البث المباشر

الطارف والتليد -02/06/2009

الأربعاء 10 يونيو 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: اهلاً بكم مرة اخرى ونحيي الاستاذ بشير الجزائري الذي ما دخل واذا به يقول عشيرتي، اهلاً بك. الجزائري: السلام عليكم نعم العشيرة، حياكم الله. المحاور: اهلاً بك استاذ بشير وانا اعتذر الحقيقة هذا هو ليس مكاني ولا ارجو ان تجاملني ولكن دعنا نبدأ البرنامج سيدي الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الجزائري: انا متفائل على كل حال ومكاني مكانك وانا مسرور ان اكون هنا. المحاور: اهلاً بك، يعني استاذ الجزائري انا من المستمعين بعض الشيء ولااود ان اكثر فيها ولكن كنت قد جذبتنا في طارف الاسبوع الماضي وتليده الى فن قل من التفت اليه واستمتع بجماله والتذ بثماره ايضاً ذلك هو فن كتابة السيرة الادبية. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: وقد عرفنا في تلك الجذبة الكريمة ان لهذا الفن مفهومين قديماً يعني تجميع المعلومات والاخبار والوثائق والاستشهاد بها والمحافظة على التسلسل الزمني للسيرة وطبعاً سيدي الكريم انا قرأت ان السيرة في الاطار التاريخي لاتعني ترجمة حياة شخص ويقصد بها كما استخدمت عنواناً للعديد من الكتابات في التراث العربي القديم السرد المتابع لدورة حياة شخص، ذكر الوقائع التي جرت منذ ميلاده حتى وفاته وطبعاً افتتح تيار هذه الكتابات في السير وثبته في التراث العربي بالكتابات المتوالية حتى اليوم عن سيرة الرسول التي كانت اولها سيرة ابن هشام، وايضاً مفهوم آخر حديثاً هو ان سيرة الاديب يجب ان تعرض حياته الفكرية والابداعية وهذا عين الصواب وطبعاً سنمر به بعد استراحة يسيرة اتاحها لنا المخرج الكريم السيد العزيز وهو يبتسم لنا ايضاً، السيد كاظم صادق. المحاور: نحييكم مرة اخرى وانتم تستحقون التحية من الصباح الى المساء وهذا اللقاء الجميل اللطيف مع استاذي الكريم الاستاذ بشير الجزائري وهذه الخطوات التي نسمعها من مسامعكم التي تتابعنا ان شاء الله حتى نهاية البرنامج وتشاففنا ان شاء الله، ان لنا ان نقرع باب فن كتابة السيرة لكن بهذا الاستئناس، اي وصف نقدي لهذا الفن اعجبك استاذ الجزائري؟ الجزائري: بايجاز وانا احييك واحيي كل الطيبين الذين تتحدث اليهم وانا في ظلك في غاية السرور وقد امتعتني كثيراً، الحقيقة وصف احدهم فن كتابة السيرة الادبية، احد النقاد الذين برعوا في هذه الكتابة ايضاً، هذا الفن وصفه بكلمة موجزة جداً، ادق فنون الكتابة طراً وارقها. المحاور: طيب سيدي الكريم يعني لااود ان اخرج خارج البرنامج ولكن هناك من يقول ان اي كاتب مهما علا شأنه ومقامه يتطلب تشكيل تصور جامع عن آثاره كلياً بغية تقديم الصورة النقدية التي ترتهن لقراءة نوعية الاستمرارية اي الى استحضار الحس المقارن بين النصوص المبدعة فهذا حسب البعض لايكفي اصلاً الابداع المفرد للتقويم والتقييم امام امتداد الاثار وتناسبها، سيدي الكريم هل لديك تعليق على ذلك؟ الجزائري: يبدو انك اخذت في المشاغبة قليلاً وصرت تبعد بنا عن المعنى الجميل الذي نريد ان نضع مستمعنا الحبيب الكريم ازاءه في وقت يسير جداً، صحيح ان كل الكتاب لهم مزاياهم الخاصة بهم، ما من كاتب، ما من عالم، ما من شاعر، ما من انسان مطلقاً الا ومازه ربك جل وعلا من سائر خلقه اجمعين، اذا كتبت انا وانت ونحن متفقان كل الاتفاق على نقطة معينة كتبنا مختلفين، اذا تحدثنا تحدثنا مختلفين، اذا تحاورنا، اتفقنا ان نتحاور متفقين لكننا ساعة المواجهة كنا مختلفين اختلافنا هذه اللحظة فأنا مثلاً كنت اتوقع منك ساعة قلت لك ان فن كتابة السيرة الادبية هو ادق فن وارقه. المحاور: انا الحقيقة سيدي الكريم. الجزائري: اسمح لي، انا توقعت منك انك ستسألني علام مثلاً يدل اجتماع الدقة والرقة في مثل هذا الفن او لماذا كان هذا الفن دقيقاً ورقيقاً لكنك مضيت في الوادي السحيق، وادي الادب الجميل جداً وهو الوادي الخضل الندي ابداً في ليله ونهاره لأنه محياة البشر يعني نحن في تصوري في تصوري لولا الجمال الادبي لما عشنا الحياة الطيبة التي نتوق اليها ولو بأحلامنا وكم احب الاحلام والله اني لأحبها. المحاور: الاستاذ الجزائري، الحقيقة كان هدفي ان اغني وقد رميت واعتقد ان الله رمى، انت تحدثت الان عن اننا اذا ما تحدثنا حول موضوع فأن هناك اختلاف في الرؤى وهناك اختلاف في البيان، سيدي الكريم بهذه الوسعة لهذه الافاق البعيدة لهذا البحر العميق سيدي الكريم هنا اود ان اسأل وهذه التشعبات، كل هذه الدقة وكل هذه الرقة عند النقاد ما مصدرها؟ الجزائري: ياسيدي مصدرها هو ان السيد كاتب السيرة الذي هو انت ان شاء الله، تكتب سيرتي. المحاور: لا سمح الله طبعاً اكتبك وانت حياً ان شاء الله ترضى عنا ولا اوافي في ذلك ولا اتجرأ على ذلك. الجزائري: لا والله انا واثق انك ستكتب عني ساعة تكتب خير ما يكتبه اخ لأخيه وهذا نبل منك، اذن دعنا نعود لطبع السؤال اي لجوهره، مصدر الدقة اخي الاستاذ الكريم رائد هو ان كاتب السيرة يسعى لبحث الحياة فيما بقي من ذلك الذي يكتب سيرته، وجد وثيقة من الوثائق او وجد عدداً غفيراً من هذه الوثائق، عدداً من هذه الاسناد، استمع اخباراً عنه، قرأ كتباً تتناوله بالنقد، تتناوله بالايضاح، تذكر منجزاته اذا كان مسؤولاً سياسياً، تذكر منجزاته الادبية اذا كان مبدعاً في النثر او في النظم وهكذا هو يسعى كاتب هذه السيرة ان يجعل هذه الاشياء الجامدة الخامدة حية تتحرك كما كان صاحبها رحمه الله يتحرك، كما كان يفكر، كما كان يتأمل، كما كان يتألم، تنظر، اذن هذا هو المصدر الاول للدقة والرقة اما الرقة من اين نبعت؟ هو نفسه هذا الكاتب، كاتب السيرة انسان، انسان فنان والفنان يجب ان يكون ذا طبع في غاية اللطافة والرقة، ساعة يمر بالناس يود ان يريهم في احسن صورهم لأنه يقتدي بربه سبحانه وتعالى: «الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ». المحاور: ولكن هنا استاذ الجزائري خطرت ببالي واود ان اذهب الى فاصل ولكن بودي ان اذكر هذا، لااعلم انه صحيح او خطأ، سيدي الكريم هنا اختلط او يختلط الامر على البعض لأن هناك مابين مثلاً الكتابة ومابين التصوير هناك فاصل كثير مثلاُ عندما انت تقرأ ملحمة ادبية لوليام شكسبير وترى في نفس الوقت الصورة على الشاشة الكبيرة المسمى بالسينما ترى ان ما كتب لايشبه ما اخرج بالصورة، كان بودي ان اعرف ما مدى ابداع الشخص في ان يحافظ على ما بين الصورة الادبية وما بين كتاباته وحقائق الامور ولكن دعنا المخرج يقول لدي وقت، ارجو ان تختصر لي هذا الموقف لأنني اريد ان اذهب الى الدلائل التي نستمر فيها حول هذا الحديث. الجزائري: انا سعيد جداً بخروجنا من اعماق هذا الوادي الى حافته اذا سمحت، في الحقيقة المخرج السينمائي او المخرج المسرحي مهما كان من العظمة والابداع لايمكن ان يبلغ تلك العظمة وذاك الابداع اللذين يمتاز بهما كاتب السيرة الادبية لشيء، كاتب السيرة الادبية التي يكتبها يجعلها حية تنبض وانت ترى في كل كلمة فيها فضلاً عن كل جملة ومقطع ترى صاحبها هو الذي يتكلم وهو الذي يصغي ويسمع ويناقش مثلما نصغي ونناقش ونتحادث راضين او غير راضين اما ذلك المخرج السينمائي او المسرحي وامثالهما فأنهما يقدمان عملاً ينتهي ساعة المشاهدة فأين الحي من الميت واين الدائم من المنقطع؟ المحاور: وايضاً برأيي استاذي الكريم اي ان المخرج السينمائي لايتمنى من الولوج في بحر الكتابة ذلك لأن الكتاب يلج في اعماق الشخص ويعكس هذه الاعماق، انا اشكرك واشكر صبر المخرج علينا فهو غاضب لهذا نذهب لحظات ونعود مرة اخرى. المحاور: الطارف والتليد ونحن في حضور الاستاذ بشير الجزائري والساعة تتسارع وهي السادسة وست وثلاثين دقيقة ولازلنا معكم على الهواء مباشرة ويبدو ان لدينا هناك احد المستمعين، الاخ العزيز فاضل عباس من سلطنة عمان: عباس: السلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله اهلاً. عباس: برنامج الطارف والتليد؟ المحاور: نعم تفضل. عباس: الله يحفظكم ارجو ان اجد في برنامجكم القيم متسعاً لسؤالي حول السيرة. المحاور: تفضل. عباس: اين موقع السيرة من العلم والادب وعند النقاد ايهما اكثر حظاً فيها؟ وللاستاذ بشير اقول دمتم في خدمة العلم والادب بألف خير. الجزائري: و دمتم ايضاً في كل خير وامن وسلام وحفظكم الله استاذ عباس فاضل عباس. المحاور: وانا ايضاً احيك اخ عباس واشكرك على هذا الاتصال الطيب، اذن نعود اليك استاذ بشير، أين موقع السيرة من العلم والادب وايهما اكثر حظاً فيها عند النقاد؟ الجزائري: حتى لا يضيع الوقت منا نستطيع ان نقول هي بينهما ومنهما يعني السيرة الادبية بين العلم والادب ومنهما فهي علمية عندما تستعين بالعلم لأيضاح ما خفي من طبع الانسان المدروس سيرته او المكتوب سيرته وهي ادبية او فنية لأن الادب فن، عندما تستمعل الجمال اللغوي الاخاذ بأستيعاب التجربة الانسانية وتقديمها والادب او الفن اوفر حظاً فيها يعني في هذه السيرة من العلم لأنها في الاصل تتناول العواطف التي يتفجر منها الابداع، تلك العواطف التي كانت قد اخذتك في بدأ هذا المسير وجعلتك تبتعد بنا. المحاور: اذن لاابتعد واعتذر ونعود مرة اخرى سيدي الكريم، نحن تحدثنا عن الدقة والرقة عند النقاد وانت ايضاً وضحت لنا بشكل كما يقال خير الكلام ما قل ودل ودللتنا على الموضوع ولكن سيدي الكريم لنعود مرة اخرى ونقول استاذي الكريم انت تحدثت عن الدقة والرقة، علام يدل اجتماع الدقة والرقة في السيرة الادبية برأيك؟ الجزائري: ياسيدي يدل على اشتمالها على كل ما في حياتنا من غموض ووضوح وتناقض، كل خصائص الانسان تظهر في هذه السيرة فهي شبيه النفس الانسانية في فعلها وانفعالها، تغيرها واستقرارها بل هي تصوير بديع لهذه النفس لكن بالكلمات ورحم الله الذين كانوا يقولون الرسم بالكلمات. المحاور: طيب استاذ جزائري يقال لكاتب السيرة ان يطلق لخياله العنان على ما يحلو له وكلما امعن في خياله كان ابداعه افضل، هنا نسأل محاورنا الكريم فيما يطلق سيدي الكريم هذا الكاتب لخياله العنان برأيك؟ الجزائري: له ان يطلق العنان لخياله الاخاذ الاسر لأنه في الحقيقة ليس هو وحده يأنس بخياله بهذا انما انا وانت وكل الذين يقرأون ما ترك لنا هذا الذي كتب بخيال جميل جداً منطلق من نفس صفية ومن عقل بصير نافذ في ربطه لمواده بعضها ببعض، مواد ماذا؟ مواد تلك السيرة اي الوثائق والاسناد والاخبار والروايات والحكايات المحكية عن صاحب السيرة التي يكتبها وهو مفتون بهذا العمل ايما افتتان ولذلك جعل خياله يمضي به في الافاق العالية لكن ليس من حق هذا الانسان مهما كان خياله فسيحاً وجميلاً ورقيقاً وآسراً ان يختلق من مواده او من اشياءه شيئاً انما يأخذ ما هو موجود بين يديه فعلاً. المحاور: يعني انا كان بودي ان اسأل الا يحصر هذا الكاتب عن عمله او يقلص من دوره لكن سيدي الكريم انا سأظل ملتزماً بهذا الموضوع فلدينا اتصال هاتفي، دعنا نذهب استاذ جزائري الى الاخت العزيزة هدى الرحمة من البحرين ومضت اعوام واعتقد لم اسمع صوتها، اهلاً بك. الرحمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المحاور: وعليك السلام اهلاً وسهلاً. الرحمة: الاخ رائد والمتحدث بشير الجزائري والمخرج وكل الكادر لكم خالص تحياتي واحترامي ونشكركم على كل هذه الاطروحات الادبية التي تفيدنا دائماً. المحاور: اهلاً وسهلاً. الرحمة: لدينا سؤال ممكن. المحاور: نعم تفضلي. الرحمة: بالنسبة لكاتب السيرة بما يمتاز اذا اراد الكتابة عن حياة صاحب السيرة ومن اين يستمد معلوماته اذا اراد الكتابة عن حياته المكتوبة من وثائق وكتب واخبار باقية في الذاكرة؟ هذا ما لدينا من سؤال ونشكركم جزيلاً. المحاور: ونحن نشكرك ايضاً، اذن استاذ الجزائري لابد للكاتب ان يطال الوثائق المكتوبة عن السيرة التي يريد عن حياة صاحبها، سيدي الكريم تفضل. الجزائري: اكرمك الله، انا مسرور جداً ان اسمع الاخت الحاجة الرحمة وهي تسأل في شأن ادبي مثلما تسأل في شأن فقهي وديني واخلاقي وهي كثيرة اللطف بهذه المؤسسة لأنها تشعر انها مؤسستها اما الجواب عن سؤالها الكريم فأقول يمتاز كاتب السيرة المستمدة من حياة صاحبها انه عاش معه كما عشت معي وعشت معك الان ورأيتك ورأيتني وسمعتك وسمعتني وابتسمت لي وابتسمت لك وربما اغضبتك واسأت اليك فأعتذر اليك هذه هي الحقيقة انا ساعة اكتب عنك لاسمح الله وساعة تكتب عني وانا مسرور ان تكتب عني والله انك لتجيد الكتابة خير من ذاك الذي يكتب عني وقد وجد اشياءاً مكتوبة هنا وهناك او سمع اخباراً من الاصدقاء الذين يعملون معنا في هذه الاذاعة او ربما سمع خبراً من الاخت هدى الرحمة نفسها وقالت كان الجزائري كذا استقبلنا في كذا او استقبلناه في كذا، ذاك الذي كان قد كتب سيرته على اساس الاخبار وعلى اساس الوثائق وعلى اساس الكتب الموجودة لايستطيع ان يجيد اجادة هذين الاثنين اللذين يتحدثان الان احدهما الى الاخر انا وانت. المحاور: اي انه سيصطدم بين المغرض والمحب. الجزائري: احسنت، هنا الحياة بطبعها جميلة حتى وان كانت مرة، حتى وان كانت عصية وشاقة تجعل ينابيع الخير، ينابيع الابداع تتفجر وتنبجس عن اعذب الزلال الذي تتوق له النفوس والامال. المحاور: اشكرك استاذ الجزائري ولكنك تتعبني كلما تبعتك فأنت تعدو اكثر فأكثر وانا لاطاقة لي بذلك. الجزائري: سبحان الذي قلب الامور. المحاور: نعم الطارف والتليد وكما قلت لازلت اعدو ولا امسك حتى بغبار قدم الاستاذ الجزائري لأنه يعدو كما يعدو الضبي، على كل حال. الجزائري: اذا كان هذا استعارة جميلة جداً فأني اكبرها ولكني لااكبر ان اكون عادياً وجارياً وانت لا تلحق بي فوالله لا احب كل الوان الادب الجديدة من سريالية وعقلية وعبثية وفلانة انما احب ان يكون الادب واضحاً وجلياً وجميلاً يقدم للناس اسمى العواطف الانسانية الرقيقة. المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل، استاذ الجزائري كان بودي ان اعود الى كيفية دراسة كاتب السيرة ويعني ماذا يدرس وكيف ولكن يبدو ان هناك اتصال هاتفي من الاخت زينب مكي من السعودية، اخت زينب اهلاً بك تفضلي. مكي: حياك الله. المحاور: يا مرحباً. مكي: كيف الحال. المحاور: الحمد لله الحمد لله. مكي: كيف حال الاخ بشير الجزائري؟ الجزائري: اكرمك الله شكراً لكم. مكي: شكراً لكم، اخي الكريم سؤالي بأمكاني ان اطرحه. المحاور: نعم تفضلي تفضلي. مكي: اخ بشير لماذا لاتعدون كتب التراجم الادبية القديمة من السير الادبية ككتاب الاغاني لأبي الفرج الاصفهاني من السيرة الادبية التي تحدثتم بها الان. المحاور: اذن السؤال واضح السيد الجزائري، اسكت وتفضل. الجزائري: اكرمك الله عزيزاً وانا شاكر للاخت الكريمة زينب من السعودية. المحاور: لو تسمح استاذ الجزائري قلة ادب ان اقاطعك ولكن يبدو انه لدينا الاخ محمد الحجيري ايضاً من البحرين اومأ لنا مخرج البرنامج اذن نستقبل الاخ الحجيري سلام عليكم اهلاً بك. الحجيري: عليكم السلام، كيف الحال؟ المحاور: اهلاً وسهلاً اخ محمد. الحجيري: استاذ بشير كيفك طيب. الجزائري: الله يطيب خاطرك اشكرك ممنون. الحجيري: انا عندي مداخلة بسيطة يعني حول طرحك بالنسبة للمخرج المسرحي او التلفزيوني، انا قد اتفق معاك في بعض وجهة النظر واعترض معاك في نفس الوقت. الجزائري: يسعدني. الحجيري: المخرج المسرحي قد يوثق التوثيق الادبي افضل اذا كان هو اقوى من الموثق الادبي بدليل يعني كثير من الاعمال مثل، يعني اطرح عليك مثلاً مصطفى العقاد لما قدم مثلاً عمر المختار انا لا اتصور احداً في يوم من الايام سيكتب السيرة الذاتية لعمر المختار بهذه الطريقة الرائعة التي رأيناها من خلال هذا المناضل ومن خلال هذا الروائي، انا لااعتقد في عصرنا الحالي، اتفق معاك اذا كان الروائي هو قوي وحاضر ومطلع كثيراً اتفق معاك مثلاً نجيب محفوظ يعني روائي قوي جداً انا اعتقد ستبقى بعض الاعمال بالنسبة له بالرغم من اننا نختلف معه ونتفق معه في بعض الاعمال لكن في النهاية هو روائي كبير، يعني كل ما نستبط منه نأخذ منه ايضاً بالنسبة للروائيين نفسهم، انت لو رجعت للتاريخ مثلاً الذين رووا قصة الامام الحسين مثلاً تصور ان راوي اكثر المعتمد عليه هو اعمى وضرير، كيف روى قصة الامام الحسين ويكون مرجع للاسف يعني؟ المحاور: يعني اخ محمد انا اقاطعك لأن البرنامج وقته ضيق واعتقد ان الفكرة قد وصلت ولكن ايضاً هناك ملحوظة قبل ان يتفضل الاستاذ الكريم يعني اثبات الشيء لاينفي ما عداه سيدي الكريم دعنا نتوسع في الامر، عندما انا اشاهد لوحة لفانغوغ فربما ارى الصورة ولكن لااعلم ما يكنه في داخل قلب هذه الصورة حين كتبها ودعني استنجد ايضاً مرة اخرى بالاستاذ الجزائري، تفضل. الجزائري: اكرمك الله واكرم اخانا العزيز الحجيري، انا مسرور جداً ان اسمع اتفاقه وخلافه معنا، الحقيقة ساعة قلت ان السينما والمسرح ساعة يقدمان عملاً بديعاً لن انتقص منهما هما يقدمان بديعاً وهو فن ايضاً ولذلك حتى امتاز انه سمي السابع، الينما سميت الفن السابع فهي مكرمة ومعززة ولكن ذلك الاثر مهما كان جميلاً اذا كان فلم الرسالة واذا كان فلم عمر المختار رحمه الله السيد الحسني الليبي فأن ذلك العمل الجميل جداً والبديع جداً ينتهي بساعته اما ساعة تعود الى النص الذي اخذ منه مصطفى العقاد رحمه الله، النصين اللذين حولهما الى هذين الفلمين الجميلين اي الرسالة وعمر المختار فأنك تجد فيه جمالاً اخاذاً عجيباً جداً فوق ما قدم العقاد رحمه الله. المحاور: يعني انت استاذي الكريم افهم من كلامك ان السينما ما دامت هي محصورة مابين دقائق بداية ونهاية فهذا الحصر هو الذي يمنعها ان تصل الى المعنى الادبي والجمال الادبي للسيرة؟ هذا ما تريد قوله؟ الجزائري: نعم نعم طيب انظر الى شيء اخر ايضاً السينما تتحمل الصوت واللون والنور والظل وكل هذه المؤثرات المختلفة حتى تقدم لك هذا المعنى الذي لايدوم في خاطرك الا ساعة ونحوها بينما النص الادبي يعني السيرة الادبية تبقى عندك ما حييت وما حيي الناس بعدنا. المحاور: نعم صحيح، طيب استاذ بشير نحن سلبنا حق الاخت العزيزة زينب مكي واعتقد ان سؤالها كان مرتبطاً بالموضوع وطبعاً هذا بسبب غفلتي انا، انا اعتذر منها ونعود مرة اخرى، سيدي الكريم لو كنت تتذكر السؤال هي قالت لماذا لاتعدون كتب التراجم الادبية القديمة ككتاب الاغاني لأبي الفرج من السير الادبية التي تتحدثون بها الان؟ الجزائري: ذلك لأن السيرة الادبية التي نتحدث بها الان هي السيرة الادبية الحديثة، السيرة التي تدخل في اعمق اعماق الانسان وتضيء كلما اظلم من هذه النفس البشرية وتجلي تلك الحقائق التي عاشها هذا الانسان ظاهرة او باطنة، ما رآه في حياته القصيرة او الطويلة وما ابدعه ايضاً من ابداع وما سر ذلك الابداع، هذه هي السيرة الادبية الحديثة اما السيرة الادبية او الترجمة الادبية التي ظهرت مثلاً في كتاب المغرب في حلى المغرب وهي تراجم للادباء المغاربة مثلاً او الاغاني كما تفضلت هي لأبي الفرج الاصفهاني وهو من روائع الكتب الادبية الاثرية عندنا نحن العرب من مفاخرنا ونعتز به كل الاعتزاز ككتاب جامع للثقافة يرينا حياة المجتمع وحياة الفرد وترينا التناقض بين الدين والدنيا والدوافع التي اخرجت كثيراً من الناس من الدين الى الدنيا والتي جذبت كثيراً من الناس من الدنيا الى الدين كل هذه يذكرها لنا ابو الفرج او يذكرها لنا غيره من الذين كتبوا التراجم الادبية او التراجم التاريخية ولكنها تحدثنا بالمظاهر ولاتنزل الى الجواهر التي قلنا ان السيرة الادبية الحديثة تتمتع بها. المحاور: بودي ان اذهب الى فاصل ولكن بجملة واحدة استاذ الجزائري، هل يمكن تسميتها بالسيرة الغيرية؟ الجزائري: حتى هذه لا تكاد تبلغها. المحاور: اشكرك لنذهب الى فاصل ونعود. المحاور: تحية لكم ونأسف لأن الدقائق تتسارع والحقيقة انا ادقق فيها اكثر من اللازم بحبي لكم وحبي للاستاذ بشير الجزائري وتحمله لي وكي لايزعل المخرج ايضاً لحبي المخرج الكريم السيد كاظم صادق ومهندس الصوت ايضاً يرانا اذن دعونا نعود مرة اخرى الى السيد الموسوي وجميع المشاركين معنا، لنعود مرة اخرى سيدي الكريم والوقت داهمنا، لانتمكن ان نلج اكثر في هذا الموضوع بسبب الوقت ولكن تحدثنا عن كاتب السيرة، سيدي الكريم ماذا يدرس كاتب السيرة بالضبط وكيف؟ الجزائري: يدرس ماضي صاحب السيرة التي يكتبها يعني انت اذا تفضلت بالكتابة عمن تحب فأنك لابد لك ان تمضي الى ماضي ذاك الانسان تتفحصه بقلبك قبل ان تتفحصه بعينك وتتفحصه بفكرك قبل ان تتفحصه بيدك وقلمك هكذا اذن هو الجانب الاول من الدراسة ويجعل هذه الدراسة في ضوء هذا الحاضر يعني انا ساعة ادرس اخي فلان او صديقي فلان او لا ذاك الذي نحبه، افرض اني اردت كتابة سيرة الشهيد الصدر، الشهيد محمد باقر الصدر او الشهيد محمد الصدر ابن عمه فأنني لابد ان انظر الى ماضيهما لا انظر الى اين ولدا، ولدا في الكاظمية وتعلما في النجف وكان استاذهما الاول فلان واستاذهما الثاني فلان هذا كله لايعنيني في كتابة السيرة انما يعنيني تلك الاثار الجميلة التي تركها السيد الشهيد الصدر، السيد محمد باقر الاول والشهيد السيد محمد الصدر ابن عمه في تهيئة قلوب الناس لقبول دين الله والاقبال عليه والاخذ بكل معانيه، على سبيل المثال يعني. المحاور: نعم استاذي الكريم الحقيقة كان يتحدث الينا، لدينا كان اتصال من الاخ جعفر حمزة نعتذر من البحرين وايضاً اعتقد الاخ من المغرب الاخ رشيد من تونس لضيق الوقت انا اعتذر. الجزائري: هذا السيد الكريم المتفضل علينا دائماً. المحاور: سيدي الكريم انا اعتقد ان ننهي البرنامج ولكن اعتقد هنا صعوبة كتابة السيرة اي ان البعض يخلط مابين ان يكتب فلان ولد في فلان وجلس مع فلان وهذا هو اعتقد الصعوبة في ان تلج هذا الامر فكيف تريدنا. الجزائري: انت تكتب السيرة بجلائل اعمال صاحبها. المحاور: اذن لماذا تبليني بهذا البلاء وتقول انك تكتب سيرتي، على كل حال انا لااتجرأ والوقت داهمنا وليس بودي ان اقول شيئاً سوى في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة