يستبق الشعب الايراني رأس السنة الجديدة التي تترافق مع اعياد النوروز "يوم جديد" المشهورة، بعادات وتقاليد عدة.
قبيل أيام من العيد، يبدأ الايرانيون بإعادة تنظيف منازلهم بكل ما فيها حتى الجدران والاراضي والثريات واجهزة الاضاءة والسجاد وغيرها واستبدال القديم من الاثاث بالجديد عند المقتدرين، ويشترون الثياب، معتبرين ذلك تجديداً لحياتهم كلها.
ويحضر الايرانيون سفرة تجلس العائلة مجتمعة حول سفرة واحدة، حيث يجلس الأب والأم على رأس هذه السفرة ويقرأون القرآن اضافة الى دعاء مخصص للسنة الجديدة وهو "يا مقلب القلوب والابصار، يا مدبر الليل والنهار، يا محول الحول والاحوال، حول حالنا الى احسن الحال" وتسمى السفرة، "هفت سين"، اي "السينات السبع" وهي عبارة عن سفرة تجمع فوقها سبعة مواد تبدأ جميعها بحرف السين اضافة الى القرآن، وتعتبر التقليد الاهم في العيد وكل من المعدات لها دليل وثقافة خلفها، وغالبا ما تكون هذه المواد على الشكل التالي:
1- "سنجد" وهو نوع من انواع البلح، والكلمة ترمز التدبير في العمل، ووجودها يعطي ايمانا بحسن التدبير في العام الجديد، وهو رمز للحكمة والاحترام
2- "سيب" أو التفاح، وهو رمز للصحة والسلامة والمحبة
3- "سبزه" أو العشب الاخضر، وهو رمز للفرح والسعادة وحسن الخلق، ويعطي الحيوية والخير، واللون الاخضر فيه مصدر للراحة والهدوء وانتعاش الفكر
4- "سمنو" وهو نوع من انواع الحلويات، ويرمز للصبر والمقاومة والعدالة بما ان طبخه يحتاج للصبر والجهد الوافر
5- "سير" أو الثوم، ويرمز الى احترام الذات وحدود الاخرين، ويلهم الانسان الحلم والقناعة والرضا والصحة والعقل السليم
6- "سركه" أو الخل، ويرمز للقبول بالواقع والرضا والتسليم بقضاء الله وقدره
7- "سماق" وهي نفسها تستعمل في العربية، ويرمز للصبر والتسامح وتحمل الاخرين
8- "سكه" أو العملة، وترمز للتوفيق والزيادة في الرزق
أما القرآن الكريم، فيرمز الى التوكل على الله تعالى، ويوضع في افضل مكان في السفرة وغالبًا ما يكون في الوسط والاعلى
كذلك يوضع على السفرة:
- مرآة : كرمز الى التنور، وتوضع في اعلى السفرة
- الماء: كرمز الى الخير والبركة ونقاء الحياة
- بيض ملون: كرمز الى الخير والبركة
- سمكة حمراء: كرمز لبرج الحوت وفيها دلالة على البركة والولادة والحياة والاستدامة
- شمعدان او مجموعة شموع: كرمز للتنور وطول العمر للعائلة
- ازهار وورود: كرمز للسعادة وتعدد المواليد
- الحلويات: كرمز لحلاوة كل ايام السنة الجديدة
- انواع مختلفة من المكسرات وقطعة صغيرة من الخبز وقليلا من الرز: كرمز للبركة
ويختلف تزيين السفرة بين عائلة لاخرى بحسب الاذواق والامكانيات المادية.
السبب في الاحتفال بعيد النوروز في إيران
يهتم الايرانيون بالزمان فاعتبار النوروز عيدا لانهم يعتبرونها فرصة الهية أتيحت لهم لتجديد الحياة، والإلتزام بالعبادة، والوصول إلي السعادة الأبدية ولذلك يببدؤون عامهم بالدعاء و قراءة القرآن والسبب الثاني هو اهتمامهم بالربيع، ويعتبرونه أمراً يذكّر بالمعاد ويوم القيامة.
وللسنة الهجرية الشمسية جذور توحيدية وروحانية، فقال الإمام الصادق عليه السلام في وصف النوروز: "ما مِن يَومِ نَيروزٍ إلّا ونَحنُ نَتَوَقَّعُ فيهِ الفَرَجَ".
كل عام و انتم بخير.