سلام من الله عليكم إخوتنا وأهلاً بكم في لقاء اليوم في هذه الروضة المباركة بذكر نفحات من أخلاق حبيبي المصطفى – صلى الله عليه وآله -.
أيها الأكارم، لقاء اليوم نخصصه لفقرات نختارها بما يتسع له وقته من رواية طويلة رواها الحافظ الشهير إبن عساكر الدمشقي في كتاب تأريخ دمشق وبأسانيد عدة، يسأل فيها الإمام أمير المؤمنين – عليه السلام – خليفته المجتبى عن تعريف طائفة من الأخلاق فيجيب – عليه السلام – بأجوبة تشكل منارات هداية لطالبي التحلي بفضائل الأخلاق والتطهر من أضدادها تابعونا على بركة الله.
جاء في رواية إبن عساكر قول الراوي: أن علياً عليه الصلاة والسلام سأل إبنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف.. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.. قال: فما السماحة؟ قال: البذل في العسر واليسر.. قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفا.. قال: فما الإخاء؟ قال: الوفاء في الشدة والرخاء.. قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.. قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا.. قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما الغنا؟ قال: رضا النفس بما قسم الله عزوجل لها وإن قل، فإنما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء. قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعينك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في المغرم وأن تعفو عن الجرم. قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استرعيته. قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك لإمامك ورفعك عليه كلامك. قال: فما السناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح. قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة والإحتراس من الناس. قال: فما الشرف؟ قال: موافقة الإخوان وحفظ الجيران. قال: فما السفه؟ قال: إتباع الدناة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.
نكتفي – أيها الأفاضل – بهذا المقدار من هذه التعريفات الحسنية البليغة لحقائق الأخلاق وهو يجيب عن أسئلة والده الوصي المرتضى الذي أراد – عليه السلام – للأمة أن تتعرف على الأخلاق المحمدية من مظهرها المعصوم السبط المحمدي الأكبر – سلام الله عليه – شكراً لكم على طيب المتابعة لنا في روضة (من أخلاق السبطين)، دمتم بكل خير.