البث المباشر

الطارف والتليد -16/06/2009

الأربعاء 17 يونيو 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

نحمده وبه نستعين على فهم ما دعانا اليه من الهدى والرحمة والعمل به وهو الحميد المجيد تبارك اسمه الكريم. سلام عليكم ايها الاصدقاء واهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد وقد بسط لكم فن كتابة السيرة الادبية بجمالها وكمالها. نحييكم في الطارف والتليد اهلاً بكم ايها الاصدقاء وانتم تذكرون قولنا في الحلقة الماضية كتابة السيرة الادبية، فن جميل من فنون الابداع المكتوب له اصوله الراسخة وفروعه الشامخة وهو لايرافق من نكتب عنه منذ طفولته انما نقف على جلائل اعماله ونتأمل بدائع آثاره فلسنا مؤرخين نبدأ الكلام عليه من صغره الى كبره ونسطر ما جرى له وما جرى عليه من خير وشر ونفع وضر اي اننا معنيون بالحوادث المؤثرة في حياته تأثيراً مشهوداً. المحاور: من طهران نحييكم مرة اخرى وغاية سرورنا ان يكون معنا الان الاستاذ بشر الجزائري وقد حال بيننا في لقاءنا الماضي في ظلال هذا الفن البديع وانواره ما سنحت لنا الفرصة وما تسنح الا قليلاً، اهلاً بالسيد بشير الجزائري والفن الجميل. الجزائري: واهلاً بكم وبالذوق الرفيع. المحاور: شكراً جزيلاً سيد بشير نحن قد بدأنا حديثاً ولم نكمل ذلك الحديث رغم انه يحتاج الى اسهاب كثير ولكن على كل حال وقت البرنامج لا يسمح، سيدي الكريم دعني اذهب الى الموضوع مباشرة، وصلنا الى هذا المكان وبودي ان ابدأ من هذه النقطة اين مؤلف السيرة الادبية من الخيال وايضاً ما حقه فيه اذا كان له ان يبسط جناحه في آفاقه؟ الجزائري: سيدي الكريم للاديب الذي يبدع سيرة ادبية لأحد الناس الذين يؤمن بأنهم يستحقون مثل هذا الانجاز لابد له ان يمضي في خياله العذب حيث شاء وهو حقه الذي يتجلى به فنه وتسطع به قدرته وليس هناك من انسان يمنعه من ان يبسط هذا الجناح ما اتاه الله سبحانه وتعالى من البسط في تجلية المعاني الجميلة التي تأخذ بالالباب وتستولي على قلوب اولئك الذين يقرأون مثل هذا الابداع فهو اثارة في حقيقته، آثارة لهذه الالباب القارئة ولهذه القلوب المتلقية ان تستأنس وان تستجلي تلك الصور التي تتجلى لها في تلك السيرة التي يبدعها هذا الخيال المنعم في الذهاب بعيداً بعيداً عن واقع الناس مثلما يستمد طاقته من هذا الواقع. المحاور: طيب يعني استاذ بشير بداية جيدة ولطيفة ايضاً، ولكن في اي شيء يطلق الاديب لخياله العنان وهو يكتب سيرة ادبية لأحد ما؟ الجزائري: للسيرة الادبية مواد اساسية تعد لبناءها وكاتب هذه السيرة - اي كاتب كان- لابد له ان ينظر فيما جمع من هذه المواد، هذه المواد هي الحوادث المهمة التي سميتها انت في البدأ بجلائل الاعمال التي كان صاحب هذه السيرة قد شهر بها وعرفه الناس، ذكروه اديباً، ذكروه مبدعاً، ناقداً، متكلماً، خطيباً، رائعاً، مؤثراً في النفوس، طيب الخلق، حسن السيرة بين اولئك الذين عاش معهم ولهم وبهم، هو انسان يعني صاحب السيرة التي تبدع لابد ان يكون له امتياز من سائر الناس فكل عباد الله كما تدري قبضة من تراب ولكن بعضاً منهم يؤتيه الله سبحانه وتعالى مواهب شتى وهذه المواهب الشتى تجعله سامياً بحيث ينظر اليه كثير من الناس وهو فوق نظرتهم الى القمر، نظرتهم الى البدور المتناثرة او الى الانجم المتناثرة في الليلة القمراء، انت تعلم ان النجوم في الليلة المظلمة متقاربة اما في الليلة القمراء فهي متناثرة لأن ضوء القمر يستولي عليها ويخفف من اشعتها، على كل اولئك الذين هم جديرون بأن ينظر اليهم بأنهم اصحاب سير رفيعة، سير ادبية قلة قلة هذه الانجم التي ننظر اليها، نطوي رقابنا ونضع ايدينا خلف رؤوسنا لكي نواصل هذا النظر الى تلك الانجم المتناثرة وهي مشعة بأعيننا وقلوبنا وقلبك وعينك. المحاور: يعني استاذ جزائري في الحقيقة في الطريق كنا نتحدث عن بضعة ابيات لشاعر معاصر من معاصري ايران وذكرت لك بيتان على ما اذكر، ذكرتني بالنجوم، في مكان آخر يقول هذا الشاعر واترجمه لك رغم ضعف الترجمة واعتذر من المستمعين ايضاً، هو يقول ما يترجم بهذا الشكل، يقول: بحثت عن عينيك في الظلمة ووجدت عيناك في الظلمة واضحت سمائي ملئى بالنجوم، على كل حال هذه الترجمة والحديث ذو شجون ولكن دعنا ان لانخرج عن نطاق الحديث، سيدي الكريم انت تحدثت عن هذا ومن الطبيعي ان يكون لهذا روح ادبية. الجزائري: ماذا يستطيع ان يأخذ بزمام حصانك الجامح؟ المحاور: شكراً على كل حال انا لااعرف ان كان هذا ذماً او مدحاً على كل حال انا اتقبله من الاستاذ الجزائري، ولكن انا اعتقد ان كل الروح الادبية التي تجتمع في شخص واحد اساسها ان يكون غني النفس في قوله، سيدي الكريم انت تحدثت عن هذا الشخص الذي يرى ما لانراه ويحمل من الروح الادبية، وكما يقال من الخيال الادبي الذي بأمكانه ان يعكس الروح لتلك السيرة، ولكن من جانب آخر حتى في المسرح او في السينما حتى في اي موضوع فني يطرح هناك مسألة النقاد والناقد ايضاً رغم لذاعته في بعض الاحيان هو له رؤيته الخاصة وايضاً له اسلوبه الخاص. الجزائري: ياله من مظلوم. المحاور: على كل حال يقال ان الحق مر كما يقال، في بعض الاحيان الانسان يتصور انه في الكمال ولذلك لا يتحمل رؤى الاخرين الذين يفرشون له ما حقه بل يريد الاكثر عادة، ولكن على كل حال لايمكن ان نتجاهل هؤلاء، يقال ان النقاد سيدي الكريم يحرمون هذا المبدع بعض حقه فأنت كيف ترى هذا الموضوع يعني ما مدى صحة هذا القول؟ الجزائري: سبحان الله قد ندت كلمة يسيرة جداً مني وقلت متعجباً يا للمظلوم اي لذلك الناقد، النقاد في اغلب الاحيان الناس يحملون عليهم كل ما هو في نفوسهم من شيء غير مناسب ولا اقول اكثر من ذلك، لاصحة سيدي لهذا القول فالنقاد ناس متفقون على ان لمبدع السيرة الادبية ان يمعن في خياله ما استطاع الى ذلك سبيلاً لكن ليس من حقه ان يختلق مواد سيرته اي مواد تلك السيرة التي يكتبها لمن رغب في ان يكتب سيرته، وانت تدري ان من يكتبون السيرة الادبية يكتبون سيرة من هو اديب مقبول عند الناس، محبوب اليهم وربما يكتبون سيرة اديب غير مرغوب فيه، اديب مشاكس، اديب يكشف عن مساوئ الحياة ومن يكشف عن مثل هذه المساوئ فأن المجتمعات في كل الازمنة والامكنة معرضة عنه وحاملة عليه بكل ما آتاها الله من قوة وشراسة. المحاور: يعني استاذ بشير رغم انني اود ان اذهب الى فاصل لكي اريحك مني على كل حال. الجزائري: بالله تؤنسني. المحاور: يحفظك الله، ولكن في كل الاحوال سيدي الاستاذ الكريم يعني الناس هذه طبيعتهم، يبدو ان الناس هذه طبيعتهم، جرب قل من نفسك شيئاً ثم الزم ذلك على شخص يعرفونه وقل ان الشاعر الفلان قال كذا رغم ان الكلام منك، مايبدو لهم حتى يقولوا ما الطف هذا الكلام، ما اجمل هذا الكلام، ما هذه الزاوية الشعرية، ما اجمل هذه الريشة التي سارت على هذه اللوحة، ولكن بعد حين انت تقول اردت ان افاجأكم بل هي من اقوالي او من اعمالي او من اي شيء، يقولون انا قلت انها ضعيفة اذن الناس هم في ذاتهم يودون ان يختفوا او يختلوا بأنفسهم الى اشخاص معروفين أليس كذلك؟ الجزائري: الظلم من شيم النفوس فأن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم. المحاور: الطارف والتليد والوقت يتدحرج بنا بسرعة الى وادي عميق نذهب من خلاله لنودعكم ونعود اليكم ولكن دعونا نستفيد من هذه الاوقات الضيقة التي وضعت لنا. قبل ان اعود وابدأ الحوار مع الاستاذ بشير الجزائري دعونا نذهب لنستقطب اتصالاً هاتفياً من سلطنة عمان والاخ محمد سالم، اخ محمد سلام عليكم اهلاً بك. محمد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله اخي وحيا الله بشير الجزائري حبيبنا. الجزائري: وحياك الله واحبك. محمد: سؤالي لماذا هذا الاهتمام بسير الادباء وعدمه بسير الاولياء الذين هم اولي السير النافعة والمواقف الساطعة؟ المحاور: نعم هذا هو السؤال اذن اخ محمد. محمد: نعم هذا هو سؤالي جزاكم الله خيراً. المحاور: طيب شكراً جزيلاً وكأنك كنت في قلبي، استاذ بشير الجزائري ورغم السؤال سيدي الكريم الرسول الاعظم (افضل الصلاة والسلام عليه) هو قد قال سيرة ولم يقلها، قالها بكل معنى الكلمة، قالها ادبية، قال: اني تارك فيكم الثقلين. وهذا الزميل قال ايضاً الاخ العزيز محمد سالم هو قد قال اردت قولها الحقيقة. الجزائري: انت نفذت تهديدك في الحقيقة الذي كان قبيل ذلك الفاصل الذي مر بنا. المحاور: اذن لماذا هذا الاهتمام بسير الادباء وعدمه بسير الاولياء الذين هم، السير الناصعة والمواقف الساطعة؟ الجزائري: من قال ان الاهتمام كان منصباً على سير الادباء وحدهم دون سير الاولياء، السبب الذي حمل الاخ الكريم وحمل كثيراً من الناس وربما نكون انا وانت ايضاً من هؤلاء على ان يسألوا هذا السؤال، لم الاهتمام بسير الادباء وعدمه بسير الاولياء (سلام الله على الاولياء جميعاً من اول الزمان الى آخره)، هو ان السيرة الادبية ظهرت في غير ارضنا، في غير مجتمعنا، السيرة الادبية بمعناها الجميل وبمعناها اللطيف، ان نكون واقعيين وقريبين من الحقائق وذلك لايضرنا بل يزيدنا فخراً ان نكون ناساً نرى الحكمة من اي فم تصدر فنتمسك بها، الغربيون سبقونا الى هذا اللون من الادب البديع جداً وهو السيرة الذاتية اما نحن فقد كنا نكتب سيرة ولكنها ليست السيرة الادبية بمعناها الحديث، بمعناها الجميل، بمعناها الذي ينفذ الى اعماق النفس وينتقل منها الى اعماق الحياة كلها فساعة يحللون هذا الاديب بآثاره الادبية بقصائده اذا كان شاعراً، بقصصه اذا كان كاتب قصة، بمسرحياته اذا كان كاتباً مسرحياً، بمقالاته، بكل شيء من آثاره الباقية، ساعة يحللونه لا يحللونه وحده انساناً مفرداً وانما يحللون عالماً كبيراً لأن كل منا هو هذا العالم، هو صورة مصغرة لهذا الكون الفسيح البديع حتى يتبين لنا اننا صغار ازاء قدرة ربنا عزّ وجلّ، هذا الرب الذي جعلنا بصغرنا صورة لكل هذه السموات والارضين وما فيهما وما بينهما. المحاور: طبعاً هنا استاذ بشير الجزائري اعتقد ان عمل الناقد هو ضروري جداً لكي تسير الاعمال كما هي، هنا يجب على الناقد ان يوضح من الصحيح ومن الذي اولج نفسه في غياهب لامعنى لها فهناك من يقول قد مد يده وامسك بالسماء لكي لاتقع على رأسه، حتى في آفاق الادب اليوناني او الاساطير اليونانية عندما ترى ان فلان من الالهة عندما يقولون انه امسك الارض ان لا تسقط او امسك السماء هذه السير ربما تكون في بعد. الجزائري: عند الفرس ايضاً. المحاور: ومن الفرس ايضاً، الشخصيات عجيبة، في البلاد العربية والاسلامية عندما تتطرق الى علم الاجتماع وترى هؤلاء الذين كما يقال المحب اعمى فقالوا ياقيس ان ليلى ليست بجميلة كما تقول قال عليكم ان تروها بعيني، كما يقال ان انا تمكنت ان اعكس هذه الصورة، سيدي الكريم اذن هذا ما كان ولكن دعنا نعود الى موضوعنا قبل ان يداهمنا الوقت ويبدو ان السيد صادق يراني وكأنه يريد ان يطلق علي رصاصة الرحمة، على كل حال لأعود الى الموضوع. الجزائري: انت مرحوم سلفاً. المحاور: الحمد لله رب العالمين، استاذ بشير طيب لنأتي الى كاتب السيرة التي انت اردت ان تمخر بحاره وتوضح ما توضح، لكن لكل كاتب سيرة دراسة وهذا لا ينكر، طيب برأيك ماذا يدرس كاتب السيرة الادبية وايضاً ماذا يدرس كاتب السيرة التاريخية؟ الجزائري: احسنت، اذا كان الامر كذلك كاتب السيرة الادبية يدرس الوان الابداع الادبي لمن يريد كتابة سيرته الادبية وانواع الوان وانواع هذا الابداع الجميل مستضيئاً به يعني بهذا الابداع كله بألوانه، بأنواعه في الكشف عن الحقائق المغمورة في ايام صاحبه الذي يدرس سيرته، لماذا؟ لمعرفة اثرها في ايامه اللاحقة بها لأن كل انسان ندرس سيرته ماضياً وحاضراً وآتياً والحاضر يتخذ سبيلاً لأنارة ذلك الماضي ولمعرفة ايضاً ذلك الاتي لأنك ساعة تعرف ان هذا صاحب ماض مشرق، ماض عميق مؤثر في من هو قريب ومن هو بعيد فلابد ان يكون ايضاً له مستقبل حسن زاهر مثل ما كان له ماض زاهر. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري الحقيقة انت ترى ان المخرج يحدثني وبعض الكلام يفلت مني، بودي ان اراك بعيني وبقلبي وبأذني وعلى كل حال كان بودي ان اتطرق الى ابن هشام ومن جانب آخر أين تضع ابن هشام وكان بودي ايضاً ان اتحدث عن هوميروس وتلك الملحمة الكبيرة التاريخية التي تتحدث عن الالياذة ولكن الموضوع يتوسع اكبر من اللازم ورغم جمال. الجزائري: يمكن ان اجيب بقليل من الكلام؟ المحاور: طيب استاذ الجزائري يبدو ان الحظ لا يوافقنا ان نستقبل ضيفاً في هذا البيت الصغير والملئ بالدف على حسب اعتقادي، سيدي الكريم في الشرق وانت تحدثت عن السيرة الادبية وايضاً في الغرب، في البلاد القديمة التي حملت في طياتها كل آثار الحب والخيال ولذلك نحن لا نرى فصيحاً كأمرؤ القيس اليوم في اعتقادي على الاقل، انت قلت اجيبك بشكل مختصر، أين تضع ابن هشام؟ الجزائري: ابن هشام ومن استمد منه ابن هشام وهو ابن اسحق كانا صاحبي سيرة تاريخية رفيعة جداً جاءت على الوثائق التاريخية فجمعتها، هو اقتطف من سيرة ابن اسحق التي ليست بين ايدينا الان وهذا ما نأسف عليه اشد الاسف فهي اعمق من سيرة ابن هشام وادق منها واوفر على المعاني والمباني التي كان ابن اسحق قد رمى اليها في بيان سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذه كما مر في كلامي هذا الاخير مجموعة وثائق، مجموعة حقائق ودقائق كان قد جمعها وسطرها سطراً جميلاً جداً سار بها من اولها الى آخرها فكانت هذه السيرة المقتطفة سيرة ابن هشام بين ايدينا فهي سيرة بعيدة عن الادب وان ضمت الواناً منه وايضاً بعيدة عن التاريخ كله وان ضمت الواناً منه. المحاور: نعم الحديث ذو شجون سيدي الكريم وتذكرت ايضاً العلامة القزويني في كتابه الحيوان وحياته الكبرى كانت هناك الحقيقة جلائل من الادب وجلائل من القصص الجميلة التي كانت تحمل في طياتها السير ولكن لا اعرف أين اصنف وهذا ليس موضوعنا. المحاور: الطارف والتليد ولا نعرف أين نصنف الاستاذ الجزائري، الطارف ام التليد وهو يذهب بنا بعيداً ويأتي الينا مرة اخرى وكأنه موج البحر الذي يلتطم بالساحل تارة ويشتاق الى اعماقها تارة اخرى. الجزائري: استعير عبارتك الاولى واقول مدح ام ذم؟ المحاور: بل هو مدح وكل المدح وانت تستحق ذلك. الجزائري اكرمك الله. المحاور: يبدو ان لدينا اتصال مشاركة من طهران والسيد رحيم الحسيني، سيد رحيم سلام عليكم اهلاً بكم. رحيم: اهلاً بكم جميعاً، سمعت من احد الاخوة قال لماذا لم تذكروا الاولياء والصالحين بدلاً من الموضوع الادبي في الطارف والتليد، انا متابع لهذه الاذاعة انه في اي يوم ذكر الائمة وذكر النبي وبمواضيع ومسلسلات وكذلك الاولياء والصالحين، لو تابعوا المسلسلات جيداً الاولياء والصالحين يذكرونهم في البرنامج العربي اذن هنالك برنامج الطارف والتليد يستطيع نسبة مع ذكر الائمة والاولياء والصالحين واردت ان ارد على الاخ يقول لماذا لا يذكرون الائمة مثلاً والاولياء والصالحين؟ المحاور: وصلت الفكرة السيد رحيم الحسيني من طهران شكراً جزيلاً، استاذي الكريم الاخ رحيم الحسيني تحدث لنا، اذكر عندما اردت ان ابدأ بقراءة كتيب او اي شيء كان الوالد رحمه الله يؤكد علي ويقول بني، كنت ابدأ من الوسط او ابدأ من الاخر، كان يقول بني ان كنت تريد ان تعرف شخصاً حق المعرفة فعليك ان تعرفه منذ طفولته، ابدأ من المقدمة كي تصل الى الاخر، الان سيدي الكريم اي شيء يحق لمبدع السيرة الادبية من هذه الحقائق الكشف عنها؟ الجزائري: اعتقد ان رجلاً على سبيل المثال رجلاً مسيحياً كان كثير الكتابة في مثل هذا اللون من الادب يعني السيرة الادبية، هذا اسمه الاستاذ نصري سلهب، الرجل كان سفيراً لبلاده في بلدان مختلفة وكان اللبنانيون ايام زمان يسمونه رئيس دولة المثقفين. المحاور: لو لم تخني الذاكرة كان في فترة في المغرب ايضاً او في الجزائر؟ الجزائري: كان في الجزائر، وكان للانصاف مجوداً في كل ما كتب، انا على سبيل المثال من آثاره الكثيرة التي هي غاية في التأثر لمن قرأها على خطى علي، على خطى علي، الكتب دراسة لسيرة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ودراسة في غاية الروعة والاجادة ومرآة مشعة بكل المعاني الجميلة التي كانت تتجلى في امير المؤمنين علي المشع في وجود هذا الانسان كل انسان، علي لم يكن قد سطع في عيني وفي عينك فقط وانما سطع في عيون الناس جميعهم بل في عيون الناس وقلوبه، ولذلك لامارتين شاعر اوروبا العظيم كان يقول الكلمة التي اكررها: "انا وانا معتز بها" لو بعث ابن ابي طالب لأمتلأ مسجد الكوفة بالقبعات اي بالروم اي بالافرنجة اي الفرنسيين يعني ان هؤلاء الناس يسمعون لعلي ويرون فيه النور الهادي كله، في هذا الكتيب الذي كتبه نصري سلهب تجد هذه المعاني جلية واضحة اذن الفرق بين ان نكتب عن الامام علي (عليه السلام) بأنه ولد في الكعبة المشرفة وكان اول من اخرجه رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحمله في حجره وذهب به الى بيته وكانت فاطمة بنت اسد (سلام الله عليها)، والدة علي (عليه السلام) لما دخلت ذلك المكان اي الكعبة المشرفة قد انغلق الباب اذا صح لنا هذا الاستعمال من هذه الصيغة، قد انغلق عليها وبقيت حتى ولدت ولم تشعر بأذى كل هذا ليس من سيرة علي الادبية ولا تجده في كتاب نصري سلهب وانما تجد علياً الذي كان شهيد عظمته، اكتفي بهذا. المحاور: دعنا استاذي الكريم نستقطب ايضاً اتصال هاتفي مرة اخرى من السعودية ومعي الاخ فاضل المغسل، اخ فاضل سلام عليكم اهلاً بك. فاضل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلاً بالاخوين العزيزين الاديبين الشاعرين المبدعين واهلاً بالطارف والتليد. الجزائري: اكرمك الله. فاضل: احييكم تحيتين، تحية للاستاذ الجزائري واقول تحية الله عليك واحيي كذلك الاستاذ العزيز المقدم الرائع بتحية محمدية واقول له السلام عليك ورحمة الله وبركاته. المحاور: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً. فاضل: سؤالي الى الاستاذ الجزائري الاخ العزيز المؤمن اقول له اي شيء نجري يا استاذ جزائري من الجمع بين الناقد الادبي والمحلل النفسي في كتابة السيرة الادبية، هذا سؤال اول، السؤال الثاني ولن اكثر الاسئلة عليكم، وما لنا لانتخذ سبيلاً واحداً في السير للغايات المنشودة وهي رسم جلائل الاعمال التي تسنت لمن نكتب سيرته؟ شاكراً ومقدراً اليكما ايها الاخوين الحبيبين في حاضنة الادب اذاعة طهران والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته. المحاور: حياك الله شكراً جزيلاً وطبعاً دع هذه الاسئلة في مكانها لكي تجيبنا عليها ولكن يبدو ان السيد حسين الموسوي هو ايضاً معنا من البحرين، السيد حسين سلام عليكم اهلاً بك. الموسوي: وعليكم السلام. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. الموسوي: الى الاخ الفاضل بشير الجزائري. الجزائري: اكرمك الله وحفظك. الموسوي: اخ بشير انا هذا البرنامج اسمعه من زمان، ما هو وجه التسمية لهذا البرنانج الطارف والتليد، الطارف هو من الطرفة يمكن؟ وما معنى التليد؟ والموضوع كله كان عن الادب والشعر، الله سبحانه وتعالى قال للرسول وما علمناه الشعر وما ينبغي له؟ المحاور: شكراً جزيلاً وحق علينا نبسط الامور ايضاً على البعض من الاخوة، سيدي الكريم اولاً انا بداية طبعاً اشكر الاخ فاضل المغسل وارجو ان لايضعني في خانة الاديب والشاعر فحقيقة القول انني لست كذلك وانا اشكره على ذوقه الرفيع، سيد بشير فاضل المغسل سألك وقال اي شيء نجدي من الجمع بين صفات الناقد واكد لماذا لانتخذ سبيلاً واحداً الى غايتنا المنشودة، رسم جلائل الاعمال التي حملتنا على كتابة سيرة الاديب؟ الجزائري: رحم الله والديك، بأيجاز لأن الوقت قد مضى، الناقد الادبي حينما ينظر كاتب السيرة حينما يكون ناقداً يعرف كيف يجوهر الحقائق المتجلية في تلك الاثار التي بين يديه لمن يكتب سيرته والتحليل النفسي ساعة يضع نفسه محللاً نفسياً يمكنه بأن يستضيء بتلك الحقائق والدقائق التي اعطاها اياه الادب، اعطاها اياه النقد يستطيع ان ينفذ بها الى نفس ذلك الرجل الذي يكتب سيرته فيظهر لنا ذلك الانسان على حقيقته، على ما كان قد عاش في تلك الايام القصيرة هذا ما نجنيه من التحليل اما لماذا لانتخذ سبيلاً واحداً؟ ايما احسن ان نكون قد الممنا بالصورة من كل جوانبها او من بعض جوانبها؟ اذن لابد لنا ان نكون على معرفة بالنقد ومعرفة بالتحليل النفسي ومعرفة بالتحليل الاجتماعي ايضاً حتى نستطيع ان نستوفي الصورة اما عودتنا الى صاحبك. المحاور: نعم سيدي اذن انت مع الفكرة القائلة التي تقول ان على الانسان ان يرى النور من خلال منشور لكي يراها بتلك الالوان الزاهية واعتقد ان هذا بديع. الجزائري: زهت ايامك. المحاور: سيدي الكريم ما الطارف وما التليد؟ انا ايضاً الحقيقة في بعض الاحيان أسأل؟ الجزائري: الطارف انت والسيد الموسوي حسين حفظه الله اي انكما جديدان دائماً، كل شيء لطيف وطري وغض هو طارف يعني انه جديد. المحاور: بالمعنى العام المعاصر. الجزائري: العرب تقول هذا شيء طارف اي انه جديد وهذا شيء طريف اي انه حديث وتليد هو العريق، هو القديم، القديم ذو القيمة اي النفيس الذي له معنى، اتمنى ان اكون قد اجبت. المحاور: لذلك اعتقد ان البعض يقولون ان الاسم الثاني للقرآن الكريم هو القديم ولذلك ما قيل عن الرسول فهو الحديث. الجزائري: صلى الله عليه وسلم، فقط اقول للسيد الموسوي ان ما نهى الله سبحانه وتعالى رسوله، لم ينهه وانما قال لا ينبغي له الشعر اي لا يصلح له، لايستحسن له ولذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان قد قال يوماً حتى عجز بيت او صدر بيت من الشعر انما يقول كما قال فلان ويسكت ويقول الناس مقصوده (سلام الله عليه). المحاور: على كل حال، استاذ بشير الجزائري وبودي ان ابقى معه ما دمت حياً يقال، طبعاً الاسبوع القادم سوف نكون مع موضوع آخر وهو الصورة الادبية وايضاً سوف نكون في خدمة الاستاذ بشير الجزائري وايضاً سوف يعاد بث هذا البرنامج مرة اخرى يوم الخميس في التاسعة صباحاً على ما اعتقد، التاسعة والربع لذا اتمنى ان تتابعوا هذا البرنامج ايها الاخوة والاخوات، في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة