اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلُ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ (۳۸)، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، حَتّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَاَقَلِّ مِنْ ذلِكَ، مِثْلُ حَمْدِ جَميعِ الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِ اَصْنافِ الْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ اَحِبَّاءِكَ الْعارِفينَ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ، وَمِثْلَ ما اَنْتَ عارِفٌ بِهِ وَمَحْمُودٌ بِهِ، مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ، مِنَ الْحَيَوانِ وَالْجَمادِ.
وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ اللَّهُمَّ في شُكْرِ ما اَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما اَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ ذلِكَ، وَاَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ، اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلا، وَاَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ اَضْعافاً وَمَزيداً، وَاَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اعْتِباراً وَامْتِحاناً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ قَرْضاً يَسيراً صَغيراً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ اَضْعافاً وَمَزيداً وَعَطاءً كَثيراً.
وَعافَيْتَني مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَلَمْ تُسْلِمْني لِلسُّوءِ مِنْ بَلائِكَ، وَمَنَحْتَنِي الْعافِيَةَ، وَاَوْلَيْتَني بِالْبَسْطَةِ وَالرَّخاءِ، وَضاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ، مَعَ ما وَعَدْتَني بِهِ مِنَ الْمَحَلَّةِ الشَّريفَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ الْمَنيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِاَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً، وَاَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَالِهِ.
(۳۸) اضعاف ما حمدك به الحامدون (خ ل).