وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار مؤخرا إلى أن سبب الزيادة في الحالات المسجلة للفيروس نسبيا هو زيادة عدد الفحوصات.
وفيما نجحت بؤر المرض السابقة في البلاد، على غرار نيويورك ونيوجيرسي، في السيطرة على تفشي الفيروس، فإنه ينتشر حاليا في حوالي 20 ولاية، خصوصا في جنوب وغرب البلاد.
وسجلت أريزونا وكاليفورنيا وتكساس وفلوريدا وأوكلاهوما وساوث كارولاينا زيادة يومية قياسية جديدة خلال هذا الأسبوع.
وأبلغت ولاية تكساس عن نحو خمسة آلاف حالة الأربعاء، فيما سجلت أكثر من سبعة آلاف في كاليفورنيا، وهو رقم قياسي لأكبر ولاية في البلاد.
وقالت "يو أس توداي" إن الولايتين تجاوزتا هذا الأسبوع الاتحاد الأوروبي في متوسط عدد الحالات اليومية.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، مستشار البيت الأبيض ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في تصريحات سابقة إنه "محبط" من إخفاق الولايات المتحدة في وقف الانتشار المستمر للفيروس التاجي بسبب عدم احترام كثيرين للإرشادات الصحية التي يوصي بها الخبراء.
لكن فاوتشي استبعد حدوث موجة ثاني للفيروس، ورفض كذلك اللجوء تدابير حجر صحي أخرى على غرار تلك التي كان معمولا بها في شهري أبريل ومايو الماضيين.
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا من جائحة كوفيد-19، من حيث عدد الإصابات والوفيات. وسجّلت البلاد أكثر من 120 ألف وفاة.
ويأتي هذا الارتفاع في عدد الحالات فيما أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا من أن الفيروس "لا يزال يتسارع"، مع تسجيل أكثر من تسعة ملايين إصابة حول العالم. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس: "استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الإبلاغ عن المليون حالة الأخيرة في ثمانية أيام فقط".
وفي تقرير "يوس أس توداي"، قال الدكتور أميش أدالجا، الباحث البارز في مركز جامعة جونز هوبكنز للأمن الصحي، إن ارتفاع عدد الحالات في الولايات التي أجرت عددا كبيرا من فحوصات الفيروس "ليس سببه زيادة عدد الاختبارات ولكن لأن الفيروس ينتشر".
ويشير التقرير إلى سلوكيات اجتماعية ساعدت على ذلك، مثل عدم تجنب التجمعات الكبيرة دون ارتداء أقنعة أو الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وكان الدكتور جيمس ماكديفيت، من كلية بايلور كوليدج في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وهي إحدى الولايات المتضررة، قد قال في تقرير سابق إنه رأى مطاعم مكتظة بروادها، حيث لا أحد يرتدي أقنعة ويلتصق الأشخاص ببعضهم البعض".
فاوتشي قال في تصريحات إن الشباب لديهم "رغبة مكبوتة" للخروج إلى الأماكن العامة.
الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي بكلية الطب بجامعة فاندربيلت وطبيب الأمراض المعدية قال إن القفزة الأخيرة أعادت المخاوف من أن المرض، الذي تمت السيطرة عليه نسبيا بفضل إجراءات التباعد الاجتماعي في مارس وأبريل، يبدأ في العودة.
وذكر الطبيب أنه كانت هناك آمال في أن يتوقف انتقال الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف "لكن يبدو أنه لم يتوقف بل يتقدم إلى الأمام".
وعبر الطبيب عن "مخاوف جدية حرفيا من موجة ثانية يمكن أن تكون لها تأثيرات قوية للغاية".
وقال إن الفيروس وصل إلى "مجتمعات سكانية أصغر حجما، حيث يكون التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة أقل قبولا اجتماعيا".
وتوقع موجة "أكبر بكثير من أي شيء رأيناه حتى الآن".