البث المباشر

اجتناب الاختلاف والتزام الأصل/ صنائع المهدي/ لا استطيع البوح

الأربعاء 13 مارس 2019 - 15:07 بتوقيت طهران

(الحلقة:268)

موضوع البرنامج:
اجتناب الاختلاف والتزام الأصل
صنائع المهدي
لا استطيع البوح

يهني النبوة والامامة قائم

بالحق مرفوع المنار مكين

ويبلغ الآمال بدر طالع

للناظرين ومطلع ميمون

ملك عليه من المهابة حاجب

لكنه بسماحة مقرون

والسمر تشرع والمواضي تنتضي

شوقا لما ياتي لها ويكون

مالاح حتى تعفر جبهة

منه ويسجد للاله جبين

يتلونن على الذين استضعفوا

وعد لعمرك بالوفا مضمون

 

*******


بسم الله وله الحمد نصير المستضعفين صادق الوعد إله العالمين وأتم الصلاة والتسليم على أعلام صراطه المستقيم محمد وآله الطاهرين . السَّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، العلامة الاديب الشيخ محمد السماوي – قدس سره الشريف – الذي افتتحنا بأبيات من أحدى قصائده المهدوية حلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب تابعوا اخوتنا الفقرات التالية:
سلوكية عنوانها اجتناب الاختلاف والتزام الأصل
تليها اجابة من سماحة السيد محمد الشوكي، عن سؤال بشأن صنائع المهدي
وأخيراً حكاية من حكايات الفائزين بالالطاف المهدوية عنوانها: لا استطيع البوح

*******


معكم أيها الأحباء والفقرة التربوية التالية التي تحمل عنوان:

اجتناب الاختلاف وإلتزام الاصل


قال مولانا أمير المؤمنين – عليه السَّلام – في خطبةٍ يدعو فيها الى مناصرة المهدي الموعود عند ظهوره ـ عجل الله فرجه : "وواأسفاه من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً وكيف يقتل يعضها بعضاً؟ المشتتة غداً عن الاصل، النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه، مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب…"

*******


ايها الاكارم الخطبة المشار اليها رواها ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي، وهي من النصوص الشريفة المهمة التي تتناول أمهات ماينبغي للمؤمنين معرفته فيما يرتبط بغيبة امام العصر المنتظر وظهوره ـ عجل الله فرجه، وقد تحدثنا عن دلالات مقاطعها السابقة للمقطع المتقدم في الحلقات السابقة ونشير هنا الى بعض المستفاد من مقطع هذه الحلقة. وهذا المقطع كما تلاحظون يشير الى اختلاف شيعة أهل البيت النبوي (عليهم السَّلام)كأحد العلامات التي تسبق ظهور بقية الله المنتظر أرواحنا فداه. وهذا الاختلاف تحدثت عنه كثير من الأحاديث الشريفة اجمالا ً وتفصيلاً واشارة وتصريحاً … ولكن ما يميز النص المتقدم هو شدة تأسف مولانا أمير المؤمنين – عليه السَّلام ـ من هذا الاختلاف فما هو المستفاد من ذلك؟

*******


لا يخفى عليكم الافاضل ان من بديهيات حقوق الامام على المؤمنين هو اجتناب ما يؤدي الى تأسفه – عليه السَّلام. وعلى ضوء هذه الحقيقة يتضح لزوم أن يجتنب المؤمنون جميع أشكال المشاركة في هذا الاختلاف ومظاهره التي يذكرها أمير المؤمنين بأسى بالغ وهي أن يستذل بعض الشيعة بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً. أما الحقيقة الثانية المستفادة من النص العلوي المتقدم فهي بيان علة هذا الاختلاف حيث يبين أمير المؤمنين – عليه السَّلام ـ أن منشأ اختلاف الشيعة هو ترك الأصل وهو الركن الوثيق واتباع الفروع التي هي كغصون الشجرة التي تميل هنا وهناك. والأصل هو منهج امام العصر ـ عجل الله فرجه – والتمسك به هو الضمانة المحورية للنجاة من هذا الاختلاف. أما الفروع فهي الرايات المختلفة التي يميزها أن تأمل تحقق الفتح والنصر من غير الجهة التي عينها الله تبارك وتعالى، أي من غير جهة التمسك العملي بمنهج امام العصر المهدي الموعود – عجل الله فرجه الشريف.

*******


مع تقديم شكرنا لكم اخوتنا على جميل المتابعة للبرنامج ندعوكم للاستماع الى الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم…نستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، معكم ومع ضيفنا الكريم في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب سماحة السيد محمد الشوكي يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد من الاسئلة التي وصلتنا، وصلت الى البرنامج عبر البريد الالكتروني سؤال عما ورد في احدى التوقيعات او رسائل الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من قوله عليه السلام "نحن صنائع ربنا والخلق بعد ذلك صنائعنا" ماهي الدلالات العقائدية المستفادة من هذا القول؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
المحاور: صلوات الله عليهم
الشوكي: نعم هذه الفقرة وردت في توقيع صدر عن الناحية المقدسة وذكره الشيخ في الغيبة، الشيخ الطوسي رحمة الله عليه وهذه الفقرة ايضاً اعتقد انها وردت في خطبة او كتاب بعثه امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في كتاب يعني في رسالة بعثها الى معاوية بن ابي سفيان يذكر فضل اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ووردت فيها هذه الفقرة ايضاً "اما بعد فأنا صنائع ربنا والناس بعد ذلك صنائع لنا" هذه الكلمة الحقيقة كثيرة المعاني بعيدة الاغوار والاعماق، اولاً الصنيعة هو ما يصطنعه الانسان وينتخبه ويصطفيه لنفسه ويفيض عليه من عنايته ويوليه من اهتمامه ولهذا قال الباري عزوجل في موسى عليه السلام "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" فصنيعة الله هو الذي اصطنعه الله لنفسه بمعنى اصطفاه وافاض عليه عناية خاصة في تنشأته وفي تكوينه وفي تربيته وفي تهذيبه وفي تعليمه وفي اكماله، اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هم صنائع الله بمعنى ان الله اصطنعهم لنفسه وانشأهم وصنعهم على عينه يعني هناك عناية ربانية خاصة في بناء اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في ايمانهم، في علمهم، في ورعهم، في كل شيء فلم يعلمهم معلم ولم يهذبهم مهذب كما قال النبي صلى الله عليه واله "لقد ادبني ربي فأحسن تأديبي" كذلك اهل البيت ادبهم بمعنى الادب والادب بما يشتمل عليه بمعاني كثيرة ورباهم وعلمهم وصاغهم صلوات الله وسلامه عليهم، نعم بعضهم يعلم بعضاً، بعضهم يعظ بعضاً، بعضهم يرشد بعضاً، بعضهم يكمل بعضاً لكن لم يعلمهم معلم، مانقل لنا التاريخ ان واحداً من اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تعلم عند احد او تربى عند احد او تهذب عند احد، نعم الناس هم صنائعهم يتعلمون من اهل البيت ويتربون عندهم عند اهل البيت ويتهذبون عندهم عند اهل البيت ويتكاملون بسببهم صلوات الله وسلامه عليهم فهم الواسطة بين الخالق والخلق في العلم وفي التربية وفي التهذيب وليس بينهم وبين الله واسطة من الناس، نعم من الملائكة، من الانبياء لكن من عامة الناس لايوجد، النبي صلى الله عليه وسلم يمثل واسطة بينهم وبين الله ولكن من سائر الناس لايوجد بينهم وبين الله واسطة فالله هو الذي علمهم ولهذا امير المؤمنين عليه السلام يقول"ينحدر عني السيل ولايرقى الي الطير" فلايرقى اليه احد والسيل ينحدر عنه، بعض العلماء وشراح نهج البلاغة يقول كناية عن العلوم والفيوضات الالهية التي تفاض على امير المؤمنين وتنحدر عنه كالسيل الى بقية الناس وطبعاً هناك كلام لبعض العلماء في هذه الجملة الكريمة وهي جملة بليغة جداً يرى من خلالها انهم هم الواسطة في الفيض صلوات الله وسلامه عليهم.

*******


أما الان فندعوكم أيها الاعزاء الى حكاية هذه الحلقة وعنوانها هو:

لا أستطيع البوح


من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، حكاية العبد المؤمن الأخ الطهراني، وهي حكاية مؤثرة كانت سبباً لتحول ناقلها الى الخدمة في مسجد صاحب الزمان – عليه السَّلام، في قرية جمكران قرب مدينة قم المقدسة… وهذه الخدمة قد استمرت حدود الثلاثين سنة كما سنرى لاحقاً. ناقل الحكاية هو العبد الصالح الحاج ولي الله الشيرازي، المقيم في مدينة طهران وكانت سُنَّةُ هذا الحاج المجيء من طهران الى مسجد صاحب الزمان – عليه السَّلام – في جمكران كل ليلة أربعاء لكي يخدم زائري المسجد. وقد حدث مؤلف كتاب ( عشاق الامام المهدي عليه السَّلام ) عن سبب مداومته على هذه الخدمة مبيناً أن السبب يرجع الى الحكاية التالية التي عايشها بنفسه، وملخصها: يرجع تاريخ هذه الحكاية الى حدود سنة ثمانٍ وثمانين بعد الثلاثمائة والف للهجرة النبوية … يرويها الحاج ولي الله الشيرازي، قائلاً: في احد الايام جائني السيد جواد – وهو موظف يسكن العاصمة طهران – كان الاضطراب بادياً عليه بوضوح وقال لي بلهجة ممزوجة بالقلق والأذى: لقد تبين أني مصاب بمرضي النقرس والسياتيك… وقد أجمع الأطباء على ان من الضروري قطع أصابع قدمي. آذاني كثيراً ما سمعت منه وغرقت في التفكير بحثاً عن وسيلة لنجاته من هذا الهم، فتذكرت أنني عندما كنت صغيراً كانت جدتي تصحبني الى مسجدٍ يقع خارج مدينة قم كانت تقول عنه: ان هذا المسجد مقدس للغاية يغيث فيه امام العصر – عليه السَّلام ـ من يؤمه من المرضى وأصحاب الحاجات المهمة. أخبرت السيد جواد الطهراني بذلك، وقلت له: اذا زرت هذا المسجد شملك الله بلطفه ببركة امام العصر …فوافق السيد وطلب مني أن ارافقه فوافقت وكانت تلك زيارتي الاولى لمسجد صاحب الزمان في جمكران بعد مرحلة الصبا.

*******


وتابع العبد الصالح الحاج ولي الله الشيرازي حيث قال: عندما وصلنا المسجد كان الألم قد اشتد في قدمي السيد جواد، بحيث كان يتكأ على كتفي ويمشي بصعوبة… قلت له: انك لا تستطيع دخول المسجد بهذه الحالة فأضطجع هنا وأنا أذهب الى المسجد وأصلي صلاته ثم أعودك. كان ذلك في أحد أيام الصيف والهواء حاراً فجعلته يضطجع على رمل كان بالقرب من المسجد قبل توسعته، وقد اضطر الى تناول المسكنات التي كتبها له الاطباء للتخفيف من آلامه… ثم ذهبت وتوضأت ودخلت المسجد وصليت فيه صلاة تحية المسجد وصلاة صاحب الزمان ـ عليه السَّلام ـ المأثورة، وبعد الفراغ منها ذهبت الى السيد جواد لتفقد حاله … وجدته نائماً فأيقظته وقلت له: ألا تحتاج لشيء؟ فطلب شيئاً من البطيخ …فذهبت وجئته بما طلب في وقت كان ألمه لازال شديداً … ثم نام مرةً اخرى بتأثير المسكنات فعدت الى المسجد وبقيت فيه الى اذان الفجر … وبعد أن أقمت صلاة الصبح عدت اليه مرة اخرى لكي أوقظه فوجدته مستيقظاً وقد أقام صلاة الفجر فسألته: كيف حالك ؟ ابتسم السيد وقال : لا بأس علي، قلت: وكيف حال قدميك؟ قال: الحمد لله برأت؟! لم أصدق ماقاله فأقسم بالله أنه عوفي، ثم قام يمشي على رجليه بنشاط ودموع السرور والشوق تنحدر على خديه… طلبت أن يخبرني بما جرى لكنه كتم ما شاهده وقال: لا أستطيع البوح بشيء، ويكفي أن تعلم أن مولاي امام العصر روحي فداه – قد شملني بلطفه فعافاني الله! لقد رأيت هذه الكرامة بعيني وبها عرفت منزلة وقدسية هذا المسجد فقررت المجئ كل ليلة أربعاء اليه والى آخر عمري!

*******


وها نحن نصل اخوتنا الى ختام حلقة أخرى من برنامج شمس خلف السحاب شكراً لكم على طيب المتابعة …تقبلوا خالص دعواتنا وفي امان الله.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة