البث المباشر

شرح فقرة: اللهم اني اسالك باسمك يا حافظ، يا بارئ

الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم اني اسالك باسمك يا حافظ، يا بارئ " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها (دعاء الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن أحد مقاطعه الذي ورد فيه: (اللهم اني أسالك يا حافظ، يا بارئ، يا ذارئ، ...)، بهذه العبارات نواجه مقطعاً جديداً من الدعاء، وقد سبق ان لاحظنا بان المقاطع تخضع لجملة اساليب من حيث الفقرة من الدعاء، حيث تأتي الفقرة حينا مفردة، وأخري مركبة، والمركبة حينا من عبارتين وحينا اكثر، ومقطع الدعاء الجديد يتألف من عشر صفات، وردت في صيغة المفردة، اولاها: عبارة (يا حافظ).
لا ترديد بان سمة (حافظ) تعني الحفظ أي ان الله تعالي هو الحافظ للوجود يستوي في ذلك ان يحفظه من حيث ظواهره الابداعية كالسماوات والارضين او من حيث ظواهره البشرية، حيث يحفظنا تعالي. 
من الاسواء: كما هو واضح، واهمية هذه السمة تتجسد في ضرورة ان نتذكر دائماً ان الله تعالي يحفظنا من الأسواء والاقدار بقدر ما تتطلبه الحكمة الالهية، بل الخير والنعمة الالهية. 
بعد ذلك نواجه عبارتين هما: (يا بارئ، يا ذارئ). فماذا نستلهم منها؟ 
تشير النصوص اللغوية الي ان الفارق بين برأ وذرأ هو: انهما مشتركان في موضوع الخلق، بمعني ان الله تعالي هو الخالق، ولكن الفارق بينهما هو: ان برأ تعني: انه تعالي صور ما خلقه، واما ذرأ فمعناه: انه تعالي اوجده من العدم، وبذلك يكون الترتيب بينهما هو: ايجاد الخلق بعد العدم، ثم تصويرهم بهذا الشكل او ذاك. 
والنكتة الدلالية هي: انه تعالي مبدع للظاهرة من العدم وانه تعالي مصورها بهذا الشكل او ذاك عن التقويم للشخصية البشرية وسواها بطبيعة الحال.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا باذخ، يا فارج، يا فاتح، ...). فماذا نستلهم من كل عبارة؟ 
بالنسبة الي عبارة (يا باذخ) تشير النصوص اللغوية الي انه تعالي علا وعظم وارتفع، وهي صفات الله تعالي كما هو واضح. ان العظمة من جانب، والرفعة من جانب آخر تعني: التفرد في ما هو عظيم وفيما هو متعال، اي: ان العظمة تقترن بالعلو لسبب واضح هو: ان العظمة هي منتهي ما نتصوره من الرفعة في الشأنية المذكورة. 
بعدها نواجه عبارة (يا فارج)، وهي عبارة لا نحسب ان احداً يجهل دلالتها، ان الله تعالي هو المفرج عن المكروبين أو المعذبين أو أصحاب الشدائد والفرج هو: الانفتاح بعد الانغلاق او الْيُسْرَ بعد الْعُسْرَ، والفارق هو: ان الْيُسْرَ بعد الْعُسْرَ قد يتحقق من خلال تشذيبه، وهكذا، وفيما نحن في صدد هذه العبارة هو: ان قارئ الدعاء يتداعي بذهنه الي كلمة (فارج) بانعكاس او استجابة كبيرة، نظراً لان الانسان عندما يكابد شدة كبيرة (كالمرض العضال مثلاً) او انعدام الامن، او الفقر المدقع، ثم تزول الشدة وتنفرج عن صاحبها: حينئذ فان الفرح يكون مضاعفاً: كما هو واضح. 
اذن تبين لنا في العبارات المتقدمة ما تعنيه من الدلالات، ومن ثم ما تعنيه من عظمة الله تعالي ورحمته، مما يقتادنا ذلك الي مضاعفة ممارستنا للطاعة، والتصاعد بها الي النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة