البث المباشر

زيارة أولياء الله (ع) تعاظيم لشعائره عزوجل

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 11:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 2

بسم الله وله الحمد والمجد لا اله الا هو غاية آمال العارفين والصلاة والسلام على الهداة الى قربه ومعادن رحمته محمد وآله الطيبين السلام عليكم ايها الأخوة والأخوات ورحمة الله. هذه هي ثاني حلقات برنامج مزارات الموحدين، وحديثنا فيها سيكون بعونه عزوجل عن العلاقة بين زيارة أولياء الله (عليهم السلام) وتعظيم شعائره عزوجل.
كونوا معنا مشكورين.

 


لمعرفة العلاقة بين الزيارة وتعظيم الشعائر الإلهية ينبغي أولاً أن نتعرف على معنى الشعائر، فالمستفاد من كلمات علماء اللغة هو أن الشعائر جمع الشعيرة، وهي بمعنى العلامة.
ومنه الشعار: علامة مخصوصة بجعل نداء مخصوص يتنادون به الإخوان للحرب والسفر. ومنها الإشعار والتقليد، يجعلون علامة للبدن التي جعلت هديا للكعبة. فالشعائر مطلق العلامات، فإذا أضيفت إلى الله، تكون العلامات الراجعة إلى الأمور ترتبط به جل جلاله.
و قوله تعالي: " ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه وأعظم أعلام الدين النبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم
ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): نحن الشعائر والأصحاب. ومن مصاديقها البدن،
كما قال تعالي: " وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ" . وكذلك الصفا والمروة،
قال: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله" . ومنها مواضع مناسك الحج ومعالمه التي تكون منافع للناس، بل نفس مناسك الحج وأعماله كلها. ومنها المصاحف والمساجد والضرائح المقدسة والعلماء العاملين.
ففي تفسير الصافي في تفسير قوله تعالي: " اَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ" قال الفيض الكاشاني رحمه الله : أي لا تتهاونوا بحرمات الله. جمع شعيرة وهي ما جعله الله شعائر الدين وعلامته من أعمال الحج وغيرها.

 


من هنا يتضح مستمعينا الأكارم أن زيارة المشاهد المشرفة ومراقد أولياء الله عزوجل لاسيما ساداتهم أهل بيت النبوة (سلام الله عليهم) يمثل – بهذه الرؤية – إستجابةً لأمر قرآني صريح ويعبر عن إحدى المراتب العالية للتقوي، وهي تقوى القلوب.
بمعنى أن الزائر يرى في أولياء الله شعائر تهدي وتدل عليه جل جلاله، وزيارتهم هي بلا شك تعظيم لهم كشعائر لله عزوجل، وعليه تكون زيارتهم عبادة توحيدية خالصة يتقرب بها الزائر الى الله عزوجل، يقول العلامة الطباطبائي قدس سره في تفسير الميزان ضمن حديثه عن زيارة أهل البيت عليهم السلام:
فإن من يعظمهم – عليهم السلام – ويظهر حبهم بزيارة قبورهم وتقبيلها والتبرك بتربتهم بما أنهم آيات الله وشعائره تمسكا بمثل قوله تعالي: " وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" الحج : ۳۲،
وآية القربى وغير ذلك من كتاب وسنة.
فهو في جميع ذلك يبتغى بهم إلى الله الوسيلة وقد قال تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ" المائدة : ۳٥
فشرع به ابتغاء الوسيلة، وجعلهم بما شرع من حبهم وتعزيرهم وتعظيمهم وسائل إليه، ولا معنى لايجاب حب شئ وتعظيمه وتحريم آثار ذلك فلا مانع من التقرب إلى الله بحبهم وتعظيم أمرهم وما لذلك من الآثار إذا كان على وجه التوسل والاستشفاع من غير أن يعطوا استقلال التأثير والعبادة البتة.

 


وقال أية الله الشيخ محمد رضا المظفر رضوان الله عليه في كتاب عقائد الإمامية: أما كون زيارة القبور وإقامة المآتم من الأعمال الصالحة الشرعية فذلك يثبت في علم الفقه وليس هنا موضع إثباته. والغرض أن إقامة هذه الأعمال ليست من نوع الشرك في العبادة كما يتوهمه البعض. وليس المقصود منها عبادة الأئمة، وإنما المقصود منها إحياء أمرهم، وتجديد ذكرهم، وتعظيم شعائر الله فيهم " وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" . فكل هذه أعمال صالحة ثبت من الشرع استحبابها، فإذا جاء الانسان متقربا بها إلى الله تعالى طالبا مرضاته، استحق الثواب منه ونال جزاءه.

 


ومن هنا مستمعينا الأفاضل نفهم سر محاربة الطواغيت لظاهرة زيارة مشاهد أهل بيت النبوة – عليهم السلام – على مدى التأريخ، وكذلك نفهم منشأ الشبهات والوساوس الشيطانية ضد زيارتها والتي تثار في عصر بصيغ ومخادعات متنوعة مثل إتهامها زوارها بالشرك ونظائره... لكن الأمر يرجع في الواقع كون المهمة الأساسية للشيطان هي الصد عن سبيل الله عزوجل، وزيارة أولياء الله عليهم السلام تعظيم لشعائره عزوجل وبالتالي فهي هداية الى سبيله وصراطه المستقيم الذي يريد الشيطان وأتباعه صد الناس عنه.

 


وعند هذه النتيجة ننهي أحباءنا ثانية حلقات برنامج مزارات الموحدين قدمناها لكم من إذاعة طهران نسألكم الدعاء ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة