البث المباشر

شرح فقرة: "يا ذا المجد والسناء، يا ذا العهد والوفاء، يا ذا العفو والرضاء..."

الأربعاء 24 إبريل 2019 - 11:39 بتوقيت طهران

( الحلقة 27 )

موضوع البرنامج:

شرح فقرة: "يا ذا المجد والسناء، يا ذا العهد والوفاء، يا ذا العفو والرضاء..."

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: الدعاء الموسوم بـ(الجوشن الكبير)، حيث يتضمن مائة مقطع، كل مقطع عشر صفات او عشرة مظاهر من صفاته تعالى، وقد حدثناك عن احد مقاطع البادئ بقوله(ع): (يا ذا الحمد والثناء) الى ان يقول: (يا ذا المجد والسناء، يا ذا العهد والوفاء، يا ذا العفو والرضاء...).
ونحدثك الآن عن الفقرات الاخيرة، بادئين ذلك بقوله(ع): (يا ذا المجد والسناء)، فماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟ 
بالنسبة الى عبارة (يا ذا المجد والسناء) ينبغي ان ننتبه على ما سبق ان قلناه في لقاءات متقدمة، ان العبارة الشرعية في الدعاء وغيره، إذا كانت (ثنائية) الصفة مثل (المجد) و (السناء) فلا بد وان تكون الصفتان متجانستين من جانب، ومختلفتين من جانب آخر، وهذا ما تمكن ملاحظته في صفتي (المجد) و (السناء)، فالمجد هو الرفعة والعزة، واما (السناء) فهو الرفعة ايضاً، كما هو (الشرف)، وهذا يعني ان (الرفعة) هي السمة المشتركة بين العبارتين، بينما (الشرف) هو ما غير صفة (السناء)، اي: ان (السناء)هو اعم من (المجد): كما تشير المظان اللغوية الى ذلك، او متماثلان، لان (العزة) تنسحب على المجد ايضاً.
وفي ضوء هذه الحقيقة نخلص الى ان عبارة: (يا ذا المجد والسناء) تعني: ان الله تعالى ذا عزة، وذا شرف وذا رفعة.
والسؤال الآن: ما هو المعنى او ما هي الدلالة المميزة لكا صفة من الصفات الثلاث: العزة، والشرف، والرفعة؟ 
من البيّن، ان (الرفعة) هي من الارتفاع او العلو بمعنى انه تعالى يتسم بالعلو على الكائنات اي: تفرده تعالى بهذه الصفة وسواها. 
والامر كذلك بالنسبة الى (العزة)، حيث تعني: المنعة التي لا تُنال ولا تغالب ولا يعجزها شيء، وهي مختصة بالله تعالى: كما هو واضح. 
وكذلك بالنسبة الى (الشرف) حيث يعني: العلوّ في الانتساب بالنسبة الى مطلق الموضوعات، ولكن بالنسبة الى الله تعالى حيث ينفرد بوجوده ولا يقارن بسواه لانه تعالى يتنزّه (عن مجانسة مخلوقاته ويجّل عن ملائمة كيفياته) كما يقول الدعاء: حينئذ فان (الشرف) بالنسبة اليه يعني (العلوّ) في عظمته التي يتفرد بها. 
بعد ذلك نتجه الى عبارة (يا ذا العهد والوفاء)، فماذا نستخلص منها؟ 
الذي نعتقده بانك على معرفة تامة بمعنى (العهد) وبمعنى (الوفاء)، فاما (العهد) فهو: ان توصي بشيء وان توعز اليه، واما(الوفاء) فهو: ان تحقق ما قلته للآخر، هذا بالنسبة الى البشر، ولكن ماذا بالنسبة الى الله تعالى؟ 
من البين ان الله تعالى أوصى بمبادئ وقضايا متنوعة، كايصائه تعالى بالاحسان الى الوالدين مثلاً، هذا يعني ان الشخصية الاسلامية عليها ان تعي بأن الله تعالى قد اوكل اليها مجموعة وظائف، وعليها ـ اي الشخصية ـ ان تعمل بها، ويقابل ذلك ان الله تعالى يفي بوعده للشخصية بما واعدها من الثواب على هذا العمل او ذاك. 
ومن البيّن ايضاً: ان التأكيد على سمة: العهد من الله تعالى الى عباده بالعمل، اي: بممارسة الوظيفة العبادية الخلافية تبعاً لقوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» ثم: وعده تعالى لعباده بانه نعالى يجازيهم على احسانه باحسان اعظم وأكبر مما لا حدود له، يعني: انه تعالى ذو (وفاء) بهذا الوعد من الثواب وهو امر يحملنا بالضرورة ان نشكره تعالى على هذه النعم، ونسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة وظيفتنا العبادية، انه وليّ التوفيق. 
ختاماً نكرر دعاءنا بأن يوفقنا تعالى الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة