البث المباشر

منع السب والشتم وطلب الهدايه لأعدائه والاصلاح

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 09:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة 5

بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، ولنا فيه شذراتٌ من أخلاق امير المؤمنين علي (ع) في منع السبّ والشتم! وطلب الهداية، والإصلاح لأعدائه. نرجوا تواصلكم معنا مشكورين بعد لحظات.

 


اعزاءنا الكرام، حول المحور الذي أشرنا اليه نبدأ بالرواية التي جاءت في كتاب وقعة صفّين لنصر بن مزاحم المنقري، عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق، يظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل اليهما عليٌ (عليه السلام): أن كفا عمّا يبلغني عنكما.
فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين، ألسنا محقين؟ قال (عليه السلام): "بلى" ، قالا: أوليسوا مبطلين؟ قال: "بلى" . قالا: فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: "كرهت لكم ان تكونوا لعّانين شتامين، تشتمون وتتبرّأون، ولكن لو وصفتم مساوىء اعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر. ولو قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم: "اللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ منهم من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به، كان هذا أحبّ إليّ وخيراً لكم" ."
فقالا: يا امير المؤمنين، نقبل عظتك، ونتأدّب بأدبك.

 



ذكر الشيخ المفيد في أماليه، مسنداً عن جابر، قال: سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يردّ عليه.
فناداه أمير المؤمنين عليٌ (عليه السلام): "مهلاً يا قنبر، دع شاتمك مهاناً ترض الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوّك. فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت- أي الصمت في مثل هذه المواقف- ولا عوقب الاحمق بمثل السكوت عنه. "
نعم مستمعينا الكرام هكذا كان موقف واخلاق الامام (ع) من الشتم.
وخير ما نختم به هذا اللقاء أشارة له (عليه السلام) في هذا الخصوص، كما جاء في أمالي المفيد أيضا، مسنداً عن مالك بن ضمرة، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: ألا إنكم معرضون على لعني ودعاي كذابا، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم الله أنه كان مكرها، وردت أنا وهو على محمد صلى الله عليه وآله معاً. ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي، سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر. ومن لعنني منشرحاً صدره بلعني فلا حجاب بينه وبين الله، ولا حجة له عند محمد (ص). ألا إن محمداً (ص) أخذ بيدي يوماً فقال: من بايع هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسب بما عمل في الاسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبك ختم الله له بالأمن والايمان كلّما طلعت شمسٌ أو غربت.

 



كانت تلك –مستمعينا الكرام- شذرات من أخلاق امير المؤمنين علي (ع) قدّمناها لكم من خلال برنامج من الاخلاق العلوية نشكر لكم حسن الاصغاء ودمتم في رعاية الله سبحانه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة