البث المباشر

آداب السفر في الإسلام

الأحد 12 مايو 2019 - 08:42 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: فضيلة الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الإسلامي من السعودية
مستمعينا الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نرحب بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج نخصصه لآداب السفر في الإسلام ونتمنا لكم السلامة والصحة في السفر والحضر وفي كل لحظات حياتكم.
أيها الإخوة والأخوات.. الرحلة هي متعة للإنسان وراحة من عناء العمل وليس أفضل من تغيير الهواء لصحة النفس والجسم.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (سافروا تصحوا وترزقوا وتغنموا).
وللسفر فوائد كثيرة وقد لخصها الإمام علي بن أبي طالب فقال:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الأسفار ذل ومحنة

وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من بقائه

بدار هوان بين واش وحاسد


فالسفر فيه تطلع إلى حياة أفضل والتعرف إلى عالم جديد ومجتمع آخر وفيه طلب الرزق والبحث عن فرصة عمل مناسبة وفيه طلب العلم والدراسة والتفوق وفيه التعرف على الآداب والعادات والتقاليد للأمم وفيه التعرف على أصحاب جدد وأصدقاء آخرين.
من هنا أمر القرآن الكريم بالسير في الأرض سعياً لكسب الدروس والعبر، نستمع معاً لما يقوله ضيفنا الكريم سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي من السعودية) بهذا الشأن:
الحجاب: بسم الله الرحمن الرحيم اذا ما نعود الى الآيات القرآنية والآيات النازلة على رسول الله صلى الله عليه وآله نجدها تؤكد على السفر والسير في الأرض وبالطبع هنالك حكمة واضحة يستطيع الإنسان أن يستنبطها. يضيق الوقت ولكن احاول أن ألخص ما قاله الشاعر مضمونه: في الأسفار خمس فوائد، أولاً يفرج الإنسان عن همه، يكتسب المعيشة عندما يمشي في مناكب الأرض ويسير ربما يأتيه الروق من الله عزوجل والعلم الذي يتحصل عليه من خلال السير في هذه الأرض الواسعة والفسيحة فهو يأخذ العلوم من هذا المنطقة وتلك. ايضاً يتعلم الآداب التي يأخذها من الشعوب ويكتسبها منهم. وايضاً نستطيع أن نقول من الحكمة من آداب السفر إنه ربما يلتقي بأصحاب طيبين أماجد أخيار، هؤلاء الأخيار الذين يلتقي بهم ويتعرف عليهم يكتسبهم ويكونوا له عوناً في الدنيا وفي الآخرة. لعل هذه الجوانب التي يستنتجها الإنسان عندما يفكر من الحكمة في آداب السفر.

عزيزي المستمع.. لكي يكون السفر ناجحاً ومفيداً، فقد هدتنا النصوص الشريفة بعدة من الآداب الشرعية منها:
أولاً: لا تسافر وحدك، بل إبحث جيداً عن رفقاء أخيار تنسجم معهم وترتاح لمعاشرتهم ويرتاحون لك، وقد قال الإمام علي لولده الحسن (ع): (يا بني سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار).
ثانياً: لكي تستمتع جيداً في السفر خذ معك ما تحتاج إليه مما يخف وزنه ويسهل حمله، إنتخب بعناية ما يمكن أن ينفعك في سفرك، فلعل شيئاً صغيراً يحل لك مشكلة كبيرة.. قال لقمان الحكيم لولده: يا بني سافر وتزود معك الأدوية تنتفع بها أنت ومن معك وكن لأصحابك موافقاً إلا في معصية الله تعالى.
ثالثاً: مستمعي الكريم.. بالرغم من أهمية السفر وأثره في النفس فإن متاعبه كثيرة وأخطاره غير قليلة، فتجنبها قبل سفرك.. يقول الحديث الشريف: (إفتح سفرك بالصدقة فإنك تشتري سلامة نفسك) فالصدقة تدفع البلاء في الحضر والسفر وهي أنجح دواء.. ومن أجل السلامة في السفر ينبغي أداء الصلاة لوقتها، وقد كان المسلمون الأوائل يبدأون السفر بالصدقة والدعاء والحرص على أداء الصلاة لوقتها لضمان سلامتهم من أخطاء الطريق وفي السفر يقرؤون هذا الدعاء: "اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد، اللهم أعزني من وعناء السفر ومن سوء المنظر في الأهل والمال والولد.
رابعاً: ينبغي في السفر حسن الخلق مع الأصحاب يقول الحديث الشريف المروي: "في السفر كثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل.
وبعد فإن السفر من أسباب المتعة والراحة والسعادة وفي اللحظات الأخيرة نعود إلى قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "سافروا تصحوا وتغنموا وترزقوا".
وهنا نتوجه إلى ضيفنا الكريم سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي من السعودية) لكي يعرفنا بأهم أنواع السفر وأكثرها بركةً وفائدةً حسبما تحدده النصوص الشريفة، نستمع معاً:
الحجاب: نستطيع أن نقسم السفر الى أقسام متعددة واهم هذه الأقسام التي نقسمها نقول السفر الديني والسفر السياحي مثلاً لكن أهمها السفر الديني والمقصود بالسفر الديني مثلاً التوجه الى بيت الله الحرام لمكة المكرمة وأداء العمرة المفردة مثلاً، لأداء مناسك الحج، السفر الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة المنورة بلّغنا الله إيانا وإياكم للتشرف والتبرك بحضرة رسول الله وأئمة البقيع عليهم السلام وتلك الأماكن المباركة. السفر الى أضرحة الأئمة سلام الله عليهم، الى ضريح الإمام الحسين، أمير المؤمنين سلام الله عليه، الأئمة في العراق بأبي هم وامي، المعصومون في المدينة المنورة وكذلك زيارة بعيد المدى الإمام علي بن موسى الرضا وبشكل عام زيارة الأماكن المقدسة اذا وفقنا الله سبحانه وتعالى أن نتوجه الى القدس الشريف، زيارة السيدة زينب سلام الله عليها. زيارة كل مكان من خلاله نتقرب الى الله عزوجل ويوصلنا الى الله عزوجل. ايضاً الزيارة لصلة الأرحام وتقوية اواصر الرحمة بين المؤمنين. الزيارة للبلدان التي فيها طلب العلم والعلماء، هذه كلها من الزيارات المهمة التي حث عليها الشرع المبارك وأرشدونا بها المعصومون سلام الله عليهم أجمعين وهي سنة النبي صلى الله عليه وآله وأرشدونا بها الأئمة بأبي هم وأمي. كل هذه زيارات يستطيع الإنسان من خلالها أن يتقرب الى الله. وأستطيع أن ألخص قولي وأقول أهم السفر، كل سفر يقربنا الى الله عزوجل هو سفر مهم.
نشكر سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي من السعودية) على جميل مشاركته في حلقة اليوم من برنامج (آداب شرعية لحياة طيبة) ونشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية خالص الدعوات ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة