وأضاف: "لا اريد ان أعطي مجالاً لأحد كي يتهمني لاحقاً بأنني أضعتُ على لبنان فرصة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية والتي يمكن أن تكون محطة مناسبة لبدء معالجة الازمة مع السعودية".
كما أكد أنه لا يريد أن يفسح المجال أمام تحميله مسؤولية أي إجراء سلبي قد يُنفذ ضد المغتربين في الخليج الفارسي.
وأضاف قرداحي: "سيكتشف اللبنانيون إنني لست سبب ما يعانونه هم، وما تعانيه الحكومة من مشكلات أراد البعض تحميلي إيّاها زوراً وبهتاناً".
وقال قرداحي في مؤتمر صحفي: "قصتي أصبحت معروفة ولا أعتقد أن هنا داع لتكرار التفاصيل والتطورات منذ أن بثت المقابلة الشهيرة ولا أعتقد أن هناك داع للتذكير أن المقابلة أجريت قبل أكثر من شهر من تعييني وزيرا للإعلام وما رد فيها لا يلزم الحكومة بشيء ولم أقصد في كلامي الإساءة لأحد بل دعوة صادقة لوقف الحرب لمصلحة الأطراف المتحاربة"، مشيرا إلى أن "المقابلة بثت بعد 3 أشهر وفتحت علي حملة شعواء ومقصودة في الإعلام اللبناني والمواقع ووسائل التواصل وتم تصوير ما قلته وكأنه جريمة بحق السعودية وانتقلت الحملة على الخليج وإعلامه".
وأضاف: "هذه الحملات المسعورة التي تضمنت الكثير من التطاول أزعجتني في الشخصي وفي مشاعري اتجاه أناس أحبهم في السعودية والإمارات والخليج.. وأزعجتني أكثر لأنه بسبب هذه الحملة باشرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي اجراءات مقاطعة دبلوماسية واقتصادية وتجارية.. وأزعجتني لأنها تسببت بحال من القلق لدى اللبنانيين في الخليج الذي خافوا على أعمالهم ومصالحهم وما أزعجني هو تحميل شعب بكامله كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة".
وتابع قائلا: "وجدت أنه من المنطق أن أرفض الاستقالة تحت الضغط والتحامل الجائر.. رفضت الاستقالة لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة. ولكن نحن اليوم أمام تطورات جديدة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذاهب إلى السعودية بزيارة رسمية وفهمت من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قابلته قبل 3 أيام بناء على دعوته، أن الفرنسيين يرغبون باستقالتي قبل الزيارة لتساعد على فتح الحوار مع السعوديين ومستقبل العلاقات".
وقال: "تشاورت مع (الوزير السابق سليمان) فرنجية وجميع الحلفاء بهذا الأمر وتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب"، معلنا أنه "بعد التفكير العميق وحرصا مني على استغلال الفرصة دعوتكم لأقول أنني لا أقبل أن استخدم سببا لأذية اللبنانين في السعودية والخليج.. وبين أن يقع الظلم والأذية على أهلي وبين أن يقع علي، فضلت أن أكون يقع علي.. مصلحة بلدي أهم من مصلحة جورج قرداحي، ولبنان أهم من جورج قرداحي ومصلحة اللبنانيين أهم من أي منصب".
وأضاف: "قررت التخلي عن موقع الوزاري على أن أبقى في خدمة وطني حيث أكون"، مشددا على "أنني لم أستجب لـ"حزب الله" أو لأحد. بنيت الموقف مع أن كلمني ميقاتي، واستخلصت النتيجة ووجدت أن بقائي في هذه الحكومة، أصبح نوعا ما عبثيا".