بسم الله وله خالص الحمد والمدح والثناء والصلاة والسلام على سادات الأولياء المصطفى المختار وآله الأطهار. السلام عليكم أحباءنا وأهلاً بكم مع أبيات أخرى من المدائح العلوية هي في هذا اللقاء من قصيدة ملحمية طويلة في الفتوحات المحمدية للشاعر المصري المدرس الأزهري محمد بن عبد المطلب الجهني مؤلف كتاب إعجاز القرآن والمتوفى سنة خمسين بعد الألف والثلاثمائة للهجرة المباركة... قال رحمه الله ذاكراً شطراً من المناقب العلوية:
إذا ما قام في المحراب قامت
له زمر الملائكة احتشاما
صلاة الليل يجعلها سحوراً
إذا ما في الغداة نوى الصياما
ترى صبر القنوع له غذاءً
جرى دمع الخشوع له إداما
رأينا في الكهولة منه شيخاً
حوى المجد اشتمالاً واعتماما
فما للدهر لم يعرف حقوقاً
له شيخ ولم ينكر ظلاما
فلن ينسى النبيّ له صنيعاً
عشيّة ودع البيت الحراما
عشيّة سامه في الله نفساً
لغير الله تكبر أن تساما
فأرخصها فدىً لأخيه لمّا
تسجّى في حظيرته وناما
وأقبلت الصوارم والمنايا
لحرب الله تلتحم إلتحاما
فلم يأبه لها أنفاً علي
ولم تقلق بجفنيه مناما
ومن تهدى البتول له عروساً
بنى في النجم بيتاً لا يسامى
بأمر الله زفوها إليه
عشيّة راح يخطبها وساما
كأني بالملائك إذ تدلّت
بصحن البيت تزدحم ازدحاما
فلو كشف الحجاب رأيت فيه
جنود الله تنتظم انتظاما
أطافوا بالحظيرة في جلال
صفوفاً حول فاطمة قياما
تفيض على منصتها وقاراً
وتكسو حسن طلعتها وساما
فلا تحزن خديجة إن تولت
ولم تبلغ بجلوتها مراما
تولاها الذي ولّى أباها
رسالته وزوجها الإماما
قران زاده الإسلام يمناً
وشملٌ زاده الحبّ التئاما
فما تبعا الفتوة وهي عذرٌ
بما اعتادا من التقوى لزاما
ولم يشغلهما حلّ ولكن
بركن البيت للصلوات قاما
فإن تك خير من عقدت إزاراً
وأكرم من تلثمت اللثاما
فما شغلته عن خوض المنايا
إذا التطمت زواخرها التطاما
فسائل عنه في أحد العوالي
وقد حاك العجاج بها وآما
نكتفي أحباءنا مستمعي إذاعة طهران بهذه الابيات في مدح مولى الموحدين علي (عليه السلام) من ملحمة الفتوحات المحمدية للمدرس الأزهري المرحوم محمد بن عبد المطلب الجهني الى لقاء آخر مع المدائح العلوية دمتم بكل خير.