البث المباشر

الأنس بالقران والاستغناء به

الإثنين 23 سبتمبر 2019 - 08:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القران الكريم: نهدي لكم الحلقة 16 من هذا البرنامج بعنوان " الأنس بالقران والاستغناء به "

سلامٌ من الله عليكم إخوة الإيمان،

أهلاً بكم في حلقةٍ أخرى من هذا البرنامج نتناول فيها طائفةً أخرى من وصايا أهل بيت الوحي المحمدي – عليهم السلام- فيما يرتبط بالإستفادة من بركات كتاب الله المجيد.
والمحورالذي يجمع الوصايا التي إخترناها لهذه الحلقة هو الدعوة للإستغناء بالقرآن وحبه والأنس به، تابعونا مشكورين.

مستمعينا الأكارم نبدأ أولاً بتعطيرأرواحنا بتلاوة الطائفة المشارإليها من وصايا أهل بيت النبوة- عليهم السلام- قبل أن نلخص دلالاتها.
قال رسول الله- صلى الله عليه وآله: " القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقربعده "
وعن وصيه الإمام المرتضى – سلام الله عليه- قال: " ليكن القرآنَ سميرك "
وقال- عليه السلام- في إحدى وصاياه للمؤمنين بشأن كتاب الله العزيز: " فأسألوا الله به أي بالقرآن- وتوجهوا إليه عزوجل بحبه ".
وقال أميرالمؤمنين- عليه السلام- أيضاً عن خصائص كتاب الله: " جعله الله برهاناً لمن تكلم به وشاهداً لمن خاصم به، وحاملاً لمن حمله". وقال- سلام الله عليه- في ذكرصفات الزاهدين: " أولئك قومٌ إتخذوا الأرضَ بساطاً … والقرآن شعاراً"


أيها الأخوة والأخوات وروي عن مولانا الإمام زين العابدين- عليهم السلام - أنه قال: " لومات ما بين المشرق والمغرب لما إستوحشت بعد أن يكون القرآن معي ".
وقال سلام الله عليه في الدعاء الثاني والأربعين من أدعية الصحيفة السجادية الذي كان يتلوه عند ختم تلاوة القرآن الكريم، قال: " اللهم صل على محمد وآل محمد وأجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنساً ومن نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارساً اللهم صلى على محمد وآله وإجبر بالقرآن خلتنا من عدم الأملاق…"
وروي عن مولانا الإمام الكاظم- عليه السلام- أنه قال: " من إستكفى بآيةٍ من القرآن من المشرق الى المغرب كفي إذا كان بيقين".
وروي عن ابراهيم بن العباس قال: " ما رأيت الرضا – عليه السلام - سئلَ عن شيءٍ قط إلا علمه، ولا رأيتُ أعلم منه بما كان في الزمان الأول الى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه وجوابه وتمثله إنتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كل ثلاث ويقولُ: لو أردتُ أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمتُ، ولكنني ما مررت بآيةٍ قط إلا فكرتُ فيها وفي أي شيءٍ أُنزلت وفي أي وقت …"
مستمعينا الأكارم، وقد روى العلماء الأعلام أحاديث أخرى كثيرة عن النبي وآله- عليه وعليهم أفضل الصلاة-، تشتمل على مضامين الأحاديث التي تلوناها عليكم أنفاً، وكما تلاحظون فإن هذه الوصايا تعرفنا بأحد أهم السبل العملية للفوز ببركات القرآن الكريم، إذ تحدثنا على أن نحب كتاب الله ونرسخ محبته والتعلق العاطفي به في القلوب؛ فنتقرب الى الله بحب كتابه المجيد. كما توصينا بأن نستحصل حالة الأنس بالقرآن والإستكفاء والإستغناء به وأن نجعله منطقنا ومحوركلامنا كما كان حال ساداتنا أهل بيت النبوة عليهم السلام حيث كان منطقهم القرآن وغناهم بالقرآن.

ولا يخفى عليكم – مستمعينا الأفاضل – أن حب القرآن والأنس به هو ثمرة معرفة عظمته، كما أن حب القرآن والأنس به يثمرمن جهة ثانية حب الله جلَّ وعلا والأنس به عزوجل، وفي ذلك أعظم البركات لأنه مفتاح التخلق بأخلاق الله ودوام الإرتباط تبارك وتعالي.

أيها الأخوة والأخوات، ومما يعين المؤمن على حب القرآن والأنس به والإستغناء والإستكفاء به؛ هو أن يقوي المؤمن في قلبه الإعتقاد اليقيني الراسخ بأن كتاب الله المجيد كافٍ لمن إستكفى به يغنيه عن الحاجة فكرياً وروحياً ومادياً الى غيرالله عزوجل… أي أن القرآن هو في الواقع الذي يحمل من حمله فيغني من إستغنى به…كما أن مما يعين المؤمن على بلوغ هذه الحالة التدبرفي أحوال الذين أحبوا القرآن وإلتصقوا به، وما أوجده حبهم لكتاب الله من آثارمباركة على سلوكهم وروحياتهم.
اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران وعند هذه النطقة يتوقف حديثنا في هذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن، فألى حين لقاؤنا بكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله بكل خيروالسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة