تحتفل مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، بعيد الميلاد فاتحةً ذراعيها منذ أسابيع للقادمين من جميع أنحاء العالم لينضموا مع الفلسطينيين المسيحيين في المدينة إلى احتفال منتصف هذه الليلة الذي يبدأ بقدّاسٍ يحضره الأهالي ومسؤولون فلسطينيون في مقدّمتهم الرئيس محمود عباس.
وترأس قدّاس الليلة في كنيسة القديسة كاترينا المحاذية لكنيسة المهد المدبّر الرسولي لبطريركية القدس المطران بييرباتيستا بيتسابالا الذي وصل اليوم الثلاثاء إلى المدينة حيث استقبله آلاف السيّاح من مختلف الدول.
وأشار المطران إلى أنّ عيد الميلاد هو "احتفالٌ بالأمل" وإن كان الوقت "عصيب".
ووسط انتشارٍ كثيفٍ لعناصر الإحتلال، احتشد الناس والأطفال أمام ساحة المدينة مقابل كنيسة إمّا لالتقاط الصور أمام الشجرة المزينة التي يبلغ ارتفاعها 15 متراً، وإمّا ليزوروا المغارة التي يُعتقد أنّها مكان ولادة يسوع المسيح داخل الكنيسة.
فلسطينيون يحتفلون على أنقاض منازلهم
بالموازاة، قالت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة أن حضور القدّاس ستراجع عن السنوات الماضية من مسيحيي قطاع غزة لأنّ العدوّ الإسرائيلي لم يمنح تصاريح الدخول إلى الضفة الغربية المحتلة إلّا لعددٍ قليلٍ.
في السياق نفسه، أشار الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة وديع أبو نصار إلى أن "إسرائيل" سمحت من أصل 950 طلباً، لـ 300 فلسطينياً فقط بمغادرة قطاع غزة دون أن تسمح إلّا لـ 55 مسيحيٍّ منهم بالدخول إلى الضفة الغربية والقدس بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد.
وفي ظلّ التضييق والظلم الذي يمارسه الإحتلال على الفلسطينيين، احتفل سكّان قرية الخضر قضاء بيت لحم بعيد الميلاد ووزّعوا الهدايا على أنقاض منزلٍ هدمته قوّات الإحتلال.
تجدر الإشارة إلى أنّه رغم قصر المسافة الفاصلة بين القدس وبيت لحم والتي تقدّر بأقلّ من 10 كيلومترات، تنعزل المدينة بجدارٍ إسرائيليّ "لأسباب أمنية".
واللافت أنّه قبل عدّة أيّام، أُعيدت قطعة صغيرة من بقايا "المهد" الذي اضطجع فيه يسوع المسيح لدى ولادته إلى الأراضي المقدّسة كهدية من البابا فرنسيس، وذلك بعد أكثر من 1300 عام من وجودها في أوروبا، ما يعطي خصوصيةً لاحتفالات عيد الميلاد هذه السنة.