البث المباشر

قصيدة شرف الدين البوصيري في مدح السيدة نفيسة الحسنية(س)

السبت 30 نوفمبر 2019 - 09:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 24

بسم الله نور النور المبين والحمد لله العدل الحكيم وأزكى الصلاة والتسليم على نوره الساطع في العالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اهلاً بكم، في هذه الحلقة من البرنامج والحلقة التي تليها باذن الله نقرأ لكم واحدة من غرر القصائد العصماء التي تفجرت بها قريحة الاديب المحمدي المبدع صاحب المدائح النبوية المشهورة ومنها قصيدة البردة المعروفة، شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري المتوفى سنة ٦۹٦ رحمه الله.
وقصيدته المشار اليها هي في مدح اهل بيت النبوة (عليهم السلام) عموماً يخاطب فيها العلوية الجليلة صاحب المشهد المعروف في مصر السيدة نفيسة الحسنية (سلام الله عليها) وهي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) وزوجة اسحق بن جعفر الصادق (عليه السلام)، كانت من المتعبدات الزاهدات العالمات ولها كرامات مشهورات توفيت في مصر ولها فيها مشهد ومزار عامر بأهل الدعاء والتوسل الى الله بالذرية الفاطمية. قال الاديب شرف الدين البوصيري مخاطباً السيدة نفيسة الحسنية (سلام الله عليها):

جنابك منه تستفاد الفوائد

وللناس بالإحسان منك عوائد

فطوبى لمن يسعى لمشهدك الذي

تكاد الى مغناه تسعى المشاهد

إذا يممنه القاصدون تيسرت

عليهم وإن لم يسألوك المقاصد

تحققت البشرى لمن هو راكع

يرجى به فضلاً ومن هو ساجد

فعفرت لشبان والشيب أوجهاً

به والعذارى حسّر والقواعد

هو المنهل العذب الكثير زحامه

فرده فما من دون وردك ذائد

أتيت اليه والرجاء محلا

فما عدت إلا والمحلا وارد

فيالك من يأس بلغت به المنى

وعسر لأقفال اليسار مقالد

ألذ من الماء الزلال مواقعا

على كيد الظمآن والماء بارد

 

سليلة خير العالمين نفيسة

سمت بك أعراق وطابت محائد

إذا جحدت شمس النهار ضياءها

ففضلك لم يجحده في الناس جاحد

بآبائك الاطهار زينت العلا

فحبات عقد المجد منهم فرائد

ورثت صفات المصطفى وعلومه

ففضلكما لولا النبوة واحد

فلم ينبسط إلا بعلمك عالم

ولم ينقبض إلا بزهدك زاهد

معارف ما ينفكّ يفضي سرها

الى ماجد من آل أحمد ماجد

يضئ محياه كأنّ ثناءه

الى الصبح سار أو الى النجم صاعد

إذا ما مضى منهم إمام هدى أتى

إمام هدىً يدعو الى الله راشد

تبلج من نور النبوة وجهه

فمنه عليه للعيون شواهد

وفاضت بحار العلم من قطر سحبها

عليه فطابت للوراد الموارد

رأى زينة الدنيا غروراً فعافها

فليس لها إلا على الفضل حاسد

كأن المعالي الآهلات بغيره

ربوع خلت من اهلها ومعاهد

إذا دكرت أعماله وعلومه

أقرّ لها زيد وبكر وخالد

وما يستوي في الفضل حال وعاطل

ولا قاعد يوم الوغى ومجاهد

فقل لبني الزهراء والقول قربة

يكلّ لسان فيهم أو حصائد

أحبكم قلبي فأصبح منطقي

يجادل عنكم حسبة ويجالد

وهل حبكم للناس إلا عقيدة

على اسها في الله تبنى القواعد

وإنّ اعتقاداً خالياً من محبة

وود لكم آل النبي لفاسد

وإني لأرجو أن سيلحقني بكم

ولائي فيدنو المطلب المتباعد

فإنّ سراة القوم منهم عبيدهم

وإنّ حروف النطق منها الزوائد

فدتكم اناس نازعوكم سيادة

فلم ادر سادات هم أم اساود

ارادوا بكم كيداّ فكادوا نفوسهم

بكم وعلى الاشقى تعود المكايد

فإن حيزت الدنيا اليهم فإنّ من

نفى زيفها سلماً اليهم لناقد

ولو انكم ابناؤها ما ابتكم

فما كان مولود ليأباه والد

إذا ما تذكرت القضايا التي جرت

أقضت على جنبي منها المراقد

وجددت الذكرى علي بلا بلاً

أكابد منها في الدجى ما اكابد

أفي مثل ذاك الخطب ما سلّ مغمد

ولا قام في نصر القرابة قاعد

تعاظم رزءاً فالعيون شواخص

له دهشة والثاكلات سوامد

وطفف يوم الطف كيل دمائكم

إذا الدم جار فيه والدمع جامد

فيا فتنة بعد النبي بها غدا

يهدم ايمانٌ وتبنى مساجدُ

وما فتنت بعد ابن عمران قومُه

بما عبدوا إلا ليهلك عابد

كذاك اراد الله منكم ومنهم

وليس له فيما يريد معاند

ولو لم يكن في ذاك محض سعادة

لكم دونهم لم يغمد السيف غامد

تتمة هذه القصيدة العصماء لصاحب البردة شرف الدين البوصيري رحمه الله نقرأها لكم في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج إن شاء الله تعالى، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة