القرائن التي عززت احتمال وقوع سيناريو فريدمان في امريكا، كثيرة منها ما نقله موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مصادر مطلعة، كشفت عن أن ترامب قال لمقربين منه إنه سيعلن فوزه في الانتخابات على منافسه جو بايدن مساء الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر دون انتظار نتائج التصويت.

ترامب كان قد مهد لهذا السيناريو كثيرا عندما اعتبر نتائج الانتخابات ستكون مزورة حتما في حال لم يفز بها!، وقد اتخذ من التصويت عن طريق البريد ذريعة، للترويج لرواية التزوير رغم ان الية التصويت بالبريد معمول بها في امريكا، وقد ازدادت الحاجة اليها الان في ظل تفشي وباء كورونا الذي قتل من الامريكيين نحو 230 الفا واصاب اكثر من 10 ملايين لحد لان.

من القرائن الاخرى التي بدات تبرز والتي تشير الى احتمال اقتراب امريكا من بوابة الحجيم، كانت ملاحقة انصار ترامب إحدى حافلات حملة بايدن الانتخابية في تكساس، وذلك بعدما أظهر مقطع فيديو مجموعة سيارات تحمل أعلاماً مؤيدة لترامب وهي تعترض حافلة لبايدن تقل المرشحة لعضوية الكونغرس عن ولاية تكساس ويندي ديفيس . واضطرت الاخيرة لإيقاف رحلتها وإلغاء مؤتمر صحفي واثنتين من الفعاليات الانتخابية التي كان مخططاً لها، وذلك على خلفية مخاوف تتعلق بالسلامة.

وكان بايدن قد كشف عن ان دونالد ترامب الابن حض مؤيدي والده على مواصلة الأمر والعثور على مكان وجود بايدن والمرشحة لمنصب نائب الرئيس، كامالا هاريس، ومعاملتهما بالطريقة نفسها. وفي وقت سابق نشر ترامب، مقطع الفيديو الذي يعترض انصاره حافلة انصار بايدن، على تويتر، وكتب: "أنا أحب تكساس". الامر الذي كشف ان ترامب على استعداد للدفع بالامور الى الانفجار.

من اخطر القرائن التي تم الكشف عنها حتى الان، والتي ستجعل من مساء الثلاثاء ليلة خطرة في تاريخ امريكا الحديث، هي الاحصائية التي نشرتها صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، والتي بينت أن الأمريكيين اشتروا نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020 حتى الآن، أكثر من أي عامٍ آخر. وهو ما عزته وكالة الأنباء الألمانية، الى وجود مخاوف من عدم الاستقرار الاجتماعي.

وازاء هذه القرائن اتهم مدير الاستخبارات الأمريكية السابق جون برينان، ترامب بأنه يواصل زرع الخوف بين الناخبين بقوله إن الانتخابات ستكون مزورة، وبأنه يروج الأكاذيب ويقسّم المجتمع الأمريكي ، مؤكدا إنه يتخوف من أن يقوم بعض الأشخاص بأعمال عنف يوم الاقتراع أو بعده، داعيا ترامب أن يطلب من أنصاره ألا يشاركوا في أعمال العنف.

ازاء كل هذه القرائن الواضحة، وازاء هذه التحذيرات الصادرة من اكثر الناس معرفة بطبيعة المجتمع الامريكي، وقبل كل هذا وذاك، ازاء شخصية ترامب غير المتزنة والمريضة، فان الامريكيين مقبلون على اخطر مرحلة في تاريخهم، وهي مرحلة رسموها هم بانفسهم، عبر انتخابهم رئيسا اسمه ترامب.