وعلى الرغم من هذه المؤشرات، تبقى الآثار المحددة للأجسام الهوائية على الجسم غامضة بعض الشيء.
كشفت دراسة بقيادة جامعة ستانفورد، عن وجود صلة بين الجزيئات المحمولة جوا وصحة الرضع في جنوب آسيا. وهي منطقة تسيطر عليها مستويات غير معقولة من التلوث الهوائي، ناهيك أن أكثر من 40 بالمئة من سكانها، يعانون من حالات الالتهاب الرئوي.
تلوث الهواء
وتقدر الدراسة، التي نُشرت في مجلة التلوث البيئي، أن تأثير الجسيمات المتزايدة على الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي في المستشفيات. يبلغ ضعف ما كان يُعتقد سابقًا،
وتشير أيضا إلى أن صناعة معينة قد تلعب دورًا أساسيا في تعزيز المشكلة.
في الحقيقة، يمكن أن تساعد هذه الاستنتاجات، المسؤولين عن الصحة وصانعي السياسات في العالم. على تحسين توجيه برامج الحد من الانبعاثات من أجل المحافظة على صحة الأطفال. وفق تقرير نشره موقع “news-medical".
لقد تم إجراء الدراسة في مدينة دكا، في بنغلاديش البالغ عددها 21 مليون نسمة، حيث يعد تلوث الهواء جزءا لا يتجزأ من حياة السكان هناك. خاصة في فصل الشتاء، عندما يبدأ العمل بأفران الطوب، التي يُستخدم فيها الفحم في جميع أنحاء المدينة.
وبهذه الطريقة، يتم حرق الفحم، الذي يعتبر مصدرا رئيسيا لانبعاث ثاني أكسيد الكبريت، مما ينتج عنه بشكل خاص مكون PM2.5.
تلوث الهواء وتأثيره على الجهاز التنفسي للأطفال
وتجدر الإشارة إلى أن الجسيمات المحمولة جوا، التي يسببها هذا المكون، تكون بعرض 2.5 ميكرون أو أصغر، ويقل قطرها 30 مرة عن. قطر شعرة الإنسان، وهي صغيرة بما يكفي ليتم استنشاقها عبر الرئتين سريعا وبعمق.
بمجرد دخول هذه الجزيئات إلى الرئتين، يمكن أن تسبب الالتهاب وتضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى. لكن الجسيمات من مصادر مختلفة يمكن أن يكون لها شكل وحجم وتركيب كيميائي مختلف، وليس من الواضح أي من المكونات المحددة لـ PM2.5 قد تكون الأكثر ضررًا على الرئتين.
قامت دراسات قليلة أخرى، بتقييم الآثار الصحية لجسيمات PM2.5 على الأطفال والرضع، خاصة في البلدان منخفضة الدخل. حيث يُحتمل أن يموت الأطفال أكثر من 60 مرة بسبب التعرض لتلوث الهواء، أكثر من الأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع، وفقًا للبنك الدولي. ومن بين الدراسات التي قاموا بها، تم التركيز أكثر على البيئة الداخلية للمنطقة، حيث ارتبط استخدام مواقد الطهي التي تعمل بتقنية حرق الكتلة الحيوية، بإصابة الجهاز التنفسي للأطفال.
الأمراض المعدية
من جانبه، قال مؤلف الدراسة ستيفن ميجور لوبي أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد: “إن تحديد تأثير تلوث الهواء الناتج عن الصناعة. على صحة الطفل، يوفر أدلة دامغة لدعم التدخلات للحد من التلوث”.
وتابع، “غالبًا ما يكون هذا، أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لقادة العالم، لوضع حد للانبعاثات العشوائية، التي تسببت تغير المناخ العالمي بشكل خطير جدا.”
هذا وقام شيريس ولوبي وزملاؤهم، بتحليل بيانات المراقبة طويلة المدى للمكون PM2.5، إلى جانب المراقبة الطبية المجتمعية للعدوى التنفسية. بين مركز الطاقة الذرية، دكا، والمركز الدولي لأبحاث أمراض الإسهال، في بنغلاديش. ووجدوا أن الإصابة بالالتهاب الرئوي بين الأطفال دون سن الخامسة زاد بنسبة 3.2 بالمئة لكل 10 ميكروغرام من الجسيمات الدقيقة، و2.5 لكل متر مكعب من الهواء، وهو بُعد قياسي في تحليل تلوث الهواء.
وعليه، كان متوسط مستوى مكون PM2.5 في مدينة دكا، أعلى بثلاث مرات مما توصلت إليه منظمة الصحة العالمية. فضلا عن ذلك. يشير الارتباط بين تلوث الهواء والالتهاب الرئوي لدى الأطفال إلى أن تلوث الهواء هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في السبب المباشر لوفاة الأطفال في بنغلاديش وفي كامل أنحاء جنوب آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرض كل عام أكثر من 200 ألف طفل لأمراض الالتهاب الرئوي في بنغلاديش، وما يقارب من مليوني. حالة في جميع أنحاء جنوب آسيا.
الالتهاب الرئوي
وهذه الزيادة تمثل تقريبا ضعف التقديرات السابقة، من حيث عدد الحالات، التي دخلت المستشفيات. بسبب الالتهاب الرئوي الناتج عن المكون PM2.5 وحوالي 10 مرات أكثر، لزيارات العيادات الخارجية.
قد يعكس الاختلاف في النتائج أعلاه صغر سن المجتمع، الذي أجريت عليه الدراسة، حيث كان معظم الأطفال المشاركين. في الدراسة بين سن عامين أو أقل.
وبما أن مصدر الجسيمات، متركز في مدينة دكا، شملت الدراسة جميع حالات العدوى المجتمعية تقريبا. بدلاً من مجرد التركيز على الحالات التي وصلت إلى العيادات والمستشفيات فقط.
علاوة على ذلك، وجدت الدراسات السابقة التي أجراها باحثون في مركز الطاقة النووية في دكا أن حرق الكتلة الحيوية. ساهم بشكل أكبر في مستويات المكون PM2.5 الخارجية، تليها الانبعاثات من قمائن الطوب وغبار التربة. ومع ذلك، تبين مؤخرا أن مساهمة. أفران الطوب في استخراج كمية أكبر من المعتاد من PM2.5 في الهواء، أكد الارتباط الوثيق بينه وبين حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال.
ختاما، إن هذه النتائج من بين الأدلة الأولى، التي تشير إلى أن المجتمعات المحلية وصانعي السياسات وزعماء العالم. يمكن أن يساهموا في تقليل أو التخلص من انبعاثات الطاقة، التي تؤثر على صحة الطفل.
وبالنظر إلى أن 9 أشخاص من كل 10 يعيشون في مناطق بها تلوث هواء، يتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية. فإن إجراء مزيد من التحقيقات حول ما إذا كانت الجسيمات من أفران الطوب وغيرها من المصادر لها تأثيرات صحية مختلفة، يمكن أن يفيد في التدخلات الصحية والبيئية في جميع أنحاء العالم.