ففي شهر رمضان تفوح من كل منزل سوري روائح الأطعمة التي تميز مائدة الشهر الرمضاني عن غيره من باقي الأشهر، فضلاً عن (لمة العيلة) التي تكتسب رونقاً خاصاً في هذا الشهر.
لمة العائلة
يرى السوريون في شهر رمضان فرصة سانحة للاجتماع وتبادل الزيارات فيما بينهم، ولا سيما في اليوم الأول منه عند كبير العائلة، وتجتمع كل العائلات في بيت الجد عادة في اليوم الأول منه، وتتعاون الإناث على تحضير طعام الإفطار المكون من أصناف عديدة، تجمع ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات، وتنتهي باجتماع كل الأفراد على المائدة، في عادة لم تتغير منذ عشرات السنين.
سكبة رمضان
ولسكبة رمضان نكهة خاصة عند السوريين، إذ تعمد العائلات السورية خلال الشهر على الإكثار من الطعام حتى وإن كانت العائلة صغيرة، لإرسال (سكبة) أي بعض من أطباق من الطعام إلى الجيران قبل موعد الإفطار، وتكون "السكبة" غالباً مؤلفة من طبق أو طبقين من الطعام المطهو، كالكبة أو المحاشي، ما يغني المائدة أكثر على عكس الأيام العادية.
المسحراتي
"يا نايم وحد الدايم" بهذه العبارة يفتتح المسحراتي دعوته للناس كي يستيقظوا ويحضّروا للسحور قبل أذان الفجر، قبل أن يبدأ بتلاوة أدعية ثم إنشاد أناشيد إسلامية، ولكل حي (مسحّر) معروف من قبل الأهالي، يجول في حاراتها لإيقاظ الناس، ويطرق على أبواب المنازل، وفي العيد يتم تخصيص مبلغ معين له من قبل الأهالي كمكافأة له على عمله.
المأكولات
مع قدوم شهر رمضان، تتغير الأطعمة التقليدية في الأسواق، إلى أطعمة ومأكولات رمضانية، إذ ينتشر بداية التمر، ثم تنتشر المشروبات كالعرق سوس والتمر هندي،والجلاب، إضافة إلى أنواع حلويات مفضلة لدى الناس كالقطايف، والمشبّك، لفائف قمر، المعروك، الناعم، النهش، أما على المائدة فيعد طبق الفتوش و التبولة أساسي بالنسبة لمعظم السوريين، إضافة إلى الشوربة والتي تكون في الغالب مكونة من العدس.
الحكواتي
الحكواتي أو الراوي أو القصّاص أو القاصّ، عادة شعبية تقليدية، وهو شخص امتهن سرد القصص، في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات، كان يحتشد حوله الناس قديماً، كان لا يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت.
فانوس رمضان
وهو أيضا واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين حتّى أن البعض قام بدراسة أكاديميّة لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصّوم ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت السورية الحديثة.