بسم الله وبالله والصلاة على رسول الله وآله الهداة الى الله السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمه الله، نقرأ لكم في هذه الدقائق من شعر المؤرخ الثقة والعالم التقيّ أبي الفتح بهاء الدين علي بن عيسى الأربلي أحد أعلام الكتاب في القرن الهجري السابع، هذه القصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها رضوان الله عليه:
سل عن علي مقامات عرفن به
شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحل
بدراً وأحداً وسل عنه هوازن في
أوطاس واسئل به في وقعة الجمل
واسئل به إذ أتى الأحزاب يقدمهم
عمرو وصفين سل إن كنت لم تسل
مآثر صافحت شهب النجوم علاً
مشيدة قد سمت قدراً على زحل
وسنة شرعت سبل الهدى وندىً
أقام للطالب الجدوى على السبل
كم من يد لك فينا يا أبا حسن
يفوق نائلها صوب الحيا الهطل
وكم كشفت عن الإسلام فادحة
أبدت لتفرس عن أنيابها العصل
وكم نصرت رسول الله منصلتاً
كالسيف عرى متناه من الخلل
وربّ يوم كظلّ الرمح ما مسكت
نفس الشجاع به من شدّة الوهل
بذلت نفسك في نصر النبيّ ولم
تبخل وما كنت في حال أخا بخل
وقفت منفرداً كالرمح منتصباً
لنصره غير هيّاب ولا وكل
تردي الجيوش بعزم لو صدمت به
صمّ الصفا لهوى من شامخ القلل
يا أشرف الناس من عرب ومن عجم
وأفضل الناس في قول وفي عمل
يا من به عرف الناس الهدى وبه
ترجى السلامة عند الحادث الجلل
يا سيد الناس يا من لا مثيل له
يا من مناقبه تسري سرى المثل
خذ من مديحي ما أستطيعه كرماً
فإن عجزت فإن العجز من قبلي
وسوف أهدي لكم مدحاً أحبره
إن كنت ذا قدرة أو مدّ في أجلي
ولا غرو أن يكون عليٌ أشرف الناس وأفضلهم وهو أخو ونفس سيد الخلائق أجمعين المصطفى محمد صلى الله عليه وآله، رزقنا الله وإياكم شفاعتهما وآلهما الطاهرين. والى هنا ينتهي لقاؤنا بكم أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران ضمن حلقة أخرى من المدائح العلوية طبتم بكل خير.