وشهد المرقدُ الطاهر للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، توافد مواكب عزاء الزنجيل، مُعلِنةً بدء صفحةٍ جديدة من صفحات العزاء الأربعينيّ.
توافدت المواكبُ واحداً تلو الآخر على شكل مجاميع عزائيّة منتظمة، وكانت نقطةُ انطلاقها من المكان المخصّص لها في شارع القبلة لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) مروراً بصحنه الطاهر، حيث ألقوا فيه القصائد التي تبيّن مدى الألم الكبير الذي يعتصر قلوبهم بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، وهي ذكرى أربعينيّة سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام).
ليتوجّهوا بعد ذلك إلى صحن أخيه بطل الطفوف وحامل لوائه أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، قاطعين ساحةَ ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن لطماً وبكاءً، ليصلوا عند ضريح أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) وينهالوا في صحنه الشريف مرّةً أخرى بالبكاء، مصحوباً بأشجى المراثي التي صدحت بها حناجرهم حزناً واستذكارا ومواساةً للنبيّ وأهل بيته (عليهم السلام).
وقال رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن، الحاج رياض نعمة السلمان: إنّ: "دخول هذه المواكب التي تمثّل أغلب محافظات العراق سيستمرّ لمدّة يومَيْن، وسيكون تبعاً لخطّةٍ وُضِعت لحركة مسيرها بدءاً من انطلاقها حتّى ختامها، وبما يضمن انسيابيّة وسهولة حركتها وعدم تقاطعها مع حركة الزائرين، من خلال مساراتٍ وُضِعت لهذا الغرض".
يُذكر أنّ قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في العراق والعالم الإسلاميّ التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، قد أعدّ خطّةً لتسيير هذه المواكب وفق جدولٍ زوّد به أصحاب المواكب، يبيّن فيه مكان الانطلاق والمسير ونقطة الختام مع وقت كلّ موكبٍ وبما لا يتقاطع مع حركة ومرور الزائرين.