البث المباشر

مديحة مهدوية للأديب ابراهيم محمد جواد

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 07:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 477

بسم الله نور السموات والأرضين وعصمة المعتصمين تبارك وتعالى أرحم الراحمين وأزكى وأفضل وأسنى صلواته وتحياته وبركاته على خلفائه المعصومين محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه عزوجل.
معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نخصصه لمديحتين من مدائح مولانا الإمام صاحب الزمان بقية الله المهدي الموعود –عجل الله فرجه – وقد اخترناهما من موقع مؤسسة السبطين –عليهما السلام- العالمية، الأولى للأديب المعاصر الأخ ابراهيم محمد جواد والثانية لشاعر لم يذكر الموقع المذكور اسمه.
وتشترك هاتان المديحتان – أيها الأعزاء- باستخدام اسلوب المدح غير المباشر من خلال بث الشكوى من الأزمات التي تعصف بالعالم ومدح الإمام المهدي –عجل الله فرجه- من خلال الإشارة إلى أنه وحده القادر –بإذن الله عزوجل- على إنقاذ البشرية من هذه الأزمات.
وهذا الأسلوب البليغ يظهر بصورة أوضح في المديحة الأولى للأخ ابراهيم محمد جواد نقرأها لكم بعد قليل، فتابعونا على بركة الله.
قال الأديب الولائي ابراهيم محمد جواد وهو يفتتح مديحته ببث الشكوى الى الله جل جلاله قائلاً:

إليك أيا رباه أرفع شكوتي

ومنك أيا رباه أطلب نصرتي

تقاطر سيل المنكرات وأقبلت

مناهج زيغ أججت نار غيرتي

تغلغلت الأحقاد وامتد زحفها

وهاجت أعاصير أطاحت بمنعتي

تصرم حبل الود وانفصمت عرى

وغطى أديم الأرض نهج القطيعة

وبتنا على جفن الهوان أذلة

وقد كان فوق الشمس مجدك أمتي

وفت بعزم السائسين تهالك

على زخرف هانت لديه كرامتي

على حسك السعدان باتت مراكبي

وهدمت الأعداء أسوار قلعتي

فيومي مسود ووجهي مغبر

وحرفي في سجن يكمم صرختي

وسيفي مثلوم ورمحي مكسر

وزندي منهد لوهن عزيمتي


فحتام يا رباه أبقى مكبلاً

وتهدر في غير الميادين طاقتي


مستمعينا الأفاضل، ونتلمس بلاغة أديبنا الولائي الأخ ابراهيم محمد جواد في المدح غير المباشر لإمام العصر المهدي المنتظر (عج) من خلال جميل تصويره لهذا الضعف الذاتي الذي لا يمكن أن يرفعه سوى المهدي لأنه –عليه السلام- خليفة الله عزوجل وهذا ما يشير إليه في تتمة قصيدته، حيث يقول فيها:

إلهي وهذا الذنب ذنبي فإنني

جنيت على نفسي وخنت قضيتي

وتبت فيا رباه خذ بي إلى الهدى

وسدد على درب الرشاد مسيرتي

بسطت إليك الكف والقلب ضارع

أروم انعتاقاً من متيهي وضيعتي

رجوتك عرفني الولي وقائداً

يضيء لنا درب الحياة الوضيئة

إماماً تمرس بالطبابة ملهماً

عليما بأدواء النفوس المريضة

يجود على الدنيا بظل عدالة

ويهزم جوراً حل في كل رقعة

وثبت فؤادي كي أفيء لظله

رشيداً حميداً مستنير البصيرة

إمام الهدى للنور طال انتظارنا

ركوباً على أمواج بحر التشتت

تساورنا ريح الشمال بقيظها

وتلفحنا ريح الجنوب بقسوة

ونحن كما الأغنام سيقت لربوة

أحاطت بها الذؤبان من كل وهدة

ضعاف ولا حام جياع ولا غذا

فكل كلاب الأرض هاجت لقصعتي

زحوف جيوش الغرب سلت صليبها

لصلب (هلالي) المستباح وحرمتي

وقومي مع الأوغاد تجري خيولهم

وسائسها لاه بخمر وقينة


كانت هذه مستمعينا الأفاضل المديحة المهدوية التي أنشأها في طلب تعجيل ظهور مولانا المهدي المنتظر(عج) الأديب الولائي الأخ ابراهيم محمد جواد.
أما المديحة الثانية ففيها يبتدأ أحد أدباء الولاء المعاصرين بالتشوق لظهور خاتم الأوصياء المحمديين ويختمها بمدح أولهم –عليه السلام- قائلاً:

يا صاحب الأمر صرف الدهر أعيانا

والصبر قد عيل فاسمع بث شكوانا

واطلب من الله جبار السما فرجا

يعود به الدين والإحسان ريانا

لتملأ الأرض قسطاً بعد ما ملئت

ظلماً وتملأها عدلا وإيمانا

قواعد الدين يابن المصطفى هدمت

عجل وشيد لدين الله بنيانا

وأمر بإيتاء ذي القربى حقوقهم

وانه عن البغي واستبدله إحسانا

مولاي إن الطغاة استكبروا وبغوا

وكبلوا الخلق والأحرار عبدانا

فأورد الصارم البتار مورده

حتى يرى من دم الأشرار ريانا

جدد به عهد من أفنى أئمتهم

من أمة الشرك أبطالاً وشجعانا

صنو النبي ومن في حقه نزلت

اليوم أكملت فيه الدين تبيانا

لكم وتمت عليكم نعمتي وبه

في محكم الذكر كم أوضحت برهانا

في مدحه هل أتى قد أنزلت وأتت

بفضله الجم تنزيلاً وإتيانا

فيه وفي سيفه جبريل في أحد

نادى بأفق السما جهرا وإعلانا

لا سيف في الروع إلا ذوالفقار ولا

فتى سوى حيدر قد أم شجعانا


نشكر لكم أيها الاخوة والأخوات طيب الإصغاء والمتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، وقد خصصناها لاثنين من مدائح أدباء الولاء لمولانا الإمام صاحب الزمان خليفة الله المهدي عجل الله فرجه وجعلنا وإياكم من المتمسكين بحبل مودته وطاعته ووفقنا لإدراك ظهوره وجعلنا من الدعاة إلى الله في دولته إنه سميع مجيب.
دمتم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة