وفي مقال بالمجلة قال الكاتب جان بول فريتز، إن عقار الكلوروكين الذي ظهر خلال الحرب العالمية الثانية، قد صمم لمحاربة الملاريا، إلا أن بعض الطفيليات التي تسبب الملاريا طورت مقاومة في العديد من البلدان لهذا الدواء، وإن كان العقار لا يزال يستخدم على نطاق واسع، بمفرده أو بالاقتران مع مضادات الملاريا الأخرى.
غير أن ما رآه الكاتب أكثر إثارة للدهشة، هو أن الكلوروكين يدخل في تركيب أدوية أخرى تستخدم في علاج أمراض متنوعة للغاية بعيدة كل البعد عن الطفيليات التي صمم لها، بحيث يظهر في توليفة من الأدوية المستخدمة لعلاج بعض أنواع السرطان.
ويقول باتريك ويرهاوسر، من معهد السرطان العلاجي بجامعة برادفورد بإنجلترا، إنه 'تم الشروع في أكثر من عشر تجارب سريرية على مدى السنوات العشر الماضية لاختبار إمكانات الكلوروكين كعلاج مساعد للسرطانات المقاومة للعلاج، بما فيها أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية'، مؤكدا أنه 'على الرغم من وجود أدلة قوية على فعالية وسلامة الكلوروكين، فإن آليات كبح الورم الكامنة وراء مفعوله لا تزال بعيدة المنال'.
ماذا عن 'كوفيد-19'؟
تحدثت دراستان صينيتان عن استخدام عقار الكلوروكين الناجح لعلاج حالات الالتهاب الرئوي، حيث سلط ثلاثة باحثين من جامعة ومستشفى قنغدو الضوء على 'فعاليته الواضحة وسلامته المقبولة ضد الالتهاب الرئوي المصاحب لفيروس كورونا 'كوفيد-19' في التجارب السريرية التي أجريت في البلاد.
وبعد دراسات أولية في المختبر، تبين أن الكلوروكين منع العدوى بتركيزات منخفضة، بعد أن عالج الأطباء المرضى بهذا الدواء في عشرة مستشفيات في مناطق مختلفة من الصين، بما فيها ووهان وبكين.
وأكد هؤلاء العلماء أن 'نتائج أكثر من مئة مريض أظهرت حتى الآن، أن الكلوروكين متفوق في علاج منع تفاقم الالتهاب الرئوي'، مشيرين إلى عدم وجود أي تأثير ضار.
وقال الكاتب إن 'نشاط الكلوروكين المضاد للفيروسات والالتهابات يمكن أن يفسر فعاليته في علاج مرضى الالتهاب الرئوي المرتبط بكوفيد 19'، وبالتالي أوصى العلماء بإدراج الكلوروكين في الإصدارات المستقبلية للتوصيات الرسمية للجنة الصحة الوطنية الصينية.
وفي السياق نفسه، قال علماء من مقاطعة قوانغدونغ إنهم وجدوا 'أن علاج المرضى -الذين تم تشخيصهم بكورونا- بالكلوروكين يمكن أن يحسّن معدلات نجاح العلاج، ويقصر مدة الإقامة في المستشفى ويحسّن نتائج المرضى'.
ومع ذلك، يحذر أوليفييه بوشار، رئيس قسم الأمراض المعدية والاستوائية في مستشفى أفيسين قائلا 'لا يمكننا القول باستخدام الكلوروكين الآن لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، حتى لو كنا نعرفه جيدا'.
ويعلق أورنو فونتاني المختص في الأوبئة بمعهد باستور، 'لقد أخبرنا للتو أنه يقصر من مدة إيجابية الاختبارات وربما شفاء المرضى، لكن هذه المعلومات غير كافية في الوقت الحالي'.