البث المباشر

فقرة: "يا سيد السادات، يا مجيب الدعوات..."

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 21:17 بتوقيت طهران

( الحلقة 4 )

موضوع البرنامج:

شرح فقرة: "يا سيد السادات، يا مجيب الدعوات..."

نحن الان مع المقطع او الفصل الثاني من الدعاء المعروف (الجوشن الكبير)، حيث يتضمن كل مقطع عشرة اسماء من اسمائه تعالى،... ويبدأ هذا المقطع بهذه الفقرات: (يا سيد السادات، يا مجيب الدعوات، يا رافع الدرجات، يا ولي الحسنات، يا غافر الخطيئات، يا معطي المسئلات، يا قابل التوبات، يا سامع الاصوات، يا عالم الخفيات، يا دافع البليات).
ان هذا المقطع من الدعاء يتضمن دلالة خاصة هي: التوسل بالله تعالى من خلال جملة صفات، والمقطع وان لم يتوسل مباشرة ولم يطلب شيئا الا ان لحن الخطاب يوحي بذلك بنحو واضح... واذا علمنا ان المقطع الاول من الدعاء كان يُستهل بالاشارة الى الاسم الخاص (الله) تعالى، والى مفهوم الرحمة، ثم الى مفهومات متنوعة تتصل بكرمه وحلمه وعلمه....، حينئذ نستخلص بوضوح بان المقطع الثاني وما يتعقبه في سياقات متنوعة: تظل صدى او ترجمة لما ورد في المقطع الاستهلالي للدعاء... والان: بعد ان ادركنا هذه الحقيقة نتجه الى المقطع الثاني، ونحدثك عن التوسلات الواردة فيه، واولها عبارة: (يا سيد السادات، يا مجيب الدعوات...). 
فماذا نستخلص من العبارة الاولى؟ 
العبارة تقول (يا سيد السادات)،... وادنى تامل لهذه العبارة او الاسم او الصفة يتداعى الى اذهاننا مفهوم (السيد) ومفهوم (العبد)، وهو نكتة كبيرة في هذا السياق، لان الموضوع هو توسل بالله تعالى من عبده، والعبد يتجه الى (سيده)، وها هو سيده يعبر عنه ليس بالسيد فحسب بل بـ (سيد السادات)، اي: اذا كان هناك في البيئة البشرية العبيد والسادة، فان الله تعالى هو(سيد السادات)، انه السيد الحقيقي، اما السادات البشرية فهم سادات نسبيون لايقاسون ب سيد السادات (الله تعالى).
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا مجيب الدعوات)... ولا نتامل قليلاً حتى نجد او نكتشف سريعاً نكتة التوسل بالله تعالى يانه (سيد السادات) حتى ندرك بان التوسل يهدف الى رعاية الله تعالى لعبده،... وهل ثمة رعاية اكثر اهمية من ان الله تعالى يستجيب لعبده في انجاز حاجاته؟.. انه يتوسل او يتجه الى الله تعالى (يا مجيب الدعوات)، تعبيراً عن الحقيقة التي اوضحناها الان.
وتواجهنا العبارة الثالثة وهي (يا رافع الدرجات)،.. ترى: ماذا نستخلص من هذه العبارة اولاً؟ ثم ماهي علاقتها بما سبق من التوسل وبما يلحق من التوسل؟.. هذه الاسئلة تحتاج الى الاجابة... ونقول: ان العبد يتفاوت من واحد الى اخر في حجم ايمانه ودرجات ذلك،... ومما لاشك فيه انه يطمح الى الوصول الى الدرجة الرفيعة من منزلته عند الله تعالى،.. وهذا ما يجعله متوسلاً بالله تعالى بان يرفع درجته عنده تعالى، ولكنه لم يقل ذلك مباشرة ً، بل توجّه بعبارة (يا رافع الدرجات) ايجعل قارئ الدعاء متحسساً بأن الهدف هو: ان يرفع تعالى درجة قارئ الدعاء، وهذا من الموضوع بمكان.
بعد ذلك نتجه الى الاجابة عن السؤال الآخر وهو: ما علاقة التوسل برفع الدرجات بما سبقه من التوسل بقضاء الحاجات؟
الجواب: من الوضوح بمكان ايضاً،ألا وهو: بما ان العبد القارئ للدعاء عبّر عن هدفه بعبارة (يا مجيب الدعوات) حينئذ فأن اهم اجابة للدعاء هو: ان يكون العبد عند الله تعالى محتلا ً ارفع الدرجات، حيث ان الرفعة هي الاصل او الرضوان من الله تعالى، حينئذ فأن اجابة الدعوة المتوسلة بالله تعالى بان يرفع درجات قارئ الدعاء: تظل هي المتوخات بطبيعة الحال.
والآن بعد معرفتنا بالعبارات المتقدمة، لا بدّ من مواصلة سائر عبارات المقطع، وهو ما نحدثك عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى. نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

                                               *******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة