البث المباشر

"ماكو".. مدينة التاريخ والتعايش

الأحد 31 أكتوبر 2021 - 11:10 بتوقيت طهران
"ماكو".. مدينة التاريخ والتعايش

في أقصى شمال غرب محافظة أذربيجان الغربية تقع مدينة تحتضنها الأحجار والتاريخ العريق الذي يفوح منه عبق الأصالة التاريخية والثقافية، وهي على الحدود الايرانية الأذربيجانية حيث يحدها من الشرق نهر أراس ومن الغرب مدينة بازركان، ويتوسط المدينة نهر زنجمار.

يتكلم سكان المدينة باللغات الكردية والتركية وكانت المدينة تحتضن الزرادشتية قبل دخول الإسلام حيث كانت تدعى المدينة "مغ كوي". كما أن المدينة باللغة الأرمنية تعني المرعى.

وتستقبل المدينة التاريخية آلاف المسيحيين لزيارة كنيسة أثرية تدعى "مريم المقدسة زور زور" والتي هي على لائحة يونسكو للتراث العالمي.

يعود بناء الكنيسة إلى ما بين القرن التاسع الميلادي إلى القرن الرابع عشر، وهي على شكل صليب تعلوها قبة مضلعة مسقفة بسقف مخروطي الشكل. في عامي 1987-1988 قامت الحكومة الإيرانية بالإتفاق مع الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية بنقل الكنيسة من مكانها الأصلي إلى مكان جديد يبعد 600م لتجنيب الكنيسة الغرق بعد أن تقرر بناء سد على نهر زنجمار.

وتم في الآونة الاخيرة اكتشاف آثار مدينة تاريخية يعود عهدها الى الالفية الاولى قبل الميلاد، كانت عائدة لفترة حكومة (اورارتويي)، وذلك في مدينة ماكو بمحافظة اذربايجان الغربية، وموقع الاكتشاف يسمى (بام فرهاد) أو سطح أو مرتفع فرهاد، على المرتفعات المجاورة لقرية سنكر على بعد 7 كيلومترات شمال ماكو.

وتوجد اسفل مدينة اروارتويي مقبرة صخرية تسمى (دخمة سنكي)- وهو مبنى دائري كان مقبرة للزرادشتيين.

وهذه المقبرة تضم غرفا نحتت في الجبل وداخل صخرة كبيرة الحجم، تتصل بالجبل عبر مدرجات صخرية. والعجيب ان الجدران الصخرية للمقبرة ناعمة الملمس ومصقولة، وهذا ما لا يمكن فعله الا بصعوبة بالغة في ايامنا الحالية. وقد ادرج هذا الاثر التاريخي في قائمة الآثار الوطنية في العام 1948م.

يذكر ان الجانب الشرقي للمدينة عبارة عن منطقة دينية، حيث يوجد معبد صخري يعود للاله (خالدي) – (اله الحرب لدى الاورارتويين). وفي المرتفعات على الاطراف توجد مساكن وبيوت، وفي غرب المدينة توجد تأسيسات عامة. كما تم اكتشاف الجدار حول المدينة ومعبد صخري آخر في موقع يسمى (كور اوغلي قلعة سي.

وطبقاً للدراسات التي اجريت، تبلغ مساحة المدينة عندما كانت مأهولة بالسكان نحو 20 هكتارا، وكان اهاليها يحصلون على الماء من نهر "سنكر أو زنجمار" الذي يمر من وسطها.

الدخول الى المقبرة الدائرية يتم من نهاية مدرج من 30 درجة نحتت على الصخر والمدخل له سقف صخري على شكل طاق. وتوجد في المقبرة 3 غرف متصلة ببعضها. ولا تحتوي هذه الغرف على اي زخارف عدا فتحة صغيرة في احداها

وبسب اضرام النيران داخل هذه المقبرة اصبحت جدرانها سوداء، وتبقى مظلمة تماماً حتى لو استعملت المصابيح فيها.

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة