البث المباشر

حسينية للأديب الصاحب بن عباد (القرن الرابع)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 13:16 بتوقيت طهران
حسينية للأديب الصاحب بن عباد (القرن الرابع)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 6

نبأ من الغيب يزيح ستارة عن المستقبل. أنبأ رسول الله(ص) نبأ الحسي منذ أولى ساعات ولادته المباركة، وتحدث عن فعل البغاة في ذريته الطاهرة بكربلاء.
يقول الامام علي بن موسى الرضا(ع) راويا ً عن آبائه الاكرمين... عن أسماء بنت عميس، قالت: جاء النبي(ص) فقال: يا أسماء هلُمي ابني، فدفعته اليه في خرقة بيضاء، فأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره...فبكى.
قالت أسماء: بأبي انت وأمي... ممَّ بكاؤك؟
قال: على ابني هذا.
قلت: لنه وُلد الساعة يا رسول الله!
فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي.
ثم قال: يا أسماء، لا تُخبري فاطمة بهذا؛ فأنها قريبة عهد ٍ بولادته.


يفيض الوزير الصاحب بن عبّاد - من القرن الرابع - غيرةً حزينة.. وهو يستعرض صورا ً من وقائع عاشوراء وما جرى قبلها وحدث من بعدها. منذ أول بيت يدخل ابن عبّاد في مناحة كربلاء المنورة:

عَين جودي على الشهيد القتيل

واتركي الخدَّ كالمحل المُحيل

كيف يشفي البكاء في قتل مولاي

إمام التنزيل والتأويل؟!

ولو ان ّ البحار صارت دموعي

ما كفتني لمسلم بن عقيل ِ

قاتلوا الله َ والنبي َّ ومولا

هم عليا ً اذ قاتلوا ابن الرسول ٍ

صرعوا حوله كواكب دُجن ٍ

قتلوا حوله ضراغم غيل ِ

إخوة ً كلُّ واحد منهم ليـثُ

عرين ٍ، وحَدُّ سيفٍ صقيل ِ

أوسعوهم ضربا ًوطعنا ً ونحرا ً

وانتهابا ً، يا ضِلة ً من سبيل ِ ّ!

والحسين الممنوع شربة ماء ٍ

بين حرِّ الظُّبى وحرِّ الغليل ِ

مُثكل بابنه، وقد ضمّه وهـوَ

غريق من الدماء الهمول ِ

فجّعوه من بعده برضيع ٍ

هل سمعتم بمُرضع ٍ مقتول ِ؟!

يواصل الصاحب بن عبّاد توصيفه الدامي... حتى يصل الى الذروة في مصرع سيد الشهداء صلوات الله عليه:

ثمّ لم يشفهم سوى قتل نفس ٍ

هي نفس التكبير والتهليل ِ

هي نفس الحسين، نفس رسول الله

نفس الوصيَّ، نفس البتول

ذبحوه ذبح الاضاحي، فيا قل

تصدَّعْ على العزيز الذليل ِ

وَطئوا جسمه وقد قطّعوه

ويلهم من عذاب يوم وبيل!

أخذوا رأسه وقد بضّعوه

إن سعي الكفار في تضليل

نصبوه على القنا، فدمائي

لا دموعي تسيلُ كلَّ مسيل ِ

واستباحوا بنات فاطمة الزهـراء

لمّا صرخن حول القتيل ِ

حملوهنّ قد كُشفن على الاقـتاب

سبيا ً بالعنف والتهويل ِ

 

يالكربٍ بكربلاء عظيم

ولرزءٍ على النبي ِّ ثقيل ِ

سوف تأتي الزهراء تلتمس

الحكم إذا حان محشرُالتعديل

وأبوها وبعلها وبنوها

حولها، والخصامُ غير قليل ِ

وتنادي: يا ربِّ ذبِّح اولادي

لماذا وأنت خيرُ مُديل؟!

فيُنادى بمالك: ألهب النارَ

وأجِّج، وخُذ بأهل الغلول ِ

ويُجازى كلُّ بما كان منه

من عقاب التخليد والتنكيل ِ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة