البث المباشر

شرح فقرة: يا رب المسجد الحرام، يا رب الحل والحرام

الأحد 11 أغسطس 2019 - 15:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا رب المسجد الحرام، يا رب الحل والحرام " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه: (يا رب المسجد الحرام، يا رب الحلّ والحرام،...). 
هاتان العباراتان ونعني بهما (يا رب المسجد الحرام، يا رب الحل والحرام)، هما امتداد لعبارات سابقة تحوم بأكملها على ظاهرة(البيت الحرام) وما يواكبها من الامكنة والازمنة مثل (يا رب الشهر الحرام و يا رب البلد الحرام)، وقد حدثناك عنها في لقاء سابق، وبقي ان نحدثك عن العبارتين اللتين اشرنا اليهما، وهما: (يا رب المسجد الحرام) و (يا رب الحلّ والحرام). فماذا نستخلص منها من النكات؟ 
لقد ذكر مقطع الدعاء كلاً من (البيت) وكذلك (البلد)، اما الآن فيذكر (المسجد الحرام)، والسؤال هو: ماذا يعني ذكر كل منالبلد والمسجد والبيت؟ 
لا نحتاج الى كبير تأمل حتى ندرك سريعاً، ان (البيت) ـ وهو بيت الله تعالى ـ يظل وحواليه من المواقع (القريب، والبعيد، فضلاً عن الداخل منه (مثل: مقام ابراهيم (عليه السلام)). 
هنا يتعين علينا ان نفغل عن الظاهرة النفسية وهي (التداعي الذهني) بين (البيت) وبين (المولود فيه)، وهو الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، بخاصة ان مقام ابراهيم (عليه السلام)، وكذلك الحجر بالنسبة الى اسماعيل تظل تداعيات ذهنية متنوعة، نخلص منها الى ما ذكرناه من الاسماء وفي مقدمتها: الامام علي (عليه السلام) ودلالة ولادته في البيت حيث انفرد بذلك تأريخياً. 
السؤال الجديد هو: ماذا نستخلص من (المسجد الحرام) من حيث وروده في سياق البيت، والركن والمقام، اي: عبارة (يا رب البيت الحرام) وعبارة (يا رب الركن والمقام)؟ 
في تصورنا ان المسجد نفسه ما دام مجسداً لما هو في داخله من البيت وما يحيط به، فان القدسية تفرض وجودها بالنسبة الى المسجد، بصفته ايضاً: المصلى فيه، ان الذهن ليتداعى الى الصلاة ايضاً وهي المفروضة ركناً او عموداً للدين ولعل التخيير في الصلاة الرباعية بين الاتمام وبين التقصير بالنسبة الى المسافر: يجسد ظاهرة اخرى من ملاحظة اهمية ذلك. 
يبقى ان نحدثك عن الظاهرة الاخيرة من حيث صلتها بالبيت، وبالمسجد، وبالبلد اي: البلد الحرام، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، بل وايضاً: المشعر الحرام، وارتباط اولئك جميعاً بنماسك الحج او العمرة: بصفتهما اهم ما يقترن بالبيت وما يواكبه من الامكنة والازمنة. 
الظاهرة هي عبارة (يا رب الحلّ والحرام) حيث جاءت خاتمة لما هو حرام من البيت والمسجد والبلد، فماذا نستخلص من العبارة المذكورة؟ 
ان الحل والحرمة بنحو عام تجسدان مبادئ الله تعالى، في ما هو حلال وحرام، اي: ما هو مطلوب ومرفوض، لكن في سياق البيت وما يواكبه، يتداعى الذهن الى مناسك الحج والعمرة، وما ورد من المبادئ التي ينبغي للحاج او للمعتمر او كليهما ان يلتزم بها، لقد (أحلّ) الله تعالى للمحرم ممارسات متنوعة طوال مسيرته من المواقيت الى حين الاحلال الاخير من المناسك. 
من هنا، يظل القسم بالحل والحرام، او تظل الاشارة اليهما في سياقات البيت والمسجد والبلد، تعبيراً عن اهمية مبادئ الله تعالى من حيث الالتزام بها، وهو ما يجعل اذهاننا متداعية (ليس بالنسبة الى ممارسات الحج مثلاً)، بل الى مطلق مبادئه تعالى. 
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى اداء المناسك كل عام، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة