وعلى هامش فعاليات المؤتمر السنوي لليوم الوطني للخليج الفارسي، الذي عقد اليوم الإثنين 29 نيسان/أبريل في مركز أنديشه الثقافي بطهران، ألقى وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني العميد "محمد رضا آشتياني" كلمة جاء فيها: إن يوم العاشر من أرديبهشت (29 نيسان/أبريل)، الذي يُسمى باليوم الوطني للخليج الفارسي في التقويم الرسمي الايراني، يذكرنا بالتضحية الملحمية التي قدمها الشعب الإيراني الفخور في استعادة جزيرة هرمز من المعتدين البرتغاليين.
وتابع العميد آشتياني بأن اليوم الوطني للخليج الفارسي يتماشى في التاريخ الإيراني مع الهوية التاريخية والحضارة القديمة لهذه الأرض التي قامت على أساس الثقافة الفنية والاستدامة ليظل الخليج الفارسي الأزرق دائما من أقوى الوثائق القانونية في العالم.
وأكد وزير الدفاع على أن هذا اليوم يتزامن مع طرد المستعمرين من المنطقة، كما انه يعبر عن الحقائق والوثائق التاريخية والسياسية والجغرافية والأثرية والأنثروبولوجية للمنطقة الحيوية والاستراتيجية للخليج الفارسي. وفي الواقع، فإن الخليج الفارسي هو اسم خالد يبلغ عمره 6 الاف عام و موازي للهوية الجغرافية الايرانية .
واضاف العميد اشتياني بأنه ونظرا لموقعه الجغرافي عبر التاريخ ومن آلاف السنين قبل الميلاد حتى الآن،فإن الخليج الفارسي، هذه المنطقة المائية لبناء الحضارة، كانت دائما اسما معروفا بجميع اللغات وبشكل مستمر في الكتب وقصص الرحلات والوثائق والخرائط والابحاث التاريخية والوثائق العالمية، كما تم ذكره في اللغات المختلفة التي تحمل الاسم القديم للخليج الفارسي بشكل مستمر وتحديدها والتأكيد عليها من قبل المؤرخين والباحثين، وخاصة في المصادر العربية والإسلامية الموثوقة.
وتابع وزير الدفاع موضحا بأنه في الواقع تعود أقدم الوثائق الموجودة حول الخليج الفارسي الى العصر اليوناني القديم. وحتى الآن، فإن جميع وثائق وكتابات المؤرخين والرحالة خلال السنوات القليلة الماضية تذكر الخليج الفارسي دائما باعتباره الاسم الموجود على هذا الممر المائي المهم والكبير منذ البداية.
وأشار بأن ثقافة هذه المياه الزرقاء (الخليج الفارسي) من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب تتأثر بالثقافة الإيرانية الإسلامية العميقة والأصيلة وتتأثر بهذه الأرض العظيمة والعريقة، مضيفاً أنه وفي الوقت نفسه، فإن السمة القيمة لمضيق هرمز في الخليج الفارسي هي بأنه يدل على الحياة الثقافية والفنية لشعب هذه الأرض والتي تقترن بالقوة الإستراتيجية وفكرة إدارة الحدود لإظهار التأثيرات طويلة الأمد للحضارة بشكل أكثر روعة وعرض أمثلتها الأحدث بشكل أكثر ثراء وتقديمها للعالم.
كما أكد العميد آشتياني على أن المياه الزرقاء للخليج الفارسي وبحر عمان قد شهدت في العقود الأخيرة، وخاصة خلال فترة الحرب المفروضة (الحرب الايرانية-العراقية 1980-1988)، حيث تركزت تهديدات الإمبريالية العالمية وأتباعها في هذه المنطقة، نضالات وصمود القوات المسلحة في الحفاظ على الهوية والطبيعة التاريخية لهذا الممر المائي الحيوي، كما يشيد جيران الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه المنطقة الإستراتيجية بشجاعة وإقدام الشباب الإيراني في هذا الخصوص.
وفي الختام أكد العميد آشتياني على أن إيران تعتبر الدولة الأكبر والأهم التي لعبت دائماً دوراً مهماً في التفاعلات الإقليمية وخارجها، خاصة في منطقة الخليج الفارسي، كما أنها تتمتع الآن بمكانة خاصة في منطقة غرب آسيا، وخاصة في منطقة الخليج الفارسي.
وقال: لذلك فإن الخليج الفارسي يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، ودائماً ما يتم اعتماد وصياغة القرارات الإستراتيجية والسياسة الخارجية لإيران مع الأخذ في الاعتبار موقع هذه المنطقة، مؤكداً على أن ستراتيجية القوات المسلحة هي توفير أمن هذه المنطقة والحفاظ عليه.