وفي كلمة القاها في المؤتمر الدولي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي ودور الجغرافيا السياسي للمناطق الحرة في تطوير العلاقات الإقليمية، عقد اليوم الثلاثاء في محافظة كيلان (شمال ايران)، اوضح اللواء صفوي، أن هيكل القوة في النظام الدولي الحالي يبدو أنه يمر بمرحلة انتقالية وانتقال في الأبعاد الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية والجيواستراتيجية، وقال: الآن، في العقد الثاني من القرن الحالي والقرن العشرين، يتحرك تدريجيا هيكل القوة في العالم وفقًا للنظام الجديد، نحو شقين "الشرق والغرب" في نظام القوة العالمي.
واكد اللواء صفوي إن تراجع القوة الاقتصادية والسياسية والثقافية الأميركية من داخل أراضي الولايات المتحدة أمر مؤكد، ولم تعد أميركا قوة عظمى عالمية بل قوة الى جانب القوى الناشئة والعالمية الأخرى.
واضاف: برز فشل الهيمنة الأميركية وتقلص فعالية الحظر وغيرها من الأدوات الاقتصادية والسياسية والإعلامية لممارسة أقصى قدر من الضغط على الدول المستقلة مثل ايران وروسيا والصين.
وتابع قائلا: ظهور قوى اقتصادية وسياسية وثقافية وأمنية جديدة على نطاق إقليمي وقاري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل اتفاقية التعاون الاقتصادي الإقليمي الشامل RCEP، التي استضافتها فيتنام هذا الأسبوع ، ووقع عليها زعماء دول الآسيان العشر مع الصين واليابان، وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند واستراليا ونيوزيلندا، مما يدل على أن أهم رسالة لهذه المنظمة الاقتصادية الجديدة هي أنها تضم مزيجًا متنوعًا من الاقتصادات من البلدان المتقدمة والنامية والأقل نموا، ويوضح كذلك أن ترامب قام في نوفمبر 2016 بالانسحاب من اتفاقية التجارة في المحيط الهادئ التي تضم أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، اليابان، المكسيك، نيوزيلندا، بيرو ، وسنغافورة.
واشار المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الى الاتجاهات العامة للاقتصاد العالمي، ولفت الى أهمية الوقود الأحفوري والنفط وأمن انتقاله.
واضاف: استمرار قيمة وأهمية الشحن العالمي ونقل الركاب عبر القارات والمناطق البحرية والسكك الحديدية والطرق في تقليل الوقت والتكاليف على طرق آمنة لا يمكن السيطرة عليها من قبل القراصنة، وأهمها النظام الأميركي وهيمنته البحرية على المياه الدولية.
ومضى قائلا: يعد ارتفاع عدد السكان والنزعة الاستهلاكية ، خاصة في آسيا وأفريقيا ، وانتشار عدم المساواة والظلم الاقتصادي بين الناس وبعض البلدان الأخرى اتجاهات رئيسية مهمة.
وفيما يتعلق بمكانة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والدور الجيوسياسي للمناطق الحرة في تطوير العلاقات الإقليمية، قال اللواء صفوي: ان رؤساء الدول والخبراء في الاقتصاد السياسي والجغرافيا السياسية والاستراتيجية الجيولوجية للدول الأعضاء من خلال التفاهم المتبادل حول استراتيجيات الدول المعادية والمتنافسة والحاجة إلى تبني استراتيجية اقتصادية وسياسية مصممة لتلبية الاحتياجات المشتركة، يمكنهم تحويل هذا الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى اتحاد شامل عابر للقارات بشبكات النقل الجيوسياسية والجيواستراتيجية والجيواقتصادية والسكك الحديدية والبحرية والبرية الواسعة والمتنوعة، ووجود مناطق حرة في البلدان الأعضاء فيه.
ووصف الموقع الجغرافي والجيوسياسي المتميز للجمهورية الإسلامية الايرانية بأنه فريد من نوعه في العالم، مضيفا: ايران باعتبارها حلقة وصل تربط الصين وكازاخستان وآسيا الوسطى والشرق الأوسط بالبحر المتوسط وأوروبا، يمكن أن يكون ممر النقل العابر (الترنزايت) بين إيران وروسيا الى أوروبا محورًا اقتصاديًا آخر.
واردف يقول: يمثل ممر العبور بين الشمال والجنوب وربط القدرات الجغرافية الاقتصادية للحوض الجيوسياسي لبحر قزوين بالخليج الفارسي وموانئ بحر عمان، وربط شبكة السكك الحديدية الوطنية الإيرانية بالمنطقة الحرة في تشابهار (جنوب شرق)، والتي ستكتمل بحلول العام المقبل، فرصًا أخرى لمنطقة أنزلي الحرة ومنطقة كاسبين الحرة (شمال ايران)، ودول اعضاء الاتحاد الاقتصادي الاوراسي.
واضاف اللواء صفوي: العلاقات الاقتصادية للمجال الجيوسياسي للقوقاز وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا والأناضول (تركيا) واتصالها بالبحر الأسود والبحر المتوسط وأوروبا في نقل امدادات الطاقة والسلع والسياح في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكن أن تكون فعالة وتمنع التوترات والصراعات التي تثيرها اميركا في بعض دول منطقة القوقاز.
واختتم قائلا: تتفاعل الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والقطاع الخاص ومناطقها الحرة مع منظمة شنغهاي للتعاون والاتحادات الإقليمية الأخرى مثل سارك SAARC في جنوب آسيا ومنظمة إكو ومنظمة RCEP المنشأة حديثًا، أو التعاون الاقتصادي الإقليمي الشامل مع تعداد السكان بمليارات الدولارات ومساحة تزيد عن أربعين مليون كيلومتر مربع من الموارد واحتياطيات المعادن والطاقة والتكنولوجيا والفضاء والأقمار الصناعية وقوة شبكات السكك الحديدية والنقل البحري والبري والقوة العسكرية وشبكات المعلومات، ولها علاقات ومجالات حضارية وثقافة شرقية، من شأنها أن تكون الهيكل الجديد للقوة الشرقية أو قوة عالمية آسيوية قائمة على الثقافة والاقتصاد والسكان في القرن الحادي والعشرين.