البث المباشر

"أغث رعاك الله من ناصر" ابيات للسيد صالح الحلي في المهدي/تعريف بكتاب الامامة والتبصرة من الحيرة/حوار مع الشيخ باقر الصادقي/دعوة مهدوية مباركة لوالد الشيخ الصدوق

الإثنين 18 فبراير 2019 - 13:50 بتوقيت طهران

(الحلقة:125)

موضوع البرنامج:
"أغث رعاك الله من ناصر" ابيات للسيد صالح الحلي في المهدي(عج)
تعريف بكتاب الامامة والتبصرة من الحيرة
حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول الخليفة بعد المهدي(عج) وحدة حكم الدول المهدوية
دعوة مهدوية مباركة لوالد الشيخ الصدوق

******

يا مدرك الثار البدار البدار

شن على حرب عداك المغار

وأت بها شعواء مرهوبةً

تعقد ليلاً فوقها من غبار

يا قمر التم اما آن أن

تغير اعداءك فالصبر غار

يا صاحب العصر اترضى رحى

عصارة الخمر علينا تداره

المسلم الحق لا يقتل والصغار

قد ذهب العدل وركن الهدى

قد هد والجور على الدين جار

انصر رعاك الله من ناصر

رعية ضاقت عليها القفار

فهاك قلبها قلوب الورى

أذابها الوجد من الانتظار

متى تسل البيض من غمدها

وتشرع السمر وتحمي الذمار

في فتية لها التقى شيمة

ويالثارات الحسين الشعار

*******


الحمد لله جميل الصنع حسن التدبير ذي الأناة الذي لا يعجل، والصلاة والسلام على حججه على عباده وامنائه في بلاده محمد وآله الطاهرين لا سيما منير الحق وناشر العدل والصدق خاتم الاوصياء الأمل المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله فرجه ورزقنا صدق محبته والشهادة‌ بين يديه.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج، نلتقيكم فيها مع ثلاث فقرات اساسية الاولى وقفة مع احد اهم الكتب المؤلفة في عصر الغيبة الصغرى بشأن امامة مولانا المهدي ارواحنا فداه وغيبته.
والثانية هي اجابات ضيف البرنامج عن مدة حكم الامام المهدي بعد ظهوره (عجل الله فرجه) وطول امد الدولة الالهية بعده.
اما الفقرة الثالثة فهي رواية تشتمل على دلالة من دلائل الامامة واستجابة لدعوة مهدوية مباركة بشأن بعض خيار مواليه (عليه السلام).
اعزاءنا المستمعين، الأبيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة هي للشاعر المجاهد السيد صالح الحلي (رحمه الله) وهو من ثوار الثورة العراقية الكبرى المعروفة بثورة العشرين، وله كثير من القصائد الولائية‌ الموثرة والخطابات الوجدانيه لامامه المهدي (سلام الله عليه) منها الأبيات المتقدمة.
ومع تجديدنا الترجيب بتواصلكم الطيب معنا نخصص شطراً مهما من هذا اللقاء للتعريف بأحد الكتب المهمة في قضية الامام المهدي التي تعين القاريء على تقوية الاسس السليمة للاعتقاد بأمام زمانه (عجل الله فرجه)، وهذا ما نستعرضه في الفقرة‌ التالية وعنوانها هو:

الامامة والتبصرة من الحيرة


من الأصول المهمة المؤلفة في قضية الامام المهدي )عجل الله فرجه) هو كتاب «الامامة والتبصرة من الحيرة» من مصنفات الفقيه المحدث ابي الحسن علي بن الحسين بن بابوية القمي من مشائخ علماء الامامية في عصر الغيبة الصغرى.
يعد هذا الكتاب نموذجاً للجهود التي بذلها اصحاب الامام الحسن العسكري (سلام الله عليه) لمعالجة الآثار الناتجة من ظاهرة الغيبة وتعسر اتصال المؤمنين المباشر بأمام زمانهم كما اعتادوا على ذلك في زمن آبائه (عليهم السلام)، فمن المعروف ان امامة الحجة بن الحسن العسكري بدأت بعد وفاة ابيه (عليها السلام) بحالة الغيبة والاتصال غير المباشر به عن طريق السفراء.
لقد اوجدت ظاهرة الغيبة هذه في بداية ‌الأمر حالة من الحيرة والتردد فيما يرتبط بأمر الامامة واستمرارها خاصة مع صعوبة الأوضاع السياسية يومذاك وشدة ملاحقة السلطات العباسية للامام المهدي (ارواحنا فداه)، الامر الذي جعل التصريح بأي امر يرتبط به من المحرمات ولذلك نهت الأحاديث الشريفة من قبل عن التصريح بأسمه (عليه السلام) وكونه ابن العسكري (عليهما السلام) وقد خصص بعض الفقهاء هذا النهي بهذه الفترة بالذات اي عصر الغيبة الصغرى.
من هنا كان الامر يتطلب تقوية الأسس العقائدية التي تقوم عليها عقيدة الامامة لكي تعالج بها حالة الحيرة الناتجة من الغيبة وتعسر الاتصال المباشر بالامام وصعوبة الحصول على اخباره، وهذا ما سعى له كتاب (الامامة والتبصرة من الحيرة).
قال الشيخ ابو الحسن في مقدمة كتابه وهو يبين سبب تأليفه لكتابه: اني لما بذلت فيما اخلدت من الكتب وسعي... وعلمت ان الامامة حال بها تدرك حدود الصلاة وشرائع الصوم ومعاني الزكاه ومناسك الحج، ورأيتها اجل عروة ‌محكمة واوثق سبيل منهجة، ورأيت كثيراً ممن صح عقده وثبتت على دين الله وطاته وظهرت في الله خشيته، قد احادته الغيبة، وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة فجمعت اخباراً تكشف الحيرة وتجسم النعمة وتنبيء عن العدد وتؤنس من وحشة طول الأمد.
وبناءً على هذا فقد الف مصنف كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة رضوان الله عليه، كتابه القيم هذا ضمن ابواباً مرتبةً بدقة بأتجاه تحقيق الهدف المطلوب وهو تقوية الأسس القويمة التي تقوم عليها عقيدة الامامة ووجود الامام حتى في غيبته.
فخصص الباب الأول للأحاديث الشريفة المصرحة بآستمرار نظام الوحية والأوصياء من لدن عهد آدم (عليه السلام) والى عهد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وعليهم جميعاً واستمرار نظام الأوصياء بعده الى يوم القيامة، وهذه الاحاديث هي احد الاسس العقائديه لضرورة وجود وصي لختام الانبياء في كل زمان الى يوم القيامة.
اما الباب الثاني فقد خصص للأحاديث الشريفة المصرحة بأن الارض لا تخلو في اي زمن من حجة لله على خلقه والى يوم القيامة اما ظاهراً مشهوراً او غائباً مستوراً، اعقبه الباب الثالث وجمع فيه (رحمه الله) طائفة من الاحاديث المصرحة بان الامامة عهد من الله عزوجل فلابد ان يكون الحجة الامام منصوباً لها من قبله تبارك وتعالى، فيما جمع في الباب الرابع الاحاديث المصرحة بان الله عزوجل جعل الامامة في آل محمد بعده صلى الله عليه وآله.
ثم خصص رضوان الله عليه الأبواب الخامس الى‌ السابع عشر لأثبات استمرار الامامة في علي والحسن والحسين والائمة من ذرية الحسين عليهم السلام وابطال القول بأمامة اسماعيل بن الامام الصادق (عليه السلام) واثبات بطلان فرق الواقفية وبيان اسباب ظهورها.
الابواب من الثامن عشر الى الثالث والعشرين خصصها مولف هذا الكتاب ايها الاخوة والأخوات للاحاديث المصرحة بأن من مات ولم يعرف امام زمانه فقد مات ميتةً جاهليةً والتي تثبت ضرورة وجود امام في كل زمان تكون معرفته منقذة من ميتة الجاهلية ولزوم ان يكون هذا الامام منصوباً من الله عزوجل ووجوب معرفته ومعرفة خليفته عند وفاته وحرمة انكار اي من الائمة ثم احاديث غيبة خاتم الائمة وطولها ووجوب انتظار الفرج وما يرتبط بعصر الغيبة.
مستمعينا الافاضل اشتمل كتاب (الامامة والتبصرة من الحيرة) على صغر حجمه على جملة من الفوائد المعرفية القيمة لعل الله يوفقنا الى الاشارة الى بعضها في الحلقة المقبلة بأذنه عزوجل، اما في هذه الحلقة فننقل لكم رواية ترتبط بمؤلفه الشيخ الجليل ابي الحسن فيها كرامة لمولانا بقية الله المهدي ارواحنا فداه واستجابة دعائه بحق هذا العبد الصالح. ولكن بعد الاستماع لاجابات ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي على بعض اسئلتكم في هذا الاتصال الهاتفي التي اجراه زميلنا مع سماحته.

*******

المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وصلت البرنامج سؤالان في الواقع من الاخ خليل آل خميس من القطيف، السؤال الاول منه يسأل عن الخليفة من بعد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بعدما تتكون دولة المهدي وتملأ الارض قسطاً وعدلاً من الخليفة من بعده وهل ستطول الدولة التي تأتي من بعد الامام المهدي(عج)؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة ان دولة الامام حسب الروايات انها تتراوح بين سبع الى تسع سنوات هناك تفسير ان كل سنة تعادل عشر سنوات تقريباً وبعد امام الامام المهدي روحي فداه هناك قول بحكومة الائمة بالرجعة رجعة الائمة انه يرجع الامام الحسين(ع) هذا ما هو وارد في بعض الروايات والنصوص ولكن يستشف من الزيارات كذلك من بعض نصوص الزيارات انه ما يمنع ذلك ان يكون من ذريته من ابناءه عليه السلام كما انه تشير بعض الزيارات او بعض الادعية في ذلك حتى المؤمن في طلب من الله عز وجل ممن يؤهل الى هذا المقام من خلال الدعاء لكن من ناحية الرجعة انه اول من يرجع هو الامام الحسين الذي هو بعد الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف.
المحاور: بالنسبة لطول المدة هنالك مجموعة من الروايات ترتبط بان كل اهل بيت حكموا قبله ما مضمون الروايات قبلهم نحكم ضعفيهم يعني مدة دولة اهل البيت عليهم السلام؟ الاخ يسأل هل ستطول المدة التي تأتي من بعد الامام المهدي سلام الله عليه؟
الشيخ باقر الصادقي: في التفصيلات لا يوجد الشكل الاجمالي الايام التي يعيشها الناس في زمن الامام بلا شك تختلف عن الايام التي تسبق ظهور الامام من ناحية البركة والعدل وفي كل الامور فلذلك السنة تعادل عشر سنين تقريباً في هذا المعنى.
المحاور: لذلك ورد انه يحكم سبع سنين وسبعين سنة وكل سنة تعادل عشر سنوات؟ بالنسبة للروايات التي اشرت اليها من حديث الامام الباقر سلام الله عليه ما من اهل بيت حكموا يوماً الا نحكم مثله يومين الا يستفاد من ذلك خاصة ما ورد في بعض الاحاديث بانه مدة حكم المدارس المختلفة من آدم الى ظهور صاحب الزمان سلام الله عليه عشرين الف سنة ومدة دولة اهل البيت ثمانين الف سنة ما المضمون بان المدة تكون طويلة جداً؟
الشيخ باقر الصادقي: هذا ليس بعيد بحيث الله عز وجل يظهر عدله للناس وبركاته باهل البيت والرفاه فهذا ليس بعيد، وخصوصاً هذا النص الوارد عن الامام الباقر ما معناه انه فعلاً ضعف ما حكموا وكل ذلك لاجل اظهار العدل الالهي والرحمة الالهية على يد الائمة سلام الله عليهم.

*******

شكراً لكم احباءنا على حسن متابعتكم البرنامج (شمس خلف السحاب) في حلقته هذه، وها نحن نصل الى فقرتها الختامية وفيها ننقل لكم ما وعدناكم به قبل الاتصال الهاتفي المتقدم، وهي رواية فوز الشيخ الاجل ابي الحسن علي بن الحسين مولف كتاب (الامامة والتبصرة من الحيرة) بدعاء امام زمانه وظهور كرامة مهدوية له، فكونوا معنا وهذه الفقرة التي تحمل عنوان:

دعوة مهدوية مباركة

روي في كثير من الكتب الرجالية المعتمدة ان الشيخ ابا الحسن علي بن الحسين بن بابوية قدم الى العراق في عهد سفارة السفير الثالث ابي القاسم الحسين بن روح (رضوان الله عليه) وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد الشيخ الجليل ابي جعفر محمد بن علي الاسود ليسأله ان يوصل رسالة الى صاحب الامر (عليه السلام) يسأله فيها ان يدعوا الله بأن يرزقه ولداً.
ولم يكن الشيخ قد رزق ذرية الى ذلك الحين، فكتب الامام المهدي (ارواحنا فداه) في جواب رسالته وطلبه قائلاً: قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين خيرين فقيهين.
وهذا ما تحقق بالفعل وولد للشيخ ابي الحسن ولداه ابو جعفر محمد بن علي الملقب بالشيخ الصدوق صاحب الكثير من المؤلفات القيمة واخوه الفقيه ابو عبد الله علي، وكان الشيخ الصدوق يفتخر بذلك ويقول: انا ولدت بدعوة صاحب الامر!
والى هنا مستمعينا الاكارم ينتهي الوقت المخصص لهذه الحلقة نختمها بخالص الدعاء لنا ولكم بأن يجعلنا الله من خيار شيعة مولانا المهدي وانصاره ويعجل فرجه انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة