لقد ذكر بعض المفسرين أن الحكمة من تشريع ذبح الهدي والأضاحي يوم عيد الأضحى هو استنانا بما فعله النبي إبراهيم عليه السلام لما امتثل أمر الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام عندما رأى في المنام ذلك، ففداه الله بذبح عظيم.
تعريفه لغة
عيد: هو كل يوم مجمع، واشتقاقه قد ذكره الخليل من عاد يَعُود، كأنَّهم عادُوا إليه، ويمكن أن يقال: لأنّه يعود كل عام.
الأضحى: مؤنثة، وقد تذكّر ذهابا إلى اليوم، وضحىّ تضحية: إذا ذبح الأضحية وقت الضحى، هذا أصله ثم كثر حتى قيل ضحى في أي وقت كان من أيام التشريق، ويتعدى بالحرف، فيقال: ضحيت بشاة.
اصطلاحا: هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة الحرام، وهو من الأعياد العظيمة الدينية جعله اللّه تعالى للمسلمين عيدا ولمحمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا، يجب الإفطار فيه، وقد زينه اللّه تعالى وشرفه بعدة أعمال.
أعمال ليلة ويوم العاشِر من شهر ذي الحجة الحرام
أعمال الليلة العاشرة من شهر ذو الحجة
روي في فضل ليلة عيد الأضحى عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال: كان يعجبه ان يفرغ نفسه أربع ليال في السنة، وهي: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى.
إنَّ ليلة عيد الأضحى إحدى ليال أربع يُعدُ قيامها بالعبادة من السنن المؤكدة، ويستحب فيها الغسل وزيارة الإمام الحسين عليه السلام، فقد روي أن من زارهُ عليه السلام في هذه الليلة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذُنوبه وما تأخر.
الثاني: دعاء (( يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلى الْبَريِّةِ يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِيَّةِ صَلِّ عَلى مُحَمِّد وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرىْ سَجِيَّةً وَاغْفِرْ لَنا ياذَا الْعُلى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ )) .
أعمال اليوم العاشر من شهر ذو الحجة الحرام
يوم عيد الاضحى وهو يوم ذو شرافة بالغة واعماله عديدة :
الاوّل: الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم .
الثّاني: أداء صلاة العيد ويستحب أن يؤخر في هذا اليوم الافطار عن الصّلاة كما يستحبّ أن يفطر على لحم الاضحية .
وقد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد ولعلّ أحسنها هو الدّعاء السّادس والاربعون من الصّحيفة الكاملة. ويستحبّ أن يبرز في صلاة العيد تحت السّماء، وأن يصلّي على الارض من دون بساط ولا بارية، وأن يرجع عن المصلّى من غير الطّريق الذي ذهب منه، وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.
الثّالث: قراءة الدّعوات المأثورة قبل صلاة العيد وبعدها وهي مذكورة في كتاب الاقبال، ولعلّ أفضل الادعية في هذا اليوم هو الدّعاء الثّامن والاربعون من الصّحيفة الكاملة أوّلها (( اَللّـهُمَّ هـذا يَوْمٌ مُبارَكٌ … )) فادع به وادع أيضاً بالدّعاء السّادس والاربعين (( يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبادُ )) .
الرّابع: قراءة دعاء النّدبة.
الخامس: التّضحية وهي سنّة مؤكّدة.
لقد ذكر القرآن الكريم إنَّ إبراهيم عليه السلام رأى في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل عليه السلام فقد قال تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. وبعد أن سلّم كل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لأمر الله وأراد إبراهيم عليه السلام ذبح ولده نزل عليه جبرئيل عليه السلام وبشره أن إسماعيل فُدي بذبح عظيم.
وقد ذكروا أن الحكمة من ذبح الهدي والأضاحي في يوم العيد انها تذبح بديلة عن إسماعيل عليه السلام، فان لكل حاج إسماعيل يُحبه، فليفده بذبح أخر بديلا عنه، إشارة إلى أني حضّرت نفسي لمثل ذبح إسماعيل، لقوله تعالى: ﴿ وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾.
السّادس: أن يكبرّ بالتّكبيرات الاتية عقيب خمس عشرة فريضة اوّلها فريضة ظهر العيد وآخرها فريضة فجر اليوم الثّالث عشر ، هذا لمن كان في مِنى وأمّا من كان في سائر البلاد فيكبر بها عقيب عشر فرائض تبدأ من فريضة ظهر العيد وتنتهي بفجر اليوم الثّاني عشر. والتّكبيرات على رواية الكافي الصّحيحة كما يلي: (( اللهُ اَكْبَرُ اللهُ اَكْبَرُ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَاللهُ اَكْبَرُاللهُ اَكْبَرُاللهُ اَكْبَرُ وللهِ الْحَمْدُ، اللهُ اَكْبَرُ عَلى ما هَدانا، اَللهُ اَكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِنْ بَهيمَةِ الاَنْعامِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى ما اَبْلانا )) ويستحبّ تكرار هذه التكبيرات عقيب الفرائض ما تيسّر، كما يستحبّ التّكبير بها بعد النّوافل أيضاً.