ينصح الأطباء بممارسة الرياضة مدة 30 دقيقة على الأقل يومياً، أو 150 دقيقة في الأسبوع؛ للحفاظ على الصحة، لكن 30 دقيقة تمثل 2% فقط من اليوم، بينما يقضي كثيرون معظم الوقت الباقي جالسين.
وتؤكد الأبحاث أن الجلوس يضر الصحة من نواحٍ عديدة، حتى إن البعض يشير إلى أنه سيئ بالنسبة كما التدخين.
دراسة جديدة كشفت أن 30 دقيقة من التمارين اليومية لا تكفي للتغلب على المخاطر الصحية للجلوس لفترات طويلة، وكشفت أنه مع التوازن الصحيح للوقت بين التمرين والحركة، فقد يكون من الممكن مكافحة سلبيات الجلوس.
في هذه الدراسة التي نشرها موقع Science Alert، تم دمج البيانات من 6 دراسات مختلفة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والسويد، بالنظر إلى بيانات أكثر من 130 ألف بالغ.
ما مقدار الحركة التي نحتاجها يومياً؟
استخدمت كل دراسةٍ جهاز مراقبة النشاط البدني (مثل Fitbit) لقياس حركات الشخص ووقت الجلوس على مدار اليوم.
ثم تابعت كل دراسة المشاركين لمدة تتراوح بين 4 و14 عاماً؛ لتتبع ما إذا كان أي مشارك قد فارق الحياة.
وتبين بالفعل أن 30 دقيقة من التمارين اليومية تقلل من خطر الموت المبكر بنسبة تصل إلى 80% لأولئك الذين يقضون أقل من 7 ساعات في اليوم جالسين.
لكن في المقابل، لم يكن لها التأثير نفسه بالنسبة للأشخاص الذين يقضون ما بين 11 و12 ساعة في اليوم جالسين.
بمعنى آخر، يتطلب نمط الحياة الصحي أكثر من 30 دقيقة من التمارين إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً وأنت جالس.
"كوكتيل" من الحركة
بالنسبة لأولئك الذين يجلسون كثيراً، فإن 30 دقيقة من التمارين اليومية ستقلل فقط من خطر الموت المبكر بنسبة 30% إذا اقترنت بـ4 إلى 5 ساعات من الحركة الخفيفة يومياً (مثل التسوق أو الطهي أو العمل في الحديقة)، مقابل قضاء أقل من 11 مجموع ساعات الجلوس.
يمكن التفكير في هذا المزيج من النشاط الخفيف والتمارين الرياضية والجلوس على أنه "كوكتيل"، وعندما يتعلق الأمر بأسلوب حياة نشط، فهناك سبل مختلفة يمكن اختيارها للحصول على الفوائد نفسها.
على سبيل المثال، يمكن أن يمارس شخص واحدٌ الرياضة يومياً لمدة 30 دقيقة، ويتحرك طوال اليوم لمدة 6 ساعات تقريباً للقيام بأنشطة مثل الأعمال المنزلية أو المشي إلى العمل، ولكن يقضي نحو 10 ساعات يومياً جلوساً.
سيكون لديه خطر الموت نفسه مثل الشخص الذي يمارس 55 دقيقة يومياً، ويتحرك طوال اليوم لمدة 4 ساعات تقريباً، ويجلس لمدة 11 ساعة تقريباً.
بمعنى آخر، يمكن استخدام مجموعات مختلفة من التمارين والحركة لتعويض أضرار الجلوس.
الحركة التي نحتاجها يومياً
بالنسبة للكثيرين منا، تتطلب منا وظائفنا الجلوس لمدة 8 ساعات أو أكثر في اليوم. ولكن عندما نعود إلى المنزل، فإن ممارسة الرياضة لمدة ساعة إلى جانب الأنشطة الخفيفة لبضع ساعات في المساء (مثل الأعمال المنزلية أو أعمال الحديقة) تعود بفوائد صحية.
إذا كنت مقيماً في المنزل وعادةً ما تكون مشغولاً لدرجة عدم تمكُّنك من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فإن التنقل طوال اليوم أثناء القيام بالمهام الأساسية (مثل اللعب مع الأطفال أو توضيب البقالة) يعزز الصحة بطبيعة الحال.
وتوصلت الدراسة إلى أن 6 دقائق من النشاط الخفيف تعادل دقيقة واحدة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة. لذلك ستحتاج إلى القيام بثلاث ساعات من النشاط الخفيف لتحقيق نفس فائدة 30 دقيقة من التمرين المكثف.