البث المباشر

الميرزا حسين النوري الطبرسي

السبت 16 فبراير 2019 - 12:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 335

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الذين صدقوا بما عاهدوا الله عليه، صدقوا بما عاهدوا الله واهل البيت عليه الميرزا حسين النوري الطبرسي طاب ثراه وهو من مواليد طبرستان عام 1254هـ وهو امام ائمة الحديث والرجال في الاعصار المتأخرة ومن اعاظم علماء الشيعة وكبار رجال الاسلام في القرن الثالث عشر الهجري وقال عنه المرحوم الشيخ آقا بزرك الطهراني قال حينما ترجمته لقد ارتعش القلم بيدي عندما كتبت هذا الاسم واستوقفني الفكر عندما رأيت نفسي عازماً على ترجمة استاذي النوري، المرحوم الميرزا حسين النوري تربى في حجر والده الحجة الكبير وله من العمر ثمان سنين ثم تدرج في طلب المعرفة حتى انتقل الى طهران ثم ارتحل الى النجف الاشرف وهو ابن عشرين عاماً لينتهل العلم من حاضرة العالم الاسلامي بجوار مولى الموالي امير المؤمنين(ع) ثم سافر الى الحج وانتقل بين ايران والعراق في عدة مرات وكان يعرف بعبقريته الفذة وملكاته الكبيرة حتى فرض لشخصه الخلود على مر العصور وعرف بتأثره لمصائب اهل البيت فكان اينما يسكن يعقد مجلساً اسبوعياً يوم الجمعة وهذه الظاهرة استمرت حتى السنين المتأخرة الى الثمانينات او قبلها كانت بيوت المراجع لا تخلو من هذه الحالة لعل منشأ هذه العادة كان هو من الميرزا حسين النوري تغمده الله برحمته كان يقيم مجلس العزاء في بيته حتى عندما كان في سامراء كما عرف بالنظم واحترام الوقت والاستفادة منه وكان لاينام الا متطهراً ولا ينام من الليل الا قليلاً وكان في النجف الاشرف او اثناء اقامته بسامراء يستيقظ قبل الفجر بساعتين فيخرج الى الحرم ويبقى يصلي النوافل عند باب الحرم حتى يفتح باب الحرم وكان احياناً يشارك سادن الروضة في ايقاد الشموع والمصابيح وله العديد من المؤلفات لكن اشهرها هي موسوعته مستدرك الوسائل وبسبب تأليفه لهذه الموسوعة ‌قاطع الناس الا للضرورة وبسبب اهتمامه بمواصلة تأليف هذه الموسوعة ومن سننه الحسنة انه احيا موضوع زيارة ‌الحسين مشياً على الاقدام فقد كادت هذه السنة ان تنقرض بسبب مصاعب الطريق ووحشته كونه صحراوي ثم مايسببه الاعداء‌ من مزاحمات وايذاء لكن المرحوم الميرزا حسين النوري دعا الطلبة وفضلاء الحوزة في النجف الى احياء ذلك وكان هو في مطلع المشاة وكان يزور الحسين في عدة مرات في السنة ماشياً واستمر حتى آخر حياته رغم ضعف بدنه فكان يقطع الطريق بين كربلاء والنجف بثلاث ليالي، ليلة يبيت في خان المصلى وليلة في خان النص خان الحماد والليلة الثالثة في خان النخيلة حتى اصبحت سنة الزيارة سيرة متداولة. 
ان موسوعته العلمية مستدرك الوسائل وهي مواصلة لمشروع وسائل الشيعة للمرحوم الحر العاملي المتوفي عام 1104 هـ وهي تكملة لتلك وفي هذا نظم المرحوم الشيخ عباس آل كاشف الغطاء قائلاً:

وسائل الحر اعييت من يباريها

لله اقلامه قد جلّ باريها

حتى بدا الكوكب النوري متضحاً

فأبصر الطرف منه ما يساويها

مستدركاً لنصوص غاب اكثرها

عن الوسائل تزهو بأسم راويها

فلو رأى الحر ما استدركته لزها

وقال احسنت قد تمت مبانيها

اخرجت للناس اخباراً موثقة

اسندتها لرواة صرحت فيها

عن النبي عن الآل الكرام معاً

عن جبرئيل عن الرحمن ترويها

استدرك الميرزا النوري رحمه الله مافات عن الوسائل من المصادر بسبب اطلاعه الواسع والاستاذ الميرزا النوري هو من ابرز تلاميذ الشيخ مرتضى الانصاري مجدد مدرسة الاصول والحديث طويل ولكن مراقب البرنامج اومأ الى بنفاد الوقت اما وفاة الميرزا حسين النوري رحمه الله توفي في طريق احياءه هذه السنة ‌كما ذكرت وهنا انوه ان اول من حث الطلب على زيارة الحسين هو المرحوم العلامة الحلي الذي ابتكر تعطيل يوم الخميس ليتجه الطلبة فيه الى‌ زيارة الحسين كون الزيارة تشكل وقوداً تهذيبياً للطلبة وتبعث عندهم روح الحماس والمثابرة والغيرة على الدين اما زيارة الحسين مشياً على الاقدام فلا نعلم بالضبط من سنها غير ان المرحوم الشيخ الانصاري زار الحسين ماشياً لمرة او اكثر الا ان هذا المشروع تضاءل بسبب الصعوبات وربما انقرض ولكن الذي احياه من جديد هو الميرزا حسين النوري رحمه الله ولم يكتفي بالسنة مرة ‌وانما عدة مرات محرضاً الطلاب والفضلاء على ذلك حتى روي ان احد المؤمنين رآه في المنام وهو يعيش في ازهار عالية مسروراً واعتقد ان ذلك بسبب تأليفاته او موسوعة المستدرك ولكن لما سأله اجابه بأن هذا من آثار احياء مشروع زيارة الحسين مشياً. انه توفي في هذا المسار حيث انه رحمه الله زار الحسين ماشياً في زيارة عرفة عام 1319 هـ وكانت تلك السنة سنة الحج الاكبر حيث صادف عيد الاضحى بيوم الجمعة كما صادف ذلك يوم النوروز ايضاً ففي تلك السنة زار الميرزا النوري الحسين مشياً على الاقدام كما عاد ولكن لما عاد من كربلاء ماشياً بدا عليه المرض حيث لازمه لفترة طويلة بسبب تسممه عن طريق طعام غير سليم ولبى نداء ربه في السابع والعشرين من جمادي الثاني عام 1320 هجرية وكان لوفاته صدمة كبيرة في النجف الاشرف في عالم العلم والجهاد وشيع تشييعاً مهيباً ودفن في الصحن الحيدري في الحجرة الثالثة من جهة يمين باب القبلة وفي هذه المقبرة قبر تلميذه المرحوم الشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان والمؤلفات الاخرى فقد توفي بعد انهاءه موسوعته الفقهية المستدرك بقليل وكان هذا يشكل احدى طموحاته وفي وفاته رثاه الكثير من الادباء ومنهم الملا محمد التوستري بقوله:

مضى الحسين الذي تجسد منه

نور علوم من عالم الذر

اوصافه عطرت منا مشاعرنا

منهن تاريخه شذى العطر

للمرحوم الميرزا حسين النوري كرامة ملفتة للنظر وقد ذكرها المرحوم اقا بزرك الطهراني قال حدثني العالم الثقة السيد محمد الكاشاني قال نزلت في سرداب مقبرة الميرزا النوري من اجل دفن احدى محارمي وكان القبر مجاوراً لقبر الميرزا النوري فرأيت جسده طرياً على حالته كأنه دفن قبل ساعات وكان ذلك بعد مرور سبع سنين على وفاته والكفن كان حالته وهذا طبعاً جزاء من الله لاولياءه في الدنيا قبل الآخرة. نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة