البث المباشر

هل سيستخدم بوتين السلاح النووي في أوكرانيا؟

الإثنين 10 أكتوبر 2022 - 21:32 بتوقيت طهران
هل سيستخدم بوتين السلاح النووي في أوكرانيا؟

“ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمزح عندما يتحدث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيماوية، لأنه يمكن القول إن أداء جيشه متراجع بشكل ملحوظ”، هذا الكلام الخطير هو للرئيس الامريكي جو بايدن،

فالرجل يتحدث عن احتمال استخدام أخطر سلاح كارثي صنعه الانسان في تاريخه وهو السلاح النووي، بهذه البساطة، التي أثارت حالة من الرعب بين شعوب العالم وخاصة شعوب القارة الاوروبية.

مجرد افتراض بايدن أن بوتين قد يلجأ الى السلاح النووي، يعني أن الغرب ماض في استفزاز بوتين حتى النهاية، والنهاية التي نقصدها هي ألا يجد بوتين من خيار آخر أمام هذا الاستفزاز لأمن روسيا القومي ووحدة أراضيها الا السلاح النووي.

كان واضحا منذ البداية أن الغرب يسعى من خلال استغلال شخصية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رفع منسوب هذا الاستفزاز، عبر تكراره، أي زيلينسكي، غير المسؤول لمطلبه بضم اوكرانيا الى حلف الناتو، وهو استفزاز يرى فيه الغرب وسيلة ناجعة لاستنزاف روسيا وبالتالي تقسيمها واخرجها من الصراع مع الغرب وبشكل نهائي.

تزامن حديث بايدن مع توالي الاخبار عن ارسال روسيا قطار يحمل سلاحا نوويا الى الحدود مع اوكرانيا، وكذلك مع اخبار رفع جهوزية الغواصات النووية الروسية في بحر البلطيق والبحر الاسود، وكأن الحرب النووية باتت على الابواب.

امام هذه المواقف والاخبار والتطورات الميدانية في الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا، بات من الصعب جدا وضع سيناريوهات محتملة لما ستؤول  اليه الحرب ، مع وجود هذا التناقض الصارخ في مواقف جميع الاطراف ، وفي ظل عدم وجود ارادة دولية حقيقة لوقف هذه الحرب التي تهدد ليس فقط اوروبا بل العالم اجمع، اذا ما تدحرجت نحو ترسانات الاسلحة النووية.

هناك من يرى ان الرئيس الروسي بوتين لن يوقف الحرب دون تحقيق اهدافه المتمثلة في ضم الاراضي التي يسكنها اغلبية روسية الى بلاده، ومنع الغرب من ضم اوكرانيا الى حلف الناتو، فوقف الحرب دون تحقيق هذين الهدفين يعني استسلام روسيا وخسارتها الحرب وخروجها بالتالي من  نادي القوى العظمى.

في المقابل لا يمكن ان تتوقف الحرب في المقابل بينما تخسر اوكرانيا ربع اراضيها وتعجز عن الانضمام الى الناتو، فهذا يعني خسارة اوكرانيا الحرب وهزيمتها امام روسيا، وهو ما يعني هزيمة الناتو، وهو امر لا يقبل الغرب به ابدا.

هناك وجهة نظر تستحق الوقوف امامها ، يقول بها بعض الخبراء عند حديثهم عن سيناريوهات الحرب ، وتقول ان الغرب الذي لا يرغب بالتورط بالحرب بشكل مباشر لانه يعلم انها ستكون نووية، وستكلفه وجوده، لذلك ، بدا يفكر بخطة جهنمية تتلخص في استفزاز روسيا عبر دفعها لاستخدام سلاح نوي تكتيكي في اوكرانيا، وعندها ستظهر روسيا على انها عجزت عن الحاق الهزيمة بدولة غير نووية عبر استخدام السلاح التقليدي، وعندها ستعتبر منهزمة، لاستخدامها سلاحا نوويا ضد بلد لايملك هذا السلاح، وبذلك سيحرم الغرب روسيا من ان تخرج منتصرة في الحرب، كما ستتجنب اوروبا بالتالي مخاطر وقوع حرب نووية شاملة.

من الصعب جدا القبول بوجهة النظر هذه، فالرئيس الروسي بوتين يعلم ان من الصعب التكهن بنتائج استخدام السلاح النووي، والذي قد يخرج الحرب عن السيطرة، هذا اولا، ثانيا  ان روسيا لن ترى في اوكرانيا خصما قويا يحتاج لسلاح نووي من اجل هزيمته، فمثل هذ السلاح لن تستخدمه روسيا إلا إذا تدخل حلف الناتو بالحرب بشكل مباشر، وهو امر لن يجازف الغرب على القيام به، فهو يعني تدمير اوروبا عن بكرة ابيها.

اغلب الخبراء يميلون الى الاعتقاد، رغم كل ما يثار عن احتمال وقوع حرب نووية، الى ان الغرب سيكتفي فقط بتزويد اوكرانيا بالاسلحة التقليدية المتطورة، مع تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وفي المقابل، كل تهديدات بوتين باستخدام السلاح النووي، هدفها الضغط على الغرب للقبول بضم ربع الاراضي الاوكرانية الى روسيا، لمعرفة الجميع ان استخدام السلاح النووي، من اي طرف، يعني انتحارا جماعيا.

*نجم الدين نجيب - شفقنا

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة