البث المباشر

دامغان.. مدينة البوابات وعاصمة الإمبراطورية الأشكانية

الإثنين 4 مايو 2020 - 12:46 بتوقيت طهران
دامغان.. مدينة البوابات وعاصمة الإمبراطورية الأشكانية

تعد مدينة دامغان واحدة من أقدم وأعرق المدن الايرانية وتحظى بأهمية كبيرة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، حيث كانت في الايام الخوالي إحدى مدن ولاية "قومس" وكانت تعتبر مركز هذه الولاية أيضاً.

ينسب تأسيس مدينة دامغان الى الملك "هوشنج حفيد كيومرث" ثاني ملوك السلالة البيشدادية، وكانت في يوم من الايام عاصمة للامبراطورية الاشكانية وكانت تعرف ايضا بالاقليم الرابع.

ذكر اسم مدينة دامغان في اغلب كتب الجغرافيا والتاريخ، حيث اشارت غالبية ما كتب فيها الى أهمية ومكانة مدينة دامغان القديمة لأنها عبر التاريخ القديم والمعاصر، تقع على طريق الحرير، الرابط بين الغرب والشرق.

والدليل على اهمية هذا هو أن اليونانيين عندما وصلوا اليها شاهدوا تحضرها وتمدنها وأطلقوا عليها اسم "البوابات المئة" بسبب كبر المدينة وتنوع ووفرة غذائها ومحاصيلها، وهي تعرف حتى اليوم بهذا الاسم.

ومن الادلة الاخرى على عظمة دامغان وجود الخانات والرباطات والهضبات القديمة والقلاع و الاسوار الضخمة داخل وخارج المدينة.

وتضم هذه المدينة معالم سياحية ساحرة وأخاذة ومتنوعة بدءا من قصر "عين علي دامغان" حتى الصحراء الحارة والحارقة.


قصر "عين علي"

نهر عين علي هو النهر الوحيد الدائم الجريان في مدينة دامغان، ويصل الماء الى هذه العين من الجبال الشمالية، واستقطبت هذه المنطقة السياح منذ عهود وخاصة سلاطين القاجاريين في ايران وذلك بسبب خضارها وهوائها العليل وجمال مناظرها الطبيعية الخضراء وطقسها.

ويوجد في المنطقة حاليا بناءان باقيان من بين الابنية الكثيرة التي بنيت في حقبة القاجاريين، احدها بناء "آغا محمد خاني" الذي بني في فترة حكم "آغا محمد خان قاجار"، والبناء الثاني "فتح علي شاهي" الذي بني في فترة حكم الملك القاجاري"فتح علي".

بناء آغا محمد خاني

يقع هذا المبنى مقابل بركة الماء الثانية ويتالف من طابقين، ويوجد فيه اقواس خارجية مطرزة فائقة الجمال بالاضافة الى قوالب جبصينية مزخرفة تأثر الانظار.

ويغطي الجبصين جزء من اروقة وممرات هذه الاقواس، واستخدم الطوب في بناء هذا المبنى ثم رمم في وقت لاحق باستخدام الطين.


بناء "فتح علي شاهي"

يوجد داخل بركة الماء التي يصب فيها ماء نهر عين علي بعد عبوره من قلب الصخور، مبنى من طابقين وله شكل مستطيلي وواجهتين ويطلقون عليه اسم بناء "فتح علي شاهي"، ولدى الواجهة الشمالية للمبنى عامودين جميلين مغطيين بالخشب، ويوجد في المبنى ابواب وشبابيك عديدة ومطلة على الخارج حتى يتنعم الزائر بجمال الطبيعة الآسرة للقلوب الموجودة حول هذا المبنى، وبسبب تموضع المبنى داخل الماء تم استخدام مادة الصاروج التي تتميز بمتانة عالية بحيث تحافظ على متانة المبنى.

وتقع منطقة "عين علي" على بعد 30 كيلو مترا شمال مدينة دمغان بين قريتي "آستانة" و "ديباج"، وشمال العين هناك طريقان واحد منهما بإتجاه محافظة "جلستان" والآخر بإتجاه محافظة "مازندران".

سد الشهيد "شاه جراغي"

يقع سد الشهيد "شاه جراغي" على بعد 12 كيلومتر شمال مدينة "دامغان" وبجانب المضيق المعروف باسم "بز بل"، ويجاور السد جبل "تشكل شير" ويحجز مياه نهر عين علي.

وكان الهدف من انشاء هذا السد هو نقل ماء "عين علي" لري قسم من اراضي السهل الواقع جنوب المدينة، و للتحكم بمياه النهر وتجنب الفياضانات القادمة من الشمال ولتامين نقص مياه الشرب في مدينة "دامغان".

ولهذا السد ميزات عديدة اضافية غير التي ذكرت سابقا، حيث يؤمن السد الماء لحوالي 1500 هكتار من الاراضي الزراعية الموجودة في السهل والتي تعد خصبة وصالحا للزراعة بشكل كبير.

وتم بناء هذا السد باستخدام الرمال والطين، ويبلغ ارتفاعه عن مستوى مياه النهر 57 م وقدرته التخزينية تصل الى 40 مليون متر مكعب من الماء.

طول قمة السد 227 متر ويرتفع عن سطح البحر 1500 متر ويجري الماء خلف السد حوالي 6 كيلومتر.


كهف "شيربند"

يعد كهف "شير بند" احد اجمل الامثلة عن الكهوف في ايران، ويقع على بعد 12 كيلومتر شمال شرق مدينة دامغان.

وللوصول الى الغار يجب تجاوز 10 كيلومتر من الطريق القديم لقرية " آب بخشان" و"غردن بشم" وبعدها يصل المسافر الى مزرعة "شير بند" المتميزة بمناخها الجميل.

وبعد ذلك يعبر المسافر 1.5 كيلومتر من الطريق الواقع في القسم الشرقي من المزرعة ليصل الى قرية "جزن"، وبعد ذلك يواصل سيره في طريق فرعي حديث الانشاء على جهة اليسار ليجد البحيرة بعد مسافة 500 متر.

فوهة الغار موجودة وسط جبل صخري يقع على ارتفاع 50 متر من مجرى النهر، وبسبب وقوع الغار في منطقة الاحجار الكلسية، فان لديه هيكلية مميزة بشكل مذهل.

ويبلغ طول الغار حوالي 350 متر شمالا، ويوجد العديد من الطرق الفرعية الضيقة على جنبي الممر الرئيسي.

ويوجد في الغار نوازل واعمدة كلسية رائعة الجمال وتتميز بالوان واحجام مختلفة وتتدلى من سقف الغار، وينسب خبراء الاحجار والاعمدة هذا الغار الى فترة بين 136 حتى 190 مليون سنة سابقة.

واوجد ترسب محلول كربونات الكالسيوم في الماء اشكال غاية في الروعة ، كما أن تجمع البلورات الابرية خلق منظرا خلابا من اجمل ما خلق الله.


الصحراء الرملية

وتبدا هذه الصحراء من الناحية الجنوبية لمدينة دمغان الى قرية "يزدان أباد" وتمتد حوالي 75 كيلومتر.

ويوجد في المنطقة مساحات خضراء صغيرة جدا تحيط بها الكثبان الرملية، كلما تقدمنا اكثر لاسيما باتجاه قرية "حسن آباد"، "امروان" و"خورزان" تزداد الكثبان الرميلة وتتحول المنطقة الى صحراء قاحلة.

وتلفت الاكوام الرملية في هذه الصحراء الانظار بلونها الاصفر المائل الى الرمادي، بالاضافة الى عدد من شجيرات الاثل والرمث الصغيرة التي تحاول الصمود والمقاومة في هذه الظروف الصعبة.

وتنتزع الرياح هذه الرمال الصفراء الداكنة من احد التلال لتعود وتشكل تلة اخرى في مكان آخر، بحيث يتغير مكان هذه التلال الرملية مع كل عاصفة.

وتتميز هذه الكثبان الرملية بمنظر يأثر عيون وقلوب السياح مع بزوغ نور الصباح وعند الغروب.

وهذه الصحراء في واقع الامر مخزنا من الرمال الناعمة الصفراء والنارجنجية، حيث تتحرك عند العواصف بشكل يشبه حركة امواج البحر وتغطي بحركتها كل الانحاء.

 

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة