البث المباشر

شرح فقرة: يا مغني، يا مقني، يا محيي

الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 14:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا مغني، يا مقني، يا محيي " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا مغني، يا مقني، يا محيي، يا مرضي، يا منجي)، هذه العبارات يختم بها احد مقاطع الدعاء ويعنينا منها: ان نحدثك عن التناص او الاقتباس او التضمين: اولاً: ثم عن الدلالات المختلفة فيها. ثانياً: وهو مما يخص بعض المظاهر المتقدمة ونبدأ بالحديث، اولاً: عن عبارتي (يا مغني، يا مقني). فماذا نستلهم منها؟ لقد انتخبنا هاتين العبارتين لأرتباطهما من جانب، ولو رودهما في النص القرآني الكريم بهذا الترتيب والثنائية، ثانياً: اما ورودهما في القرآن الكريم فبهذا النحو عن الله تعالي: «وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى»، وتقول النصوص المفسرة ان هاتين العبارتين تعنيان اما، ان الله تعالي اغني الانسان ثم ارضاه، فيكون معني «أَقْنَى» هو (ارضي)، واما ان تعنيان انه تعالي «أَغْنَى»، ثم ازاد في ذلك، الا ان التدقيق في هذا الشأن يقتادنا الي دلالة ثالثة هي: انه «أَغْنَى» وافقر والدليل علي ذلك هو: ان في المقطع بعد هاتين العبارتين تجئ عبارة (يا مرضي)، وهذا يعني: ان المقصود من «أَقْنَى» هو (ارضي) ليس بصحيح، لانه تكرار، والقرآن الكريم منزه عن ذلك. أما النقطة الاخري التي نقترح ان نحدثك عنها فهي: التقابل بين «أَغْنَى» و«أَقْنَى»، حيث ان ورودهما بمعني «أَغْنَى» وافقر يتساوق - فضلاًً عمّا تقدم - مع العبارة القرآنية المقتبسة، حيث ان ورود التوسعة في الرزق والاقتصاد أو الاقتار يظلان في صالح الشخصية، وقد وردت نصوص كثيرة تشير الي ان الشخصية اذا اغتنت فان الغني ليس في صالح بعض الناس، والامر كذلك بالنسبة لمن يفقره الله تعالي، حيث ان الفقر قد يضره فيغنيه الله تعالي، وحيث ان البعض يضره الغني فيفقره الله تعالي، وهذا هو الانسب في سياق هذا المقطع وفي سياق النص القرآني الكريم. بعد ذلك نواجه عبارة (يا محيي)، فماذا نستلهم منها؟ الجواب: هذه العبارة تتشح بأكثر من دلالة فقد تعني: احياء الموتي وهو الاقرب الي تداعي الاذهان، وقد تعني الاحياء بمعناه الاعم وهو: تحقيق الاشباع لحاجات الانسان، ولكننا نميل - كما اشرنا - الي ان المقصود من (محيي) هو: احياء الموتي، نظراً لورود هذه الدلالة في نصوص مختلفة ترتبط بمفهوم اليوم الاخر واهمية هذا اليوم بصفته يَوْمِ الْحِسَابِ من جانب، وبصفته الدار الابدية الخالدة من جانب ثان، وبصفته المنبه العبادي للانسان حتي لا يتواني عن ممارسة الطاعة، وتحقيق الخلافة في الارض، او العمل العبادي الذي خلق الله الانسان لممارسته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة