السَّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله.... أهلاً بكم مرة اخرى نلتقيكم مع من المدائح العلوية ومقطوعتين في مدح أمير المؤمنين (عليه السَّلام) لشاعر عصره وصاحب المؤلفات المتعددة محمد علي بن بشارة الخاقاني، المتوفى سنة ۱۱۸۸ للهجرة، قال رحمه الله في إحدى قصائده الغراء:
وأقودهم نحو الجنان ورايتي
بيضاء تلمع فوقهم أنوارها
إذ كنت مادح حيدر ربّ التقى
فخر البرية حصنهم كرارها
ليث إذا حمي الوطيس وزمجرت
فرسانها والحرب طار شرارها
يسطو بأعظم صولة روّاعة
منها الكمأة تصرّمت أعمارها
وإذا الخيول الصافنات تسابقت
يوم البراز فسبقه نحّارها
صهر النبيّ أبو الأئمّة خيرهم
وبه الخلافة قد سما مقدارها
بغدير خمّ للولاية حازها
حقاً وليس بممكن إنكارها
وإذا رقى غصن المنابر واعظاً
يصغي لزاجر وعظه جبّارها
وبراحتيه تفجّرت عين الندى
قالوا ردون جميعهم يمتارها
وله العلوم القابضات على الورى
فيض الغمائم إذ هما مهمارها
نهج البلاغة من جواهر لفظه
فيه العلوم تبيّنت أسرارها
والليل لو جنّ به جنَّتي
وجنَّتي طاب بها المأنس
موسى رأى النار به سابقاً
من جانب الطّور لها غرنس
وقد أتاها طالباً جذوة
حتى دنا من قربها يقبس
نودي بالشاطىء غربيها
أنا الإله الخالق الأقدس
ونار موسى سرّها حيدرٌ
العالم الخنذيذ والدهرس
والأسد المغوار يوم الوغى
يفرق من صولته الأشوس
لو قامت الحرب على ساقها
قام إليها وهو لا ينكس
هو ابن عمّ المصطفى والذي
قد طاب من دوحته المغرس
عيبة علم الله شمس الهدى
ونوره الزاهر لا يطمس
مهبط وحي لم ينل فضله
وكنهه في الوهم لا يحدس
قد طلّق الدنيا ولم يرضها
ما همّه المطعم والملبس
يقطّع الليل بتقديسه
يزهو به المحراب والمجلس
وفي الندى بحرٌ بلا ساحل
وفي المعالي الأصيد الأرأس
إذا رقى يوماً ذرى منبر
وألسن الخلق له خرّس
يريك من ألفاظه حكمة
يحتار فيها العالم الكيّس
فيا لها من رتب نالها
من دونها كيوان والأطلس
قد شرفت كوفان في قبره
ولم تكن أعلامها تدرس
إن أنكر الجاحد قولي أقل
يا صاح هذا المشهد الأقدس
اما ترى النور به مشرقاً
قرّت به الأعين والأنفس
فليس يحصى فضله ناثرٌ
أو ناظمٌ في شعره منبس
لو كان ما في الأرض أقلامه
والأبحر السبع له مغمس