السلام عليكم أعزاءنا المستمعين ورحمة الله.. من المدائح العلوية ما تفجرت به قريحة الأديب العالم الشيخ محمد بن صنعان النجفي المتوفى سنة ۱۱۸۰ للهجرة وهو يمدح مولى الموحدين (عليه السلام) بادئاً بذكر نهج بلاغته حيث يقول:
فاح النسيم فباح بالأسرار
سحراً فأيقظ راقد الأزهار
وأتى يخبر عن كتاب ناظم
سلكاً فيعقد للنثار دراري
نهج البلاغة روضة ممطورة
بالنور من سبحات وجه الباري
أو حكمة قدسية جليت بها
مرآة ذات الله للنضار
خطب روت ألفاظها عن لؤلؤ
من مائه بحر المعارف جاري
وتنسمت كلماتها عن جنة
حفت من التوحيد بالأنوار
فكانها عين اليقين تفجرت
من فوق عرش الله بالأنهار
حكم كأمثال النجوم تلألأت
من ضوء ما ضمت من الأسرار
كشف الغطاء بيانها فكأنها
للسامعين بصائر الأبصار
وترى من الكلم القصار جوامعاً
تغنيك عن سفر من الأسفار
مشكاة نور الله مصباح الهدى
فتاح باب خزائن الأسرار
عبد الإله مع النبي ولم يكن
للعالم العلوي ذكر ساري
يتلو أخاه ومن تعبد بعده
فبه اقتدى يمشي على الآثار
من أهل بيت سقفه وجداره
للمستظل به حمى للجار
هو صاحب الكرات في دول خلت
وأمين خالقه على الأدوار
ورث العلوم من النبي وعنده
علم الكتاب بحادث الأخبار
وهو الذي حاز المفاخر كلها
والبر بعد السيد المختار
وهو الذي زان المكارم خلقه
في هديه بشعاره ودثار
وبه جمال وكمالها فكأنما
خلق النبي أعيد بالتكرار
واسى النبي بنفسه في موقف
حمي الوطيس به من الكفار
ورمى بكل كتيبة صنديدها
من جحفل متغيظ جرار
جعل القناة ونفسه وحسامه
يحمون فاستغنى عن الأنصار
وغدا يكر على الكتائب كلها
جمدت له أفديه من كرار
خطر الوغى ملأ الزمان وشاهدوا
فيها مآثر سيفه البتار
فتهللوا عجباً ونادى مسمعاً
جبريل فيمن كر بعد فرار
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى
إلا عليٌ قاتل الكفار
قتل ابن ود يالها من ضربة
ضربت وجوه عزائم الأخطار
ساوت إلى يوم الجزاء موازياً
أعمال كل موحد صبار
ولقد مددت يدي نحوك سائلاً
حين ابتلاني الدهر بالإقتار
وظمئت أبغي قطرة في غلتي
من عذب بحر نوالك الزخار
وعليك من صلوات ربي شاكراً
درر النثار بهية الأنوار
نشكر لكم إخوتنا وأخواتنا مستمعي إذاعة طهران حسن الاستماع لهذا اللقاء من برنامج دمتم بخير والسلام عليكم.