البث المباشر

صور من اخلاص الشهيد الثاني وتواضعه الشيخ عباس القمي وإحياء المساجد المهجورة المرجع علي الميبدي وسر توجهه لطلب العلم الديني

السبت 13 يوليو 2019 - 14:28 بتوقيت طهران
صور من اخلاص الشهيد الثاني وتواضعه الشيخ عباس القمي وإحياء المساجد المهجورة المرجع علي الميبدي وسر توجهه لطلب العلم الديني

الشهيد الثاني اسم ئلالأ في سماء الفقهاء واعتلى قائمة اسماء الشخصيات الاسلامية انه الشيخ زين الدين الجبعي العاملي فقيه جبل عامل في لبنان.
ويذكر ابن العودي انه عندما هاجر الى مصر كثيراً ما كان ينعت هذا الشيخ بالصلاح وحسن الاخلاق والتواضع، وكان فضلاء مصر يترددون عليه لدراسة علوم القرآن الكريم لبروزه فيها وكانت هذه العلوم نصب عينيه، حتى ان الناس كانوا يتعلمون منه علوم القرآن وهو مشتغل بالصنعة، لايرمي المطرقة من يده، الا اذا جاء احد من الفضلاء الكبار فيفرش له شيئاً ويجلس هو على الحصير. بهذه الهمة العالية كان الشيخ ينشر معالم مذهب اهل البيت في تلك البقعة من مهجره الصعب.
ويذكر ابن العودي ان الشيخ زين الدين العاملي قد جمع في شخصيته الاسلامية بين العلم والكرم، فكان في شهر رمضان لا يدع تلامذته وكل من يأتيه الا ان يفطرهم عنده وهم من ابناء السنة. حتى انهم غابوا عنه ليلةً فلما جاؤا بعد ذلك، تلطف بهم كثيراً وقال: كل من في البيت استوحش البارحة لعدم مجيئكم فحتى لطيفة - وهي بنت الشهيد الصغيرة- قد استوحشت.
وكذلك يذكر ابن العودي عن استاذه الشهيد الثاني الذي كان متخفياً في منزله من الاعداء بقرية جزين عام (956) هـ أني رأيت في منامي ذات ليلة ان الشيخ على منبر عال وهو يخطب خطبة ما سمعت مثلها في البلاغة والفصاحة، فقصصت له الرؤيا، فدخل الى البيت وخرج وبيده كراس، فناولني اياه، فنظرته فاذا هو (شرح الارشاد) قد اشتمل على خطبته المعروفة التي اخذت بمجامع الفصاحة والبلاغة.
وهذا يدل في ذلك الزمان على ان الشارح بلغ مرتبة الاجتهاد وكان عمره يومئذ (32) عاماً. وما كان يخبر احداً بأنه مجتهد حتى انتشر خبره فرجع اليه الناس يقلدونه في الاحكام الشرعية.

*******

كان المحدث الكبير المرحوم الشيخ عباس القمي المتوفى سنة‌ 1359 هـ صاحب كتاب مفاتيح الجنان على درجة عالية من الاخلاص والتقوى، وكان المؤمنون يحرصون على ان لا تفوتهم الصلاة خلفه، فاغتنم المرحوم القمي هذا التعاطف لخدمة المساجد واحيائها واعمارها، فكان يقيم صلاته في احد المساجد القديمة المهجورة فيجتمع فيها المصلون، وعندما يكتظ المسجد بالمصلين تقوم ثلة من اهل الخير فيهم بالتبرع لاعمار ذلك المسجد القديم وترميمه. وما ان يتم بناؤه واصلاحه حتى ينتقل سماحته الى ‌مسجد آخر لنفس الهدف. وبهذه الطريقة احيا المحدث القمي عدداً كبيراً من المساجد المهجورة وملأها بالمصلين!

*******

يذكر سماحة السيد ناصر الميبدي حكاية عن جده آية الله العظمى السيد علي الميبدي المرعشي المولود عام 1260هـ والمتوفى عام (1313) هـ انه رحمه الله قال ذات مرة سألني صانع كوز من فخار عن مسأله دينية وانا شاب صغير السن، ولكني سكت عن الجواب اذ لم اجد جواباً لسؤاله. وهناك عاتبت نفسي وقلت لها: ما النفع من وجودك ان تكون من ذرية رسول الله وسلالة السيدة الطاهرة فاطمة‌ الزهراء ولا تعرف شيئاً عن دين جدك؟!
فقررت عندئذ الالتحاق بالحوزة وطلب العلم فيها وبعد ذلك صرت كلما اتذكر السائل الذي دفعني سؤاله الى هذا الاختيار أقوم بالدعاء له في صلاة الليل، لأنه السبب لالتحاقي بطلاب العلوم الدينية.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة