاتجاه؛ مؤكداً أن التدخلات الأجنبية وراء كافة المشاكل التي تمر بها المنطقة اليوم.
وأردف، ان "حكومة فنلندا قادرة على القيام بدور أكثر تأثيراً في سياق السلام ومعالجة الفلتان الامني"؛ مبيناً أن الفرص متاحة لطهران وهلسنكي من اجل توسيع العلاقات بينهما، ليس في المجالات الاقتصادية والتجارية فحسب، وانما على صعيد حقوق الانسان ومكافحة الارهاب والجرائم المنظمة ايضا.
وفي سياق آخر، تطرق رئيس الجمهورية الى المشاكل الراهنة داخل افغانستان؛ مؤكدا ان انتشار القوات الامريكية والحلف الاطلسي الذي استمر لاكثر من عقدين في افغانستان، لم يعزز الامن هناك بل خلف مزيدا من الدمار والحرب والفقر والمعاناة للشعب الافغاني.
كما أشار الى وجود نحو 4 ملايين مهاجر افغاني داخل الاراضي الايرانية؛ مصرحا ان "ايران تقوم انطلاقا من مبادئها الانسانية واسس حسن الجوار، باستضافة الاشقاء الافغانيين على اراضيها، لكن الاوروبيين تنصلوا عن القيام بواجبهم في هذا الخصوص".
وحول المفاوضات النووية بفيينا، قال رئيسي: الامريكيون انفسهم انتهكوا الاتفاق النووي والاوروبيون تقاعسوا في تنفيذ التزاماتهم، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعترفت في تقاريرها العديدة على سلمية نشاطات ايران النووية.
واستطرد : لقد اعلنا (سابقا) بان رفع الحظر سيهئ الارضيات من اجل التوصل الى اتفاق، كما ان ايران اثبتت التزامها بالتعهدات المنصوصة في الاتفاق النووي، لكننا لن نجعل اقتصاد بلادنا رهنا بهذا الاتفاق.
ونوّه رئيسي، الى اقرار الامريكيين على الفشل المشين لسياسة الضغوط القصوى التي مارسوها ضد ايران؛ مصرحاً: نحن نتطلع بان تفصل الدول الاوروبية حساب استقلالها عن الخضوع الى هيمنة الولايات المتحدة، ذلك ان امريكا دولة غير جديرة بالثقة.
الى ذلك، لفت وزير خارجية فنلندا الى العلاقات التي بلغت 9 عقود بين بلاده وايران، قائلاً خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية: نحن نولي اهمية كثيرة الى ايران، وهناك طاقات كامنة وفيرة يمكن توظيفها لرفع مستوى التعاون بين البلدين.
وأضاف هافيسو: ان هلسنكي تبذل الجهود من اجل النهوض بمستوى العلاقات، وايضا التعاون مع طهران في سياق تعزيز الامن الاقلميي والسلام العالمي.
ووجه وزير الفنلندي خطابه الى رئيسي : نحن لدينا هواجس مشتركة، ونتفق معكم بشأن ضرورة تشكيل حكومة شاملة في افغانستان، وقد بعثنا الرسالة ذاتها الى طالبان.
وفي الختام، أعرب هافيسو عن استيائه من سلوك امريكا تجاه الاتفاق النووي؛ مصرحاً: إنه لمدعاة للأسف بأن الأمريكيين أعرضوا عن تعهداتهم المنصوصة في هذا الاتفاق.