البث المباشر

حب الله ونصرة المهدي/الحكمة من ذكر أسماء الشهداء في زيارة الناحية المقدسة/هدية مولاي لولدي

الإثنين 15 إبريل 2019 - 15:05 بتوقيت طهران

(الحلقة : 385)

موضوع البرنامج:
حب الله ونصرة المهدي
الحكمة من ذكر أسماء الشهداء في زيارة الناحية المقدسة
هدية مولاي لولدي

سلام على الغائب المنتظر

سلام يحاكي نسيم السحر

سلام المحب الذي قد كواه

انتظار الحبيب وطول السهر

ينادي بصوت شجته الخطوب

ودمع كغيث الغمام انهمر

ترى هل سأحظى بلقيا الحبيب

قريباً قبيل ارتحال البصر

ترى هل سأسمع أحلى نداء

بأن إمام الزمان ظهر

بسم الله والحمد لله غياث المستغيثين وحبيب قلوب الصادقين والصلاة والسلام على رحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الأطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً ومرحباً بكم..
نرجو من الله أن تقضوا أطيب الأوقات وأنفعها مع فقرات هذا اللقاء وأولها تربوية روائية عنوانها: حب الله ونصرة المهدي
تليها إجابة عن سؤال الأخ كاظم ياسين بشأن: الحكمة من ذكر أسماء الشهداء في زيارة الناحية المقدسة
أما حكاية لقاء اليوم فعنوانها هو: هدية مولاي لولدي
تابعونا أيها الأحبة وأولى هذه الفقرات تحت عنوان:

حب الله ونصرة المهدي

روي الشيخ النعماني – رضوان الله عليه – في كتاب الغيبة مسنداً عن الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – أنه قال:
"إن صاحب هذا الأمر محفوظة له أصاحبه، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله له بأصحابه، وهم الذين قال الله عزوجل "فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ"(سورة الأنعام۸۹) وهم الذين قال الله فيهم "فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"".
مستمعينا الأفاضل، تناولنا في حلقات سابقة حديثاً لمولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – يبين أركان الصفات التي تميز الأنصار الصادقين عن غيرهم من أدعياء نصرة الإمام المهدي – أرواحنا فداه – وعرفنا أن أول أركان هذه الصفات هو قوة ارتباطهم التوحيدي الخالص بالله تبارك وتعالى.
هذا الإرتباط يزيده وضوحاً الإمام الصادق – صلوات الله عليه – في الحديث الذي استمعتم له قبل قليل من خلال تطبيق إثنتين من الآيات الكريمة على أصحاب المهدي وأنصاره سلام الله عليه.
ويستفاد من هذا التطبيق أولاً أن من صفات هؤلاء الأنصار المخلصين قوة إيمانهم ليس بالله عزوجل فقط بل وبقيم الكتاب والحكمة والنبوة وبالتالي ما دعا له الله تبارك وتعالى من القيام بالقسط والعدل وهذا هو الهدف المحوري من إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام.
وهذا يعني – مستمعينا الأفاضل – أن هؤلاء الأنصار المخلصين – جعلنا الله واياكم منهم – يتحملون مسؤولية نشر تلك القيم الإلهية العادلة، فهم مستعدون بكل وجودهم لمؤازرة مولاهم ومولانا خليفة الله المهدي في مهمة تطهير الأرض من كل ظلم وجور وملأها قسطاً وعدلاً كما بشر الله عباده بذلك على لسان نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله.
وحيث أن المهمة الأساسية للمهدي الموعود – عجل الله فرجه – هي تطهير الأرض من كل ظلم وجور وملأها بالعدل والقسط كما صرحت بذلك الأحاديث النبوية.
من هنا يتضح أيها الأكارم أن تحلي المهدويين الصادقين بصفة الإستعداد الكامل لمؤازرة خليفة الله المهدي في انجاز هذه المهمة يستلزم أن تتوفر فيهم صفة أخرى تتمثل في اجتهادهم الدؤوب والحثيث في التطهر من كل ظلم وجور بحق أنفسهم أو الآخرين، وكذلك سعيهم بكل دقة في التعامل مع الناس على وفق قوانين العدالة والقسط الإلهي؛ إذ أن من المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه.
أيها الإخوة والأخوات.. ونستفيد من الحديث الصادقي المتقدم صفة محورية أخرى من صفات أنصار الإمام المهدي المخلصين وهي كونهم (يحبهم الله ويحبونه تبارك وتعالى) كما هو واضح من تطبيق الإمام الصادق – عليه السلام – للآية الرابعة والخمسين من سورة المائدة على هؤلاء الأنصار.
ونفهم من هذا التطبيق المعصوم أن ارتباطهم بالله جل جلاله قائم على أسمى صور الإرتباط، وهي صورة الإرتباط على أساس حبهم لله فتكون بذلك عبادتهم له عزوجل أسمى صور العبادة وأعظمها إخلاصاً وهي التي تكون بدافع الحب وهي عبادة الأحرار كما ورد في الأحاديث الشريفة.
أما بالنسبة لحب الله سبحانه لهم فهو يشير الى اتصافهم بصفة كريمة أخرى وهي شدة اتباعهم للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وهذا الأمر مفهوم بوضوح من الآيتين الكريمتين الثلاثين والحادية والثلاثين من سورة آل عمران المباركة حيث يقول أصدق القائلين تبارك وتعالى:
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۳۱} قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{۳۲}"
وواضح من هذا النص القرآني أن اتباع الرسول وطاعته – صلى الله عليه وآله – هو سبب الفوز بحب الله للصادقين في اتباع وطاعة رسوله – في حين أن التولي والإعراض عن ذكر يعني الكفران بنعمة اتباعه وطاعته – صلى الله عليه وآله – وبالتالي سبب البوء بسخط الله وبغضه لهؤلاء الكافرين بنعمة اتباع سيد الأنبياء – صلى الله عليه وآله -.
من هنا نفهم أن الأنصار المخلصين لخاتم الأوصياء المحمديين المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – هم من أسمى مصاديق الذين مع محمد - صلى الله عليه وآله – الوارد ذكره في الآية الأخيرة من سورة الفتح.

ترى هل سأنظر طلعته

ونوراً بغرته قد زهر

فكل أجاب بأن الغياب

يطول وفاز الذي قد صبر

فعدت أكفكف دمع الحنين

أنادي: سلام على المنتظر

أيها الأحبة، لا زلنا معكم نقدم لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
أما عن الفقرة التالية من البرنامج فهي الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم وهي في هذا اللقاء تختص بسؤال للأخ الكريم كاظم ياسين من العراق يرتبط بالزيارة المعروفة بزيارة (الناحية المقدسة)، وهي التي أمر مولانا الإمام المهدي – أرواحنا فداه – بأن نزور بها جده الحسين – صلوات الله عليه –.
وقد تقدمت في حلقتين سابقتين الإجابة عن اعتبار هذه الزيارة وأهميتها وآثار زيارة الحسين – عليه السلام – بها، وبقي السؤال عن أهداف تفصيل الإمام المهدي – سلام الله عليه – ذكر أسماء شهدء كربلاء وصفاتهم، فما الحكمة من ذلك؟
نستمع معاً لإجابة أخينا الحاج عباس باقري عن هذا السؤال:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته بالنسبة لسؤال الأخ كاظم ياسين وهو من الأسئلة المهمة عن اهداف الامام المهدي سلام الله عليه من أمر المؤمنين بزيارة شهداء كربلاء بهذه الزيارة المفصلة التي روتها مصادرنا المعتبرة والتي ذكر فيها الامام الحسين سلام الله عليه في شطرها الأول ومظلوميته ثم ذكر في شطرها الثاني شهداء كربلاء بأسماءهم من اهل البيت سلام الله عليهم، من سائر الأنصار حتى اعتمد العلماء في كتبهم عن انصار الامام الحسين في ضبط أسماء الشهداء وتعدادهم على هذه الزيارة. ما الذي أراده الامام صلوات الله وسلامه عليه من ذلك؟ في الاجابة عن هذا السؤال نقول إن التأمل في عبارات هذه الزيارة يبين لنا أن الامام المهدي سلام الله عليه إنما ذكر هؤلاء الأنصار بأسماءهم مقرونة بصفاتهم وبعض فعالهم الكريمة في كربلاء كأنه يريد أن يحث أنصاره على التحلي بصفات هؤلاء يعني عندما يذكر الامام المهدي سلام الله عليه عمه العباس بوصف المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي، اليه كل هذه العبارات في الحقيقة هي صفات الأنصار المخلصين للامام الحق. هذا الأمر يحثنا في الواقع من خلال التأكيد على زيارة أنصار كربلاء بجميع طوائفهم وفئاتهم، الصغير، الكبير، حبيب بن مظاهر الى عبد الله الرضيع كل ذلك في الواقع هو دعوة الى نصرة الدين الحق من خلال نصرة الامام الحق بجميع أشكال هذه النصرة. عندما تلاحظون أن الامام المهدي سلام الله عليه يزور الامام الحسين يؤكد مظلومية الامام الحسين عليه السلام، هذه المظلومية هنا في القسم الثاني من زيارة الناحية المقدسة أي زيارة الأنصار تقترن بذكر صفات هؤلاء الأنصار، بهذه الصفات أستحقوا وبلغوا مرتبة نصرة الامام الحق بحيث يصفهم الامام الحسين "ما رأيت أصحاباً أوفى وأبر من أصحابي" والمؤمن عندما يؤيد أن ينصر امام زمانه يطلب من الله تبارك وتعالى أن يعجل فرج وليه وخليفته لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، عندما يطلب ذلك بطبيعة الحال يجد نفسه مكلفاً أن يتحلى بصفات الأنصار المخلصين الذين يعتبر توفر العدد الكافي منهم الشرط الأساسي لظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. أين يجد هذه الصفات المجموعة بأفضل من هذه الزيارة، الزيارة التي تبين من جهة مظلومية الامام الحسين وتبعث في قلب المؤمن روح النصرة للحسين بإعتباره ممثل التوحيد، ممثل المحمدية النقية ومن جهة ثانية تقدم له نماذج من الأنصار المخلصين بل هي أزكى واوفى وأبر هذه النماذج. عندما يزور الشهداء هذه الحالة تتعمق في قلبه فيسعى من خلال ذلك الى التمثل بصفات هؤلاء الأنصار وبالتالي التحلي بصفات الأنصار المخلصين لمولانا صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا واياكم من خيار انصاره في غيبته وفي ظهوره اللهم آمين.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وننقلكم الآن أيها الأطائب الى رحاب الحكايات الموثقة وهي تنعش قلوب المؤمنين ببركات التوسل الى الله عزوجل ببقيته وسليل رحمته الكبرى للعالمين إمام زماننا المهدي – أرواحنا فداه – عنوان حكاية هذا اللقاء هو:

هدية مولاي لولدي

الحكاية التالية – أيها الإخوة والأخوات – من الحكايات الموثقة في سجل توثيق الكرامات في مسجد (صاحب الزمان) في ضاحية جمكران، وهي مسجلة برقم (الكرامة ۱٤۳) وقد نقلها العالم المتتبع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في الجزء الثالث من كتابه (عشاق الإمام المهدي).
ويرجع تأريخ حصول هذه الكرامة الى الخامس من شهر رمضان المبارك سنة ۱٤۱٥ للهجرة وقد كتبها بخطه الحاج المؤمن (الله داد بيراشته) من أهالي مدينة (دهدشت) التابعة لمحافظة (بوير أحمد) الإيرانية؛ ننقل لكم ترجمته ما كتبه حفظه الله بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
قال الأخ (الله داد) ومعنى إسمه (هبة الله) بعد أن عرف نفسه ما ترجمته:
(لي ولد إسمه أحمد ولد سنة ۱٤۱۰ للهجرة وقد بدأ ينطق بسلامة عندما بلغ السنتين من عمره، ولكنه أصبح عاجزاً عن النطق بعد صدمة خوف أصابته إثر تهديد أخيه الأكبر – أثناء اللعب – بشرارة نار، وبقي على تلك الحالة ثلاث سنين الى أن جئت الى مدينة قم المقدسة لزيارة السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم – عليهما السلام -؛ وبتأريخ آخر شعبان من سنة ۱٤۱٥ للهجرة جرى الحديث في منزل السيد (بامشاد) وهو من أقربائي عن التوسل الى الله بمولاي إمام العصر – عجل الله فرجه – ومسجد جمكران، فتوجه قلبي بقوة الى مولاي روحي فداه، فذهبت في ليلة الأربعاء التالية وللمرة الأولى الى مسجده في ضاحية جمكران القريبة من مدينة قم المقدسة، وهناك أقمت صلاة تحية المسجد وصلاة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – وبعد الفراغ من الدعاء قدم لي أحد الأشخاص قطعة من الحلوى فتناولتها وقد سيطرت على قلبي حالة من الخشوع فألهمني الله أن أخاطب مولاي قائلاً: يا سيدي يا صاحب الزمان، فديتك، إنني سأحمل هذه القطعة من الحلوى هدية منك الى ولدي الذي أصابه الخرس، وأدعو الله أن يشفيه ببركتك يا مولاي. ثم نذرت في قلبي أن أقدم قربة الى الله ألفي تومان لمسجد جمكران إذا استجاب الله دعائي).
مستمعينا الأكارم، ونبقى مع هذا الأب الشفيق على ولده وهو يعود اليه بهذه الهدية المباركة وكله أمل بأن يحقق الله ببركتها ما عجز عنه الأطباء.
يقول حفظه الله في تتمة حكايته:
"عدت بمعية زوجتي الى بلدتنا التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن مسجد جمكران، وكنت أحمل قطعة الحلوى باعتزاز طوال الطريق، وصلنا منزلنا ليلاً فقدمتها لولدي بإخلاص نية وكلي ثقة بكرم الله سبحانه وتعالى، فتناولها ثم ذهب الى النوم.. وفي الصباح وبعد أن أقمنا صلاة الفجر وتلوت الدعاء المستحب بعدها جائني إبني أحمد وهو يتكلم بطلاقة بعد ثلاث سنين من عجزه عن الكلام كنا جميعاً نتأذى كثيراً لحالته، لقد عافى الله ولدي من هذه العلة ببركة مولاي إمام العصر – عجل الله فرجه – وقد جئت اليوم للتشرف ثانية بزيارة هذا المسجد المبارك وحمد الله عزوجل وشكر جميع ساداتي أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين".

أضحى الوجود لنوره مسترقباً

فهو الذي يسقي الدجى كأس السبا

بدر به ختم الإمامة كانا

فأضاء نور جماله الأكوانا

والحسن معنى الحسن منه استلهما

أنصت لخفق القلب كيف ترنما

باسم البقية وعد آل محمد

السيد المأمول شمس كل موحد


أطيب الشكر نقدمه لكم مستمعينا الأطياب على طيب صحبتكم لنا في حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
ولكم دوماً أخلص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم في رعاية الله غانمين والحمد لله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة