البث المباشر

مديحة الطويراني للنبي الأكرم (ص)

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 11:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 129

بسم الله وله الحمد والمجد الشكور الغفور واللطيف الخبير وأزكي صلوات المصلين علي سراجه المنير البشير النذير محمد وآله الطاهرين.
أهلاً بكم في لقاءٍ متجدد مع مدائح الأنوار الألهية معكم في هذا اللقاء واحدي المدائح النبوية الرقيقه للإديب التركي المبدع حسن حسني الطويراني من أعلام علماء تركيا في القرن الهجري الرابع عشرالمتوفي سنة ۱۳۱٥ للهجرة وهو مؤسس مجلة الإنسان.
كان (رحمه الله) خلوقاً أبي النفس لا يتكسب بشعره بل يتقرب الي الله بمدح أوليائهِ وتحبيبهم للناس أجاد النظم باللغتين التركية والعربية وهو يعد من شعراء الحكمة ولذلك نجد في مديحته التي إخترناها لهذه الحلقة يقدم لتوجيه القلوب للتوسل الي الله بنبيه الأكرم (صلي الله عليه وآله) مقدمةٍ وجدانية في التحذير من الإغترار بالدنيا.
ابتدأ الأديب الطويراني مديحته لسيد الرسل (صلي الله عليه وآله) بأبيات في الحكمة والموعظة تعرف بالظلمات مقدمة للتوجه الي النور، قال (رحمه الله):

باعد هواك ونائي الغيّ واجتنب

داني الهدي وتوخّ الرشد واقترب

ودع غرور شباب زال غيهبه

فطالما طاب وهو اليوم لم يطب

ودع زمانك إن العُمر منصرف

حتي متي شابت الدنيا ولم تشب

واترك معانقة الآمال باسمة

وذر بواعث غيّ اللهو واللعب

واهجرمواصلة الأهواء إن لها

مصارع الحتف إثر الأنس والطرب

ونح علي غرة للعمر سالفة

غابت وحسرتها في القلب لم تغب

ولا تطع طمعاً في عيشة رغد

فغاية العيش موت أو الي حرب

هل تبتغي سبباً في الدهر متصلاً

إلي البقاء وحتم منتهي السبب

إليك فالكون خافيه وظاهره

محجب الكنه بين السرّ والحجب

فلا تهن همة إن عُززت عظُمت

ولا تري الفخر بالسلطان والرتب

فلست بالجاه والأموال معتبراً

وإنما أنتَ بالآداب والحسب

فعش إذا عشت عف الذيل طاهره

ومت إذا مت دون الجد والطلب

واجعل رجاءك بالرحمن متصلا

لا تغترر بغرور الجاه والنسب

فإنّما أنت من طين ومن حمأ

فلا تقل ذاك جدّي أو فلان أبي

وبعد هذه الأبيات في الموعظة يعرض الأديب التركي حسن الطويراني أمام مخاطبه سبيل النجاة من الظلمات حيث يقول له وهو يمدح أشرف الخلائق المصطفي (صلي الله عليه وآله) بقوله (رحمه الله):

ولذ باعتباب خير الخلق سيدنا

محمد سيد الأعجام والعرب

قف في حماه وسل جدواه وارج بهِ

فإن من يرتجي مولاه لم يخب

عفر جبينك في ذاك الرحاب وقُل

يا نفس طيبي بهذا المنزل الخصب

ودع همومك تتري في تقلبها

إذا بلغت بهذا خير منقلب

واكشف عن العين استارا تحجبها

وانظر له بفؤاد غير محتجب

واسكب دموعك حمرا في مواطنه

فطالما صين عنها غير منسكب

وقل عيوني رأت فأفرحها

حسن اللقا فانجلت في زي مختضب

وَسل به توبة سوّفتها سفها

وأب إليه بنفس خَلت لم تؤب

فذاك موطن أرواح مطهرة

فلا تعش عيش مطرود ومغترب

 

هذا الرسول الّذي ارجو شفاعته

اذا بدت سيا آت سودت كتبي

هذا النبي الذي لو لا ما رحمت

نفس ولا ظل قلب غير مضطرب

هدي إلي النور أهدي الخير حيث أتي

بالبينات وعلم الدين والأدب

فما أخس حياة ليس نصرفها

في حبه حيث يدعونا فلم نجب

وما أضل عقولاً ليس ينفعها

رشد الرشيد ويغويها غرور غبي

يا ويح نفسي كم تهوي إلي تلفي

وتتقيه وهذا غاية العجب

هيهات ما هي في ودّي بصادقة

مالم تجرّد هواها عن عنا كذب

مالي وللغير أفنيت الحياة وقد

أصبحت كهلاً وهذا في الهوي وصبي

فيا نبيّ الهدي عفواً ومرحمة

أقل عثاري وكن عوني علي النوب

عليك أزكي صلاة الله دائمة

دوم الوجود علي الآباء والحقب

قرأنا لكم قصيدة للشاعر التركي حسن حسني الطويراني في مدح حبيبنا المصطفي (صلي الله عليه وآله).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة