البث المباشر

شرح فقرة: يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 12:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة البادئ علي هذا النحو: (يا دائم البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء، يا غافر الخطاء،). 
هذه العبارات تتناول مظاهر متنوعة من عظمة الله تعالي، نبدأ بإلقاء الاضاءة عليها حسب تسلسلها، ونقف عند العبارة الاولي، وهي: (يا دائم البقاء). فماذا نستخلص منها؟ 
من البيّن ان الله تعالي ازليّ وأبديّ كما يصطلح علي ذلك في اللغة الشرعية، وما يعنينا هو: ان نستخلص النكات الكامنة وراء العبارات المتنوعة، وليس شرحها او إظهار دلالاتها التفصيلية بقدر ما نحرص علي استخلاص النكات الجوهرية وما نستلهم من الدلالات النفسية التي تسهم في اثراء عملنا العبادي. 
المهم ان عبارة (دائم البقاء) تشير الي انه تعالي أبدي، والسؤال هو: ان قارئ الدعاء يعنيه ان يستثمر من العبارة ما يسحب اثره علي سلوكه العبادي. فما هو استلهامنا من الفقرة المتقدمة؟
في تصورنا، ان الاشارة الي ديمومة البقاء، تتداعي بأذهاننا الي الحياة الأخرة، حيث الخلود في الجنة ان شاء الله تعالي بعد أن نكون حريصين اولاً علي كسب رضاه تعالي، ثم: الجنة، والخلود.
وهذا هو احد الاستلهامات ولكن ماذا بعد من التداعي الذهني: بلغة علم النفس؟ 
ان خلود الشخصية في الدار الأخرة، يتداعي بالذهن اولاً الي اننا (مع الله تعالي) لا نغفل لحظة عنه، واذا كان الاغلب من البشر لم يوفق الي ذكر الله طول حياته، فان المجاورة لله تعالي يجعلهم متواصلين مع الله تعالي دون ادني شك. ثم ماذا؟ 
الذي نتطلع اليه ان نكون بمجاورة المعصومين (عليهم السلام)، حتي نكتسب مزيداً من التواصل مع هذه الشخصيات المصطفاة من الله تعالي. 
ما تستدعيه العباره المتقدمة من تداعيات ذهنية، والّا فان (دائم البقاء) لها دلالتها الفلسفية التي توفر الباحثون علي تناولها. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا سامع الدعاء) هذه العبارة لا نحسب ان احداً من قرّاء الدعاء يفتقر الي فهم دلالتها، لانها من الوضوح بمكان، ألّا ان النكات الكامنة وراءها ينبغي ايضاً، ان نتبينها، بخاصة فيما يتصل بتداعيات حيال ذلك. 
اذن ماذا نستلهم من عبارة (يا سامع الدعاء)؟
نعتقد اننا جميعاً لا نملك ثروة شرعية بقدر ما تفرزه عبارة (يا سامع الدعاء) من العطاءات الالهية التي لا حدود لها. تري ان الله تعالي عند ما يسمع دعاءنا هل نحس بخطورة هذه الظاهرة؟ وهل نحن اهل لأن نشملنا هذه العطاءات المتمثلة في أنّ الله تعالي سامع لدعائنا؟ 
إنّ الدعاء هو القناة المتسمة باهمية لا حدود لتصورها بيننا وبين الله تعالي، انها محادثتنا مع الله تعالي، انها اشباع لحاجاتنا، انها الالفة فيما بيننا وبين الله تعالي حيث لا انيس الّا الله تعالي. 
اذن ما اروع عبارة (يا سامع الدعاء) عندما نقرأ دلالتها، ونتصور مدي ما تنطوي من العطاءات المتنوعة فيما لا حصر لها ايضاً. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة