البث المباشر

الزيارة توسل الى الله بحبله المتين

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 11:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 1

بسم الله وله المجد والحمد لا إله الا هو تبارك وتعالى إله العالمين وخالص الصلوات والتحيات على عباده المخلصين محمد وآله الطيبين السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، نلتقيكم على بركة الله جل جلاله في أولى حلقات هذا البرنامج، نخصصها للحديث عن حقيقة أن زيارة المشاهد المشرفة لأهل بيت النبوة عليهم السلام هي من أوضح مصاديق التوسل الى الله عزوجل بالوسائل التي أمرنا بأبتغائها إليه تقرباً منه وإبتغاءً لرضاه عزوجل، كونوا معنا مشكورين.

 


قامت سنة الله تبارك وتعالى على إجراء الأمور بأسبابها وهذا قانون عام يشمل جميع شؤون الإنسان ومنها حركته العبادية التكاملية في الإقتراب من الله والتخلق بأخلاقه عزوجل إبتغاء لرضاه... ولأن الإنسان بطبيعته يتأثر بالمحسوس المشهود ولأن الله تبارك وتعالى جلّ عن أن يكون مشهوداً بالعيان، لذلك فقد أمر بأبتغاء وسيلة إليه تتجلى فيها أخلاقه السامية بصورة مشهودة يتأثر بها العباد ولكي يتمكنوا من التخلق بها والتقرب الى الله بذلك...
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل أن أهل بيت النبوة عليهم السلام هم أسمى مصاديق عباد الله الكاملين الذين تتجلى فيهم أخلاقه السامية، ولذلك كانوا أسمى وسيلة للتقرب إلى الله جل جلاله... وهذا ما تنبه إليه كثير من الأحاديث الشريفة ننقل لكم بعضها بعد قليل... كونوا معنا:

 


روي في عدة من المصادر المعتبرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قالالأئمة من ولد الحسين (عليه السلام)، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله عزوجل، هم العروة الوثقي، وهم الوسيلة إلى الله " عزوجل وروي عن الإمام علي عليه السلام في قوله تعالى: * وابتغوا إليه الوسيلة* قال: أنا وسيلته عزوجل
وفي كتاب التفسير الأصفى للفيض الكاشاني، في تفسير قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة" فسر الوسيلة بأنها: ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه عزوجل، ونقل الحديث الشريف المفسر للآية بأن معناها هو: تقربوا إليه بالامام وحديث: الأئمة عليهم السلام هم الوسيلة إلى الله
وفي كتاب التفسير الصافي قال الفيض الكاشاني في تفسير الآية نفسها أن المقصود منها هو: إبتغوا ما تتوسلون إليه جل جلاله به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي بعد معرفة الإمام وابتاعه، ثم نقل عن كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام حديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : الأئمة من ولد الحسين ( عليه السلام) من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله.
والمعنى نفسه نجده بصيغة الدعاء على لسان مولانا الإمام زين العابدين في الصحيفة السجادية حيث يقول عليه السلام في بعض أدعيته:
ربّ صل على أطايب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك، وجعلتهم خزنة علمك، وحفظة دينك، وخلفاءك في أرضك، وحججك على عبادك، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيرا بإرادتك، وجعلتهم الوسيلة إليك، والمسلك إلى جنتك.


ولا يخفى عليكم أيها الأخوة والأخوات، أن زيارة مشاهد أهل البيت عليهم السلام هي من أهم الأعمال العبادية التي تقوي إرتباط المؤمنين بهم عليهم السلام وبالتالي تطبيق الآية الكريمة التي تأمر بأبتغائهم وسيلة للزلفى من الله عزوجل... وهذا ما تؤكده النصوص الشريفة التي تصرح بأنهم عليهم السلام الحبل المتين الذي يربط العباد بالله جل جلاله، لنتدبر معاً أحباءنا في الرواية التالية المروية في طرق الفريقين، ننقلها لكم من كتاب (ألقاب الرسول وعترته) وهو لمجموعة من قدماء المحدثين حيث جاء فيه روي أن أعرابيا دخل على النبي (ص) فقال اشتبه آية من كتاب الله علي هي: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ " [وكان مقصوده السؤال عن مصاديقها] وكان علي عليه السلام على يمين رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع يده على كتفه وقال " هذا حبل الله فاعتصموا به" فانصرف الاعرابي وجعل يقول آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبل الله فسمعه رجلان يقول فضحكا منه ثم دخلا على النبي يضحكان.
وقالا : سمعنا أعرابيا يقول كذا وكذا
فأخبرهما النبي صلى الله عليه وآله : بان ذلك الاعرابي من أهل الجنة فخجلا وانصرفا واتيا الاعرابي
وقالا: ان لك عندنا بشارة ولنا ذنب بك
فقال: وما البشارة؟
قالا: ان النبي قال إنك من أهل الجنة فقال الحمد لله وما ذنبكما؟
قالا: ضحكنا منك لما سمعناك تقول ذلك فاستغفر لنا،
قال: إن الله يقول " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً " فلم تركتما رسول الله صلى الله عليه وآله وجئتماني اخرجا ان كنتما تؤمنان بالله ورسوله وتعتصمان بحبل الله غفر الله لكما.

 


مستمعينا الأفاضل، ومضمون هذه الرواية مروي في كثير من المصادر المعتبرة عند مختلف فرق المسلمين في أحاديث شريفة بصيغ وألفاظ عدة وقد إخترناها لبلاغة الجانب الروائي فيها. وواضح أيها الأعزاء أن زيارة هؤلاء الأولياء المعصومين عليهم السلام الذين جعلهم الله الوسيلة اليه والحبل الذي يوصل عباده به،أن زيارتهم في حياتهم ومماتهم عليهم السلام تمثل سلوكاً توحيدياً خالصاً لأنها من أوضح مصاديق التمسك بحبلهم وطاعة الأمر الإلهي بالاعتصام بهم والتوسل اليه عزوجل بهم.
أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران وهذه هي النتيجة المحورية التي نخلص إليها من أولى حلقات برنامجكم هذا مزارات الموحدين. شكراً لكم على طيب الإستماع لهذا اللقاء واللقاءات المقبلة من البرنامج دمتم بكل خير و السلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة