البث المباشر

شرح فقرة: يا من لا يخاف الا عدله، يا من لا يدوم الا ملكه، يا من لا سلطان الا سلطانه

السبت 10 أغسطس 2019 - 13:57 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من لا يخاف الا عدله، يا من لا يدوم الا ملكه، يا من لا سلطان الا سلطانه " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونواصل حديثنا عن ذلك، ومن جملة مقاطعه ما ورد من المظاهر لعظمته ورحمته على النحو الآتي: (يا من لا يُخاف الا عدله، يا من لا يدوم الا ملكه، يا من لا سلطان الا سلطانه).
ونبدأ بالقاء الانارة على هذه العبارات، وفي مقدمتها، العبارة القائلة: (يا من لا يخاف الا عدله)، فماذا نستخلص منها؟
من الحقائق الواضحة، ان الله تعالى يتعامل مع عباده من خلال (الرحمة) وليس من خلال (العدل)، بمعنى انه لايرتب عليهم ما يستحقونه من العقاب، بقدر ما يمارس رحمته التي لاحدود لها، لذلك ورد في النصوص الشرعية ما مؤداه: الهي لا تعاملني بعدلك بل برحمتك، لان (العدل) يترتب عليه عقاب يستحقه العبد نتيجة سلوكه المنحرف، من هنا، نفهم معنى (العفو) و(المغفرة) و(الصفح) وما الى ذلك من سمات (الرحمة) التي يتعامل تعالى من خلالها، وهذا يفسر لنا بوضوح بان العفو والصفح والمغفرة..الخ انما تعني: التعامل مع (الرحمة) وليس مع (العدل)، وذلك بسبب ان العفو والمغفرة والصفح تفسر لنا عدم ترتب العقاب او الجزاء العادل، فاذا غفر الله تعالى ذنب العفو، فهذا معناه لم يتعامل مع العبد من خلال (العدل) بل (الرحمة) كما هو واضح. 
بعد ذلك نواجه عبارتين، احداهما تقول: (يا من لا يدوم الا ملكه) والاخرى تقول: (يا من لا سلطان الا سلطانه ) والسؤال هو: 
اولاً: مالفارق بين (الملك) و (السلطان)؟ 
ثانياً: لماذا قال النص بان (الملك) لا يدوم لأحد الا له تعالى، بينما قال: ان السلطان منحصر في الله تعالى؟ 
اي ما هو الفارق بين العبارتين؟ 
الاجابة عن السؤال الاول، وهو: مالفارق بين (المُلك) و (السلطان)؟ 
(المُلك) هو، تملك الشيء بحيث يكون في حوزته: كمن يمتلك داراً أو بستاناً او مالاً، واما (السلطان) فهو، سيطرة الحكومة على الشيء، فمثلاً: عندما يترأس أحدهم: حكومة البلد، فهو: سلطان، ولكنه عندما يمتلك مزرعة فهو مالك.
من هنا يمكننا ان ننقل هذه الفوارق بين المُلك والسلطان من نكاتها البشري الى ساحة الله تعالى، فنقول: 
(الملك) هو: مخلوقاته تعالى جميعاً، والسلطان هو: سيطرته عليها جميعاً. 
بقي ان نوضّح الفارق بين عبارة: (يا من لا يدوم الا ملكه) و (ويا من لا سلطان الا سلطانه). 
وهذا ما نبدأ بتوضيحه فنقول، بما ان المخلوقات (فانية) تبعاً لقوله تعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ»، حينئذ لا يدوم الملك لأحد، بما ان سيطرته تعالى على الكون يتفرد بها، حينئذ لاهيمنة لأحد على آخر بسبب ان الملك نفسه هو لله تعالى وحده، ومن ثم، فان السيطرة عليه تنحصر في الله تعالى. 
اذن امكننا ان تبين جانباً من النكات الكامنة وراء العبارات المتقدمة، سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة طاعته، والتصاعد بها الى النحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة