ما أوجد تنوعاً في تسمياتها على مر العصور، فقد سميت بأسماء مختلفة، منها: تميشه، ناميه، خرگوران، پنج هزاره، آسيا بستر. وفي العهد الصفوي سميت بـ "أشرف البلاد" لكن اسمها تغير في العهد البهلوي إلى "بهشهر".
* تأريخ أشرف البلاد وعمارتها الجميلة
الملك عباس الصفوي أعار أهمية كبيرة لهذه المدينة الجميلة لذلك بادر إلى تطويرها وإيجاد تغييرات جذرية فيها، حيث تم تشييد العديد من المعالم التاريخية في عهده مثل مبنى "دلگشا" المعروف بعمارته الفذة، كما أوجد فيها شوارع واسعة والعديد من الحمامات العامة وأحواض الماء الجميلة ومخازن المياه التي يستفيد منها الأهالي لتخزين مياه الأمطار والينابيع.
نظراً لجمال طبيعة هذه المدينة وامتلاكها أجواء منعشة في شتى فصول العام ولا سيما في فصلي الربيع والصيف، إضافة إلى معالمها الأثرية الفريدة من نوعها، فهي تستقطب السائحين من الجمهورية الإسلامية وشتى أرجاء العالم طوال السنة.
الآثار القديمة في أشرف البلاد كثيرة أبرزها قصر صفي آباد ومبنى چهل ستون وينبوع "سرچشمه" عمارة وبحيرة عباس آباد، إضافة إلى العديد من الكهوف المنتشرة على سفوح الجبال الخضراء المحيطة بها.
يبعد مبنى عباس آباد التأريخي عن مركز المدينة بـ 9 كم ويقع على سفوح سلسلة جبال ألبرز بين الغابات الجميلة المكتظة بالأشجار الخضراء طوال أيام العام، وهذا المبنى يعد واحداً من أهم المباني التي تم تشييدها في العصر الصفوي ولا سيما في عهد الملك عباس الصفوي حيث يشتمل على حوض وحمام وبرج مراقبة وعدة حدائق تحيط به وممر مبلط بالحجر الجبلي، وتأريخ تشييده يرجع إلى سنة 1021 هـ.
والجدير بالذكر أن هذا المبنى يعتبر من أهم وأكبر المراكز السياحية ذات الميزة الثقافية والترفيهية في محافظة مازندران بأسرها وليس بهشهر فحسب، لذلك يستهوي السائحين ومحبي الطبيعة والآثار نحوه طوال أيام العام، وهو يقع في قرية عباس آباد ذات طبيعة فريدة خلابة وحدائق غناء ناهيك عن آثارها القديمة التي تضرب بجذورها في مختلف الحقب التأريخية.
وتشتمل هذه المنطقة على بحيرة جميلة وأماكن رفاهية عديدة وآثار قديمة يرجع أكثرها إلى العهد الصفوي، فضلاً عن الأجواء العذبة التي تميزها عن سائر مناطق محافظة مازندران وإيران بأسرها.
البحيرة الموجودة في قرية عباس آباد تبلغ سعتها 10 هكتارات تقريباً وتقع في قلب غابة مكتظة بالأشجار الخضراء الشاهقة، وهي في الحقيقة عبارة عن سد تم تشييده لتخزين المياه حيث يقع بين جبلين شاهقين وذلك قبل 370 عاماً، حيث تجمع فيه أيام المطر في فصل الشتاء لتخزيها والاستفادة منها في فصل الصيف حيث يتم تصريف مياهه من الأسفل، والجميل فيه هو وجود مبنى قديم في وسطه تغمره المياه بالكامل في بعض فصول الشتاء لكنه يظهر مرة أخرى في فصول الصيف.
* قصر صفي آباد
ومن المعالم الأخرى في مدينة بهشهر قصر صفي آباد الواقع في الناحية الجنوب غربية منها وعلى مرتفعات محاذية لسهل أخضر شاسع المساحة، وقد تم توسيع نطاقه في زمان الملك صفي حفيد الملك عباس الصفوي، ويقع في وسط حديثة خضراء جميلة مساحتها مربعة الشكل طول كل ضلع منها 25 م، وهو مكون من طابقين.
مدخل القصر يقع في ناحيته الشمالة، وفي عتبته خمسة مدرجات يتم من خلالها الدخول إلى الطابق الأول الذي يشتمل على العديد من الغرف وممر كبير.
وأما المواد الإنشائية التي استخدمت في تشييد هذا القصر فهي تتكون بشكل أساسي من الأحجار الجبلية والطابوق الجبس، وقد تعرض لخراب إبان هجوم الأفغان على إيران، لكن تم ترميمه من جديد في عهد الملك نادر شاه أفشار وكذلك في العهد القاجاري.
وحينما يرد السائح أشرف البلاد فهو يجد نفسه أمام أحد المراقد الطاهرة لأحفاد أهل البيت (عليهم السلام) ألا وهو مرقد السيد عباس (عليه السلام) الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى السكنة المحليين.
وهناك الكثير من المعالم الأثرية والطبيعية في مدينة بهشهر "أشرف البلاد" أهمها: خانه كلبادي، مقبرة سفيد چاه.