البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها..."

الأحد 21 يوليو 2019 - 12:21 بتوقيت طهران

بسم الله والحمد لله ذي الفضل والإنعام الذي أنعم علينا بأن جعلنا من أهل مودة وموالاة قدوة أهل الصلاح والفلاح محمد المصطفى وآله مصابيح الهدى صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نتابع فيها التعرف إلى صفات وخصال أحباء الله وعباده الصالحين من خلال التدبر في فقرات الدعاء الجليل الموسوم بدعاء (مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال) من أدعية الصحيفة السجادية المباركة.
قال مولانا الإمام زين العابدين (عليه السلام) في المقطع السادس من هذا الدعاء: "اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها ولا أكرومة في ناقصة إلا أتممتها يا أرحم الراحمين".
مستمعينا الأطائب، الصفة المحورية لعباد الله الصالحين التي يعرفنا بها إمامنا سيد الساجدين (عليه السلام) في هذه العبارات النيرة هي تواصل إجتهادهم في العمل لتهذيب نفوسهم وتطهيرها مما لا يحبه الله عزوجل وتزكيتها وتحليتها بجميع الخصال التي يحبها تبارك وتعالى ويرضاها لهم، والتي عرفوها من أحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، نتنور بذكر بعضها.
روي في الكافي للشيخ الكليني وصفات الشيعة للصدوق وغيرهما مسنداً عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إن الله خص رسوله (صلى الله عليه وآله) بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله وارغبوا إليه في الزيادة منها، فذكرها (عليه السلام) عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة".
وروي في كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق وفي الكافي والتهذيب والمحاسن وغيرها، مسنداً عن إمامنا محمد الباقر صلوات الله عليه قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي عليه السلام: يا علي! أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها، ثم قال: اللهم أعنه، أما الأولى فالصدق، لا يخرجن من فيك كذبة أبداً، والثانية الورع، لا تجتر أن على خيانة أبداً، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزوجل يبني لك بكل دمعة بيتاً في الجنة، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك، والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي، أما الصلاة فالخمسون ركعة، وأما الصوم فثلاثة أيام في كل شهر، خميس في أوله وأربعاء في وسطه وخميس في آخره، وأما الصدقة فجهدك حتى يقال أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بقراءة القرآن على كل حال، وعليك برفع يديك في الصلاة وتقليبها (يعني الإهتمام بالدعاء) عليك بالسواك عند كل وضوء وكل صلاة، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، عليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك).
وروي في كتب الكافي وصفات الشيعة والخصال وغيرها عن إمامنا الصادق (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وايمان في يقين وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وشكر في رفق وسخاء في حق وقصد في غنى وتحمل في فاقة وعفو في قدرة وطاعة لله في نصيحة وانتهاء في شهوة وورع في رغبة وحرص في جهاد، وصلاة في شغل وصبر في شدة، وفي الهزائز وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور ولا يغتاب ولا يتكبر ولا يقطع الرحم وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره ولا يفضحه بطنه ولا يغلبه فرجه ولا يحسد الناس، لا يقتر ولا يبذر ولا يسرف، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها، للناس هم قد أقبلوا عليه وله هم قد شغله، لا يرى في حلمه نقص ولا رأيه وهن ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره ويساعد من ساعده ويكيع (أي يرعوي) عن الخنا والجهل، فهذه صفة المؤمن).
أعزائنا المستمعين، والأحاديث الشريفة المبينة لخصال المؤمنين الصادقين كثيرة يجتهد أحباء الله وعباده الصالحون في التدبر فيها والتعرف عليها تفصيلاً والإستعانة بالله عزوجل للتحلي بها وبأكمل صورها، وكذلك بالتطهر من أضدادها وبصورة كاملة أيضاً.
من هنا نعلم أن إمامنا زين العابدين (صلوات الله عليه) يعلمنا أن لا نقنع بأي مرتبة من مراتب الكمال ولا نقنع في المقابل بإصلاح بعض الخصال المشينة، كمساوئ الأخلاق الظاهرة فقط، فإن أحباء الله وعباده الصالحين يجاهدون في الله عزوجل ويستعينون به في إصلاح الخصال المعيبة الظاهرة للناس أو الخفية عنهم، التي يلام الإنسان عليها والتي لا يلام عليها، ويبلغون بكل خصلة وأكرومة كريمة إلى أفضل وأكمل صورها.
وفقنا الله وإياكم إخوة الإيمان لدوام الإجتهاد في التحلي بخصال أحباء الله ببركة محبة وولاية قدوة الصالحين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، مسك ختام هذا اللقاء من برنامجكم (سيماء الصالحين) هو التوجه إلى الله عزوجل بطلب التحلي بهذه الصفة من صفاتهم والتي يتضمنها المقطع السادس من دعاء (مكارم الأخلاق) وهو:
"اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها ولا أكرومة في ناقصة إلا أتممتها يا أرحم الراحمين".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة